رئيس التحرير
عصام كامل

تشهدها الملائكة.. تعرف على كيفية صلاة الضحى وفضلها من السنة

صلاة الضحى
صلاة الضحى
النوافل علامة من علامات الإيمان، وهي علامة من علامات محبة العبد لله سبحانه وتعالى، ومجلبةٌ لمحبة الله للمسلم، ومتى حاز المسلم على محبّة الله كان سمعه الذي يسمع به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فيحصل على توفيق الله له في كل مسعىً يسعاهُ، ويوفّقه الله تبارك وتعالى لحُسن المسعى، وحسن الكلام، وحسن العمل.


تعريف الضحى
وتعريف صلاة الضُّحى كمُصطَلحٍ شرعيّ؛ فهِي صَلاةٌ من النَّوافل، تؤدّى بعد ارتفاع الشمس مقدار ميل؛ وتعرف كذلك صلاة الضحى باسم صلاة الإشراق أو الشروق، وسمِّيت بذلك لأنَّها تؤدّى بعد شروق الشمس أي بعد طلوعها، ومن الفقهاء من اعتبر صَلاة الإشراق مُختلفةً عن صلاة الضحى، لكن جمهور العلماء أجمعوا على أنَّ صلاة الإشراق هي ذاتها صلاة الضُّحى مستندين في ذلك على قول الله تعالى: (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ).

صلاة الإشراق
وأُثر عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أنَّه لم يكن يدري ما المراد بالإشراق، فسأل أم هانئ عنها، فأخبرته أنَّ النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- قدم إليها فتوضأ ثمَّ صلى صلاة الضحى وقال لأم هانئ إنَّ هذه صلاة الإشراق، كما في الرواية التي أوردها القرطبي عن ابن عباس أنَّه قال: (كُنْتُ أَمُرُّ بِهَذِهِ الْآيَةِ:" بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ" وَلَا أَدْرِي مَا هِيَ، حَتَّى حَدَّثَتْنِي أُمُّ هَانِئٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل عليها، فَدَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى صَلَاةَ الضُّحَى، وَقَالَ:" يَا أُمَّ هَانِئٍ هَذِهِ صَلَاةُ الْإِشْرَاقِ).

كيفية صلاة الضّحى
وبفعل النوافل وكثرة النوافل والطاعات تُستجاب الدعوة، ويتحصّل الأجر والفضل الكثير في الدنيا والآخرة، ومن النوافل صلاة الضحى، فما كيفية صلاة الضحى؟ وما وقت صلاة الضحى؟

كيفية صلاة الضّحى ووقتها
صلاة الضحى: إذا أراد المسلم أن يُصلّي صلاة الضُحى، فلا بُدَّ أن يكون جاهزاً حسيّاً ومعنوياً، فيتوضّأ ثم يتوجَّه للمكان الذي سيُؤدّي فيه الصلاة، ويُصلّي الضُحى بالكيفية الآتية:

النيَّة؛ وذلك بأن ينوي أن يُصلي الضُحى.

يُكبّر تكبيرة الإحرام.

يَقرأُ دعاء الاستفتاح.

يَقرأُ سورة الفاتحة.

يَقرأُ آياتٍ أو سورة قصيرة بعد الفاتحة.

يُكَبر ويَركعُ ويَقولُ في رُكوعه: سبحان ربي العظيم.

يَرفعُ من الركوع حتى يستوي قائماً، قائلاً: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد.

يُكبر ويَسجدُ ويقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى.

يَرفع من السُجود ويَجلس جلسةً قصيرةً.

يَسجد سجدةً ثانيةً ويقول في سجوده كما قال في السجود الأول.

يرفع من السجود ويُصلّي باقي الركعات كما صلَّى الركعة الأولى؛ مع الأخذ بعين الاعتبار الجلوس للتشهد بعد صلاة الركعتين.

يجلس للتشهُّد الأخير.

فوائد صلاة الضحى
رُويت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على عِظم فضل صلاة الضحى ومكانتها، منها ما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، إذ قال: (أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ).

 ورُوي أيضاً عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه- أنه رَأَى قَوْمًا يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى، فَقالَ: (أَما لقَدْ عَلِمُوا أنَّ الصَّلَاةَ في غيرِ هذِه السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ).

فضل الضحى
 ومما يدل على فضل صلاة الضحى ما رواه أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى، والسّلامى هي التعظام والأعضاء في جسم الإنسان، وقوله في الحديث: "ويجزئ عن ذلك"؛ أي يسدّ عن ذلك ويقوم مقامه أداء ركعتي صلاة الضحى، وفي ذلك فضلٌ عظيمٌ ظاهرٌ لصلاة الضحى.

وصية الرسول
 ووصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بصلاة الضحى لأبي هريرة وأبي الدرداء -رضي الله عنهم- تدلّ على عظم فضلها، لا سيّما أن النبي إذا أوصى أحداً فحينئذٍ وصيّته لجميع الأمة كذلك، إذ لم يرد تخصيص في ذلك، وممّا ورد في فضلها ما جاء في الحديث الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من صلَّى الغداةَ في جماعةٍ ثم قعد يذكرُ اللهَ حتى تطلعَ الشمسُ ثم صلَّى ركعتيْنِ كانت لهُ كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: تَامَّةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ)،[١٧] قال المباركفوري رحمه الله: "قوله: (ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ)، أي: بعد طلوع الشمس" وهي تدلّ على صفة جميلة في العبد، وهو أنه أوّاب؛ أي كثير الرجوع إلى الله عز وجل، لا سيّما إذا صلّاها في آخر وقتها؛ وهو الوقت المستحب كما وُضِّح سابقاً.

تشهدها الملائكة
وصلاة الضحى صلاةٌ تشهدها الملائكة، يدلّ على ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- لعمرو بن عبسة رضي الله عنه: (صَلِّ صَلَاةَ الصُّبْحِ، ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلَاةِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حتَّى تَرْتَفِعَ... فإنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ).
الجريدة الرسمية