رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ متولي الشعراوي يشرح معنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الشيخ محمد متولي
الشيخ محمد متولي الشعراوي
يقول الحق سبحانه وتعالى في الحديث القدسي "مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، من قبل أن تدعوني فلا أجيبكم ، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم". 


ويشرح فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي هذا الحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده فيقول:

قال عز وجل فى قرآنه الكريم بسورة آل عمران ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ، إن الآية تأمر بأن تكون كل جماعة المسلمين أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. 
 
الدعوة إلى الحق والخير 
والحق سبحانه يقول (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) والعصر هنا أي الدهر والزمن.

فلماذا قال تعالى "وتواصوا" ولم يقل "ووصوا" ، معناها أن يعرف كل مؤمن أنه من الأغيار وكذلك أخوه المؤمن، وقد يضعف أحدهما أمام معصية فيصنعها، والآخر غير ضعيف أمامها.

التناوب من أجل الحق
لذا يكون على غير الضعيف توصية الضعيف، وعلى الضعيف أيضا الانتباه حتى يتواصى مع غيره، فالإسلام لم يجعل جماعة يوصون غيرهم وأخرى تتلقى الوصاية، فكلنا موص حين يكون ضعيفا أمام المعصية، والتواصي يقتضي التفاعل مرة موصيا ومرة موصى إليه، وهكذا يتناوب الناس فأنت في فترة ضعفي توصيني، وأنا في فترة ضعفك أوصيك.

خير أمة أخرجت للناس
وخير أمة أخرجت للناس يظهر في قوله تعالى فى سورة التوبة (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ). 

قال الحق سبحانه عن أمة محمد فى سورة آل عمران ( نتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) أي أنكم يا أمة محمد خير الأمم لا حسبا ولا نسبا وإنما تأمرون بالطاعات وتنهون عن كل ما نهى عنه الدين. 

يقظة إيمانية 
ومن هنا على الإنسان أن ينتبه إلى من حوله حتى نتناهى عن أي منكر وأن نحيا دائما في يقظة إيمانية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان). 

طاعة الله 
فغير المتدينين لا يصلون ولا يزكون مثلا وهو في ذلك يحتاج إلى قوة تحرك سكونه عن طاعة الله .

النصح الخفيف 
إذن فالتذكير يكون مرة بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ومرة يكون بالفعل ليحرك الساكن ـ فالإسلام جاء هنا بالأمر والنهى بالنصح الخفيف والتلطف، والرسول عليه السلام جاء بالفعل.

وتصرف القلب هنا بالمقاطعة لمن يخرج عن منهج الله حتى يرتدع. 
الجريدة الرسمية