رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

جدل فقهي حول حكم استخدام my heritage لتحريك صور الموتى.. الإفتاء: جائز بشروط.. أزهري: حرام شرعا.. شومان: تطبيق صهيوني

تحريك صور الموتى
تحريك صور الموتى
حالة من الجدل شهدتها صحفات مواقع التواصل الإجتماعي، خلال الأيام الماضية، كان بطلها هو تطبيق “my heritage”، وذلك بعد أن ضجت صفحات مواقع التواصل بالعديد من صور الموتى التي تتحرك لتظهرهم وكأنهم أحياء، وذلك من خلال استخدام تطبيق جديد يحمل اسم “ ماى هرتج".


ويقوم التطبيق على فكرة تحريك صور الموتى، وباستخدام هذا التطبيق شعر العديد من ذوي المتوفين بأنهم مازالوا أحياء. 

حكم الشرع في تحريك صور الموتى 


ومن جانبها أوضحت دار الإفتاء أنه بخصوص تطبيق "MyHeritage" وغيره من التطبيقات لتحريك الصور الثابتة، فإن الشريعة الإسلامية أباحت وسائل الترفيه والترويح عن النفس لكونه من متطلبات الفطرة.

وأشارت إلى أنَّهذه الإباحة مُقَيَّدة بأن لا تشتمل على سخريةٍ أو سُوءِ أدبٍ؛ فإذا كان لا مانع شرعًا من استخدام برامج حديثة لتحريك الصور الثابتة، بحيث تصبح بتقنية الفيديو بدلًا من كونها ثابتة كصورة عادية؛ فالأَصْل أنَّ هذا مباحٌ بشرط مراعاة خصوصية مَن أفضى إلى رَبِّه بأن لا يشتمل تحريك صورته على سخرية أو سوء أدب مع الميت.

وأضافت أن ذلك جائز بشرط أن لا يؤدي ذلك إلى تدليسٍ أو ضررٍ بالغير؛ وذلك كما لو تَرتَّب على صورة المستخدم حقوق أو واجبات تستوجب بيان صورته الحقيقية لا الصورة المعدَّلة.

رأي الأزهر


من جانبه، أجاب الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، بأن استخدام ذلك التطبيق يُعد حرام شرعًا، ودعا مستخدمي التطبيق بإزالته وعدم استخدامه ثانيةً.

وأكد “الأطرش”، في تصريحات صحفية، أن التطبيق يُعد تمثيلا بالموتى، وهو أمر لا يجوز شرعًا، “لأن الإنسان كرمه الله من فوق سبع سماوات بقوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم)، فينبغي أن تظل صورة الإنسان مكرمة متروكة كما كانت”.

وتابع: “وما دام الإنسان قد لقى ربه فينبغي أن تحفظ صورته ومكانته، ولا تُعرض لمثل تلك المهارات التي تظهر على السوشيال ميديا وما شابه ذلك”.

واستطرد قائلا: “لا يجوز وضع صورة المتوفي على جسد شخص آخر، ولا يجوز الإتيان بصورته القديمة لوضعها في تطبيق لصنع فيديو كأنه حاضر لمناسبة حالية، فهذا ليس احترام للميت، ويجب الحذر من تقنية التزييف العميق وصنع مقاطع فيديو تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لإعداد صور أو فيديو للميت في مناسبة حالية".

تطبيق صهيوني


ومن جانبه قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، إنه كثر الحديث عن تطبيق يستغل عاطفة الناس وافتقادهم لأحبتهم الذين انتقلوا إلى الرفيق الأعلى، حيث بإمكان التطبيق إظهار صورة الميت وهو يحرك عضوا من أعضائه كالعينين أو اليدين أو الرأس وربما الجسد بكامله.

وأضاف أنه من هذه التطبيقات ( ماي هرتج) وهو تطبيق "صهيوني" يجب النظر إليه بعين الريبة، فهو لا يقتصر بكل تأكيد على التلاعب بصور الموتى غير الجائز لما فيه من التزييف وانتهاك حرمات الموتى، بل هي البداية التي يروج بها للتطبيق دغدغة لمشاعر الناس وحنينهم لرؤية موتاهم.


وأوضح " شومان" أنه بكل تأكيد لن يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يمكن من خلال هذا التطبيق إظهار الموتى في مواضع وأفعال هم منها براء وتلك جناية أخرى، وما يحث لصور الموتى من الأيسر والأسهل حدوثه لصور الأحياء.

وأشار إلى أنه يمكن أن يركب على حركة شفاههم كلمات لم ينطقوا بها مستعينين ببرامج التلاعب بالصوت وربما مقتطفات بصوة صاحب الصورة مركبة من عدة مقاطع لا ترابط بينها لتظهر وكأنها كلام واحد، كما يمكن إظهار الصورة وكأنها في مواضع وأماكن لا علاقة بينها وبين صاحب الصورة.

وتابع :"منها مسارح الجرائم ليظهر صاحب الصورة وكأنه مشارك فيها، ولذا يحرم التعامل مع هذا التطبيق وأمثاله تحريما باتا، فإذا كانت بعض الأفعال الحقيقية لا يجوز نشرها على الناس لما فيها من التشهير بالناس والاعتداء على خصوصياتهم سواء أكانوا على قيد الحياة أم لا، فيكون من الأولى تحريم تزييف الحقائق وإظهار الشيء على غير حقيقته مهما كانت نيّة الفاعل لا فرق في ذلك بين صور الموتى وصور الأحياء".


تحريك صور الموتى


وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أول أمس الجمعة، فقد أطلقت شركة "My Heritage" الإسرائيلية لعلم الأنساب واختبار الحمض النووي عبر الإنترنت مؤخرا ميزة جديدة قائمة على تقنية التعلم العميق، والتي توفر ميزة عبر تطبيقها وموقعها الإلكتروني هي التقاط أي صورة وتحريكها، وتحويل الصور الثابتة للأفراد إلى نسخ متحركة ومعبرة عنها.

وتعلن الشركة عن الميزة الجديدة التي تطلق عليها "الحنين العميق"، كوسيلة لإعادة الحياة للأقارب القدامى في الصور القديمة، على الرغم من أنه يمكن استخدامها لأي صورة.

وشارك العديد من مستخدمي "السوشيال ميديا" عبر حساباتهم صورا لآبائهم وأجدادهم المتوفين وهم "يعودون للحياة" من خلال التطبيق.

فيما استخدم آخرون الميزة في تطبيق "My Heritage" لإحياء شخصيات تاريخية، مثل الرئيس الأمريكي، جورج واشنطن والموسيقار موزارت وغيرهم.

وتؤكد شركة "My Heritage" أن الميزة الجديدة "تمنح تاريخ العائلة منظورا جديدا من خلال إنتاج تصوير واقعي لكيفية تحرك الشخص ويبدو كما لو كان تم التقاطه بكاميرا الفيديو".

وقال جلعاد جافيت، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "My Heritage": "إن رؤية وجوه أسلافنا المحبوبين تنبض بالحياة في محاكاة فيديو يتيح لنا تخيل ما قد يكون عليه في الواقع ويقدم طريقة جديدة للتواصل مع تاريخ عائلتنا".
Advertisements
الجريدة الرسمية