رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ما هي حدود الجنة ونعيمها كما وعد الله تعالى ؟

الشيخ محمد متولى
الشيخ محمد متولى الشعراوي
يقول رب العزة في الحديث القدسي: "أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"، أخرجه مسلم، فما دلالة هذا الحديث؟ وماهى حدود الجنة؟ وما هو النعيم الذى وعد به المتقون ؟ 

يجيب فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، فيقول:

يقول الله تعالى في سورة البقرة: "وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا، قالوا هذا الذى رزقنا من قبل وأتوا به متشابها، ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون".

جنات متنوعة 
والحق سبحانه هنا بشَّر الذين آمنوا وعملوا الصالحات بجنات تجرى من تحتها الانهار، والجنات جمع جنة، وهى جمع لأنها كثيرة ومتنوعة، فهناك جنات الفردوس، وجنات عدن وجنات نعيم، ودار الخلد، ودار السلام، وجنة المأوى، وهناك عليون الذى هو أعلى وافضل الجنات، وهناك درجات فى كل جنة اكثر من الدنيا، وأعلى ما فيها هو التمتع برؤية الحق تبارك وتعالى، وهو نعيم يعلو كثيرا عن أى نعيم فى الطعام والشراب فى الدنيا.

والطعام والشراب بالنسبة لأهل الجنة لايكون عن جوع أو عطش، وإنما عن مجرد الرغبة والتمتع.

ملكات المعرفة السمع والبصر
إذن ما هو موجود فى الجنة لا تعلمه نفس فى الدنيا، ولا يوجد لفظ فى الدنيا يعبر عنه، ولا ملكة من ملكات المعرفة كالسمع والنظر قد رأته، فاستخدم الحق تبارك وتعالى الألفاظ التى تتناسب مع عقولنا وإدراكنا فيقول عن أهل الجنة: (كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل وأتوا به متشابها).

اختلاف الصفات 
وهنا يعتقدون أن هناك تشابها بين ثمر الدنيا وثمر الجنة، ولكن الثمر فى الجنة ليس كثمر الدنيا؛ لا فى طعمه ولا فى رائحته.

وفى الدنيا كل طعام له فضلات يخرجها الانسان، لكن فى الآخرة لايوجد لطعام فضلات لاختلاف ثمار الدنيا عن الآخرة فى التكوين.. والحق سبحانه يعطينا صورة عن شيء هو الآن غيب عنا، وسيصير بإذن الله مشهدا.

رؤية العين 
نحن نعلم أن الكائنات الوجودية يعرفها الإنسان بما يناسب إدراكه، فقال رب العزة فى الحديث القدسي: "مالا عين رأت ولا أذن سمعت"، والعين حين ترى تكون محدودة، لكن السمع دائرته أوسع لأنه سيسمع ممن رأى، فيرى الإنسان أولا ثم يسمع بأكثر مما يرى.

ثم يقول: "ولا خطر على قلب بشر"، أي أن فى الجنة أكبر من التخيلات، ومادامت الجنة لم ترها عين ولم تسمعها أذن، ولم تخطر على قلب بشر فلا توجد كلمات تعبر عنها.

وقال سبحانه فى سورة محمد: "مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهارا من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم".

أسماء موجودة
 
إذن فهو سبحانه يعطى اسما موجودا مثل النهر لكنه سينزع منه الأكدار التى تراها فى النهر فى الحياة الدنيا، وأنهار الجنة سترى الماء فيها ولكن ليست بين شاطئين، وستجد أنهارا من لبن لم يفسد أو يتغير طعمه، وألبان من خمر ولكن ليست كخمر الدنيا لأنه يقول هنا: "مثل".

ويقول: "وأنهار من عسل مصفى"، فهو يعطي صورة مقربة من العسل ولكن مصفى أي بدون شوائب، فسبحانه تعالى حين يحدثنا عن الجنة إنما يحدثنا عن أشياء من جنس ما نعرف، وليس من جنس مالا نعرف.
Advertisements
الجريدة الرسمية