رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

القرآن الكريم.. معجزة الإسلام التي أذهلت العالم.. تنزل على النبي الكريم في شهر رمضان العظيم.. وأمين الوحي تولى ترتيب سوره

القرآن الكريم
القرآن الكريم

يتمتع شهر رمضان بمكانة عظيمة في الشريعة الإسلامية فهو شهر الرحمات التي يتجلى بها الخالق سبحانه وتعالى على عباده فيعتق من شاء من منهم من النيران وفي سبيل هذا يتسابق المسلمون طوال أيام الشهر الكريم في فعل الطاعات والخيرات من أجل الفوز برضاء الرحمن والظفر بالجنان الواسعة التي أعدها الله سبحانه وتعالى لعباده.

 

نزول القرآن

ومن أعظم التجليات التي خص بها المولى عز وجل هذا الشهر هو نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في ليلة هي خير من ألف شهر وهى ليلة القدر ، كما  أن رمضان هو الشهر الذي شهد نزول غيره من الكتب السماوية.

من جانبه قال الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة: إن شهر رمضان نال تشريف الله تبارك وتعالى بكونه ظرفًا لنزول معجزة الرسالة الخاتمة ، رسالة الإسلام وهو القرآن الكريم الذي أنزله الله تبارك وتعالى على قلب نبيه -صلى الله عليه وسلم-.

وكانت أولى قطرات هذا الوحى الإلهى الذي تنزل عليه -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان حيث كان –صلى الله عليه وسلم- يتعبد في غار حراء وكان يقضى الليالي الطويلة بعيدًا عن ضوضاء مكة حيث انتشرت فيها عبادة الأصنام والأوثان في تلك الفترة فحفظ الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- من ذلك فما خالط قومه قط في هذه المعبودات التي كانوا عليها بل كان يبتعد عنهم ويخلو بنفسه مع ربه في غار حراء حتى فاجأه الوحي.

وحينها أمره أن يقرأ فقال له النبي-صلى الله عليه وسلم- "ما أنا بقارئ" ولسان حاله يقول أنا الأمي الذي لم أتعلم ولم أجلس بين يدى معلم قط ، وفي رواية أخرى ورد فيها أن جبريل عليه السلام قدم له صحيفة وأمره أن يقرأ ما فيها ، فمن هنا رد النبي-صلى الله عليه وسلم- على جبريل ما أنا بقارئ ، ولسان حاله يقول أنا أمي كيف تكلفني أن أقرأ وأنا لم أتعلم القراءة أو الكتابة.

ودليل ذلك ما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} فهذه الرواية تؤيد أن جبريل عليه السلام أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقرأ الصحيفة التي فيها صدر العلق ، وأكد "العواري" أن الأمية هنا في حق النبي –صلى الله عليه وسلم- "شرف" وذلك لأنه لو لم يكن أميًا لكان هناك فرصة أو مدخل للطعن في رسالته ، وقالوا لقد تعلم محمدًا من شرائع من قبله ، لكن الأمية أغلقت باب الطعن في رسالته.

نزول الوحي

وبالعودة إلى روايات نزول الوحي، فإن سيدنا جبريل ضم النبي-صلى الله عليه وسلم- ضمة شديدة لثلاث مرات يقول للنبي اقرأ والنبي يجيب ما أنا بقارئ، فقال له سيدنا جبريل"اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ" فهذه أول آيات نزلت على قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وفاجأ الوحي بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غار حراء.

وبعدها رجع النبي يرتجف فؤاده إلى أهله حيث وصل إلى أم المؤمنين خديجة –رضى الله عنها- حيث قال لها "زملوني زملوني" فهدأت من روعه وقص عليها ما وقع له، فقالت له "والله لن يخذلك الله أبدًا يا ابن العم، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل وتكرم الضيف، وتعين على نوائب الحق".

وأضاف "العواري" لـ"فيتو" أن السيدة خديجة –رضي الله عنها- بعد ذلك أخذت النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان الرجل عنده علم من الكتاب الأول، فلما قص عليه النبي-صلى الله عليه وسلم- ما حدث قال له ورقة " والله ذاك هو الناموس الذي أنزله الله تبارك وتعالى على موسى، يا ليتني أكون حيًا وقت إذ يخرجك قومك ، فرد عليه النبي أومخرجي هم فقال له نعم ما من نبي أتى بمثل ما أتيت به إلا وأخرجه قومه.

وإسقاط ذلك على بقية الأنبياء نجد أن جميعهم عذبوا وأخرجوا من ديارهم بدءًا من سيدنا إبراهيم عليه السلام وسيدنا موسى وعيسى عليه السلام، حينما أتى إلى مصر خوفا من بطش اليهود في بيت لحم، فكل نبي أؤذي بسبب ما جاء به من الحق من الله تبارك وتعالى، لافتا إلى أن نزول القرآن الكريم استمر لمدة ثلاثة وعشرين سنة، وهي عدد سنوات البعثة منذ أن بعث النبي –صلى الله عليه وسلم- حتى لحق بالرفيق الأعلى.

سنوات القرآن

وقال عميد كلية أصول الدين: "هنا يطرح تساؤل مهم وهو كيف استمر القرآن الكريم استمر في النزول لمدة ثلاثة وعشرين سنة والمولى عز وجل أخبرنا في كتابه بقوله "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ" وقوله تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ" وقوله تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" وقوله أيضًا: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَّهُ عِوَجًا" فقال العلماء إن للقرآن تنزلات وليس تنزلا واحدًا من بينها أن له تنزلًا جمليًا بمعنى أنه نزل جملة واحدة.

وأوضحوا ذلك بأنه نزل من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ليلة القدر في رمضان، فنزل هنا جملة واحدة، فلما أراد الله تبارك وتعالى أن ينزله على نبيه حسب الوقائع والأحداث والقضايا سواء أكان نزول ابسبب أو بدون سبب فهنا نزل مفرقًا على مدار ثلاث وعشرين سنة، لذلك النبي –صلى الله وسلم- قال "كان جبريل ينزل بالقدر من القرآن فيقول يا محمد ضع الآية كذا في الموضع كذا من السورة كذا" فكان جبريل يحدد له موقع كل آية، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأمر كتاب الوحي أن يفعلوا مثلما أمر به من أمين الوحي جبريل.

ومن هنا نقول إنه لا تنافٍ بين الآيات التي تحدثت عن القرآن بالتنزيل وبين الآيات التي تحدثت عن القرآن بجملة "أنزل" فـ"نزل" تدل على نزول القرآن مفرقًا لمدة ثلاثة وعشرين سنة ، وقوله "أنزل" تدل على نزول القرآن الكريم جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة إلى السماء الدنيا.

وشدد "العواري" على أنه لما كان رمضان زمان لهذا الشرف وهو نزول القرآن الكريم، فرض الله تبارك وتعالى على أمة الإسلام شكرًا للمنعم الذي أنعم عليها بأن أنزل على نبيها في هذا الشهر القرآن الكريم، لأن كل نعمة من الله عز وجل وأنعم بها على أمة الإسلام قابلها شكر فكان شكر نعمة تنزل القرآن الكريم ، وابتداء التشريع أن صامت الأمة هذا الشهر الذي صار ظرفًا لنزول أعظم كتاب وأشرف كتاب، انزل من السماء معجزة النبي-صلى الله عليه وسلم-.

ومن هنا أتت الآيات "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ، فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ، يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" فهذا يدل على أن نزول القرآن في شهر رمضان هو نعمة والنعمة لأبد وأن تقابل بشكرها، والله تبارك وتعالى بين أن هذا القرآن الكريم هو الشرف حيث قال تعالى: "وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقُوْمِكَ".

أي شرف لك يا محمد تنزل القرآن عليك ولقومك الذين بعث إليهم وسوف تسؤلون عن هذا الشرف ، حفظتموه أم ضيعتموه عملت بما فيه من مقضتيات أوامره ونواهيه وأحكامه وتشريعات وآدابه وأخلاقه أم ألقيتموه وراء ظهوركم وتركتم القرآن وهجرتموه؟ 

نقلًا عن العدد الورقي...

Advertisements
الجريدة الرسمية