رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي للقبائل الليبية: لدينا أقوى جيش في المنطقة.. ولن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة أية تهديدات للأمن القومي

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الخطوط الحمراء سرت الجفرة التي أعلنها خلال تفقده للوحدات المقاتلة للقوات الجوية في المنطقة الغربية العسكرية في سيدي براني الشهر الماضي هي بالأساس دعوة للسلام وإنهاء الصراع في ليبيا.


جاء ذلك خلال لقاء الرئيس السيسي اليوم الخميس بمشايخ وأعيان القبائل الليبية الممثلة لأطياف الشعب الليبي بكافة ربوع البلاد بحضور كل من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء والدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، ووزراء الدفاع والإنتاج الحربى والخارجية ورئيس جهاز المخابرات العامة.

وأكد الرئيس السيسي على أن مصر لن تسمح لأى قوات سواء في الغرب أو الشرق بتجاوز هذا الخط، وهذه دعوة لاستكمال مرحلة التفاوض والحل السياسي للأزمة الليبية.


وقال إن مصر أعلنت قبل ذلك دعوة القاهرة للسلام في ليبيا، التي بدأت في محطات قبل إعلان المبادرة المصرية للسلام والاستقرار في ليبيا، مؤكدا أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدى فى مواجهة أية تحركات تشكل تهديدا مباشرا قويا للأمن القومى ليس المصرى والليبى فقط، وإنما العربى والإقليمى والدولى خاصة فى ظل تزايد الحشد الراهن فى محيط مدينة سرت الليبية.


وأكد الرئيس خلال اللقاء الذي عقد تحت شعار "مصر وليبيا .. شعب واحد ... مصير واحد"، أن الهدف الأساسي للجهود المصرية على كافة المستويات تجاه ليبيا هو تفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبى من أجل مستقبل أفضل لبلاده وللأجيال القادمة من أبنائه.

وأضاف الرئيس السيسى: نتمنى الخير والسلام لليبيا وشعبها .. ولم نطمع فى أى وقت من الأوقات فى بلدكم أو نتدخل فى شئونكم".

وأوضح الرئيس السيسي أن مصر وليبيا وبعض الدول العربية شهدت تغيرات خلال العشر سنوات الماضية، سواء هذا التغير الهدف منه بناء أو غير ذلك، لافتا إلى أنه عندما تدخل البلاد فى الفوضى يصعب أن تنتهى منها إلا بإخلاص المخلصين من أبنائها، وفى ليبيا لن يوجد أخلص منكم كشيوخ وأعيان.

وتابع: أنتم من سيحدد مصير ليبيا وليس أى قوة خارجية وعندما تضعوا أيديكم مع بعض وتخلص النوايا والجهود لصالح ليبيا وأن تعيش فى أمان وسلام لن يستطيع أحد أى يقرر مصير ليبيا، ونحن لا نتعامل مع ليبيا على أساس المنطقة الشرقية أو الغربية".

وأشار الرئيس السيسي إلى أن مصر مع ليبيا الموحدة وهذا خط ثابت للدولة المصرية خلال السنوات الماضية، ومنذ أن توليت المسئولية فى مصر طالبنا بليبيا الموحدة البعيدة عن المليشيات والإرهابيين والمتطرفين وتغليب إرادة الشعب الليبى ومصر مستعدة لاحترام ودعم تلك الإرادة. 

وشدد السيسى على أن مصر لا تسعى لتقسيم ليبيا ومع وحدة واستقرار الأراضى الليبية، لافتا إلى أن مصر ليست لها مصالح فى ليبيا غير تلك الأهداف فقط ومصر أشقاء لليبيين وأمنكم وسلامكم يهم مصر.

وأضاف الرئيس السيسى يجب وقف القتال وبدء مسار سلام، بنعانى من الإرهاب فى مصر وبالتالى قعدنا 5 سنوات ولغاية دلوقتى بنجابه الإرهاب ومعندناش استعداد أن الميليشيات دى تقترب من بلدنا، ومش هنقترب من ليبيا إلا بطلب منكم ومش هنخرج منها إلا بأمر منكم".

وتابع الرئيس السيسي "خلال السنوات الماضية عمرنا ما قولنا هندخل ليبيا وخوفنا على مشاعركم إننا ندخل مضيفا أن الدولة المصرية على استعداد لمساعدة ليبيا والجيش المصرى جاهز لمساعدتكم ولكن لن ندخل بدون طلب منكم وهنخرج بأمر منكم أيضا".

وأشار إلى أن مصر تسعى للاستقرار والسلام لكافة الأشقاء الليبيين، خاصة أن ما يجمعنا هو مصير مشترك لمواجهة التحديات والاستعمار منذ سنوات طويلة.

ورحب السيسي بمشايخ القبائل فى بلدهم الثاني مصر، لأن حضورهم للقاهرة يبعث رسالة للعالم بوحدة مصير مصر وليبيا.

كما أكد أن العلاقات بين الشعبين تمتد على مر التاريخ ولا يمكن المساس بها بأى حال من الأحوال، مشيرا إلى أن دفاع مصر عن ليبيا والعكس هو إلتزام عن حالة التكاتف الوطني بين البلدين.

وأضاف الرئيس أن لدى البلدين تاريخ مشترك لمواجهة كافة أشكال التحديات والاستعمار، وأن بطولات الليبيين، وعلى رأسهم الشيخ عمر المختار وكفاحهم على مر العصور، للحصول على الاستقلال، خير دليل على رفض الشعب لرفض التدخلات الخارجية الطامعة فى خيرات الشعب الليبى.

وقال إن مصر تعول على القبائل الليبية الحرة الرافضة لاستمرار الأوضاع الراهنة فى ليبيا، مشددا على أن مصر مستعدة لمساعدة الأشقاء الليبين لإنهاء الأزمة الليبية.

وأضاف أن مصر لن تسمح بتكرار تجربة الرهان على الميليشيات المسلحة مرة أخرى في ليبيا، مؤكدا رفض مصر أن تتحول ليبيا إلى بؤرة جديدة للإرهابيين والميليشيات وملاذ للخارجين عن القانون، حتى لو كلفنا التدخل المباشر لمنع ذلك.

ودعا السيسى كافة القبائل الليبية فى كافة ربوع ليبيا، بمراجعة موقف أبنائها المرابطين فى صفوف القتال، وحثهم على الاندماج فى جيش وطني واحد، وترك السلاح وهدفه مصلحة البلاد.

وتابع الرئيس السيسى عندما كنت وزيرا للدفاع مصر استقبلت فى 2012 و2013 طلبة ليبيين فى الكلية الحربية فى مصر، ونحن مستعدين لاستقبال أبنائكم الليبيين نجهزهم وندربهم ليكونوا امتدادا لنواة لجيش وطني ليبي انتماءه فقط للدولة الليبية".

وأكد الرئيس السيسي أننا فى مصر ليس لدينا فى الجيش المصرى أى انتماءات عقائدية أو دينية، ولكن الانتماء الوحيد للوطن، وأى جهد هنعمله للأشقاء الليبيين وسيتم تدريب أبنائكم ليحبوا ليبيا ويخافوا عليها".

وشدد على ضرورة إعطاء فرصة للحلول السياسية والمفاوضات، من خلال المجتمع الدولى، لأن حالة الانقسام السياسي الراهنة، واستمرار الحروب ستؤدى إلى نتائج لا يحمد عقباها.

وأكد الرئيس السيسي على تطابق وقوة الموقفين المصرى والليبى الرافض للتدخل الأجنبي فى ليبيا، التى تمتلك أجندات طامعة فى ثروات الشعب الليبى وضرب الاستقرار فى ليبيا، وشدد السيسى أن مصر لن ترضى سوى باستقرار ليبيا فى كافة المجالات.

وأوضح الرئيس السيسي أن مصر أعلنت كلمتها بعد صمت 6 سنوات وتركنا الأمور، كما يرغب الليبين، "ولكن عندما تتحول المنطقة الشرقية فى ليبيا إلى منطقة غير مستقرة فلن نسمح بذلك"، لافتا إلى أنه على الرغم من قدرة مصر على تغيير المشهد العسكري بشكل سريع وحاسم، حال رغبتها فى ذلك، إلا أن مصر كانت تصر على الحل السلمى ودفع الجميع للمفاوضات، لأن مصر لن تقف مكتوفة الأيدى فى مواجهة أى تحركات تهدد أمنها القومى.


وأضاف الرئيس السيسي: "مصر لديها أقوى جيش فى المنطقة وإفريقيا وتستطيع أن تغير المشهد العسكرى فى ليبيا بشكل سريع وحاسم لكن  الجيش المصرى رشيد جدا، ولا يقوم بأى اعتداءات أو غزو خارج الأراضى المصرية.

واستطرد الرئيس: "سنتوجه للبرلمان المصرى لطلب أى تحرك عسكرى خارجى، لافتا إلى أن مصر ليس لديها أى موقف تجاه الحكومة فى طرابلس أو المنطقة الغربية، وسبق أن تم استضافة اجتماعات لتلك الأطراف لمحاولة التوصل إلى حل سياسي للصراع.

وأكد الرئيس السيسي أن زيادة النفوذ الخارجى على الأراضى الليبية، والاستمرار فى نقل المرتزقة من سوريا إلى ليبيا، وتشكيل قاعدة انطلاق لتهديد دول الجوار، يشكل تهديدا للأمن القومى المصرى والليبى والعربى والدولى، مشددا على ضرورة اتخاذ التدابير والإجراءات لإحباط تلك المخططات.

وأضاف السيسي من هنا كان ترحيب مصر بيان الأشقاء فى مجلس النواب الليبى فى 13 يوليو الجارى لمدى المخاطر والتهديدات التى تواجه الدولة الليبية، خاصة مع محدودية الدور الذى يقوم به المجتمع الدولى".

وقال الرئيس إذا كان الأشقاء فى مجلس النواب الليبى السلطة الشرعية الوحيدة التى انتخبها الشعب قد طلبوا تدخل الجيش المصرى، فإن الأشقاء فى مصر على استعداد لاتخاذ كافة الإجراءات لذلك".

وأكد الرئيس على عزم مصر على تقديم كل الدعم للأشقاء فى ليبيا حماية لأمننا المشترك، وستعمل القوات المسلحة المصرية ستعمل خلف الجيش الوطني الليبي والقبائل الليبية، ذات التاريخ الطويل فى المقاومة العربية ضد الاحتلال والظلام".

ومن جانبهم، أعرب مشايخ وأعيان القبائل الليبية عن كامل تفويضهم للرئيس السيسي والقوات المسلحة المصرية، للتدخل لحماية السيادة الليبية واتخاذ كافة الإجراءات لتأمين مصالح الأمن القومي لليبيا ومصر ومواجهة التحديات المشتركة، ترسيخا لدعوة مجلس النواب الليبي لمصر للتدخل لحماية الشعب الليبي والحفاظ على وحدة وسلامة أراضي بلاده.

الجريدة الرسمية