"يوسف" يتهم وزير البترول الأسبق بإهدار المال العام
قال المهندس مدحت يوسف، الرئيس السابق لهيئة العمليات بوزارة البترول والخبير البترولى، إن تبرير وزير البترول الأسبق المهندس أسامة كمال، الأزمة الطاحنة للسولار والبنزين، التي كانت في عهده بوجود عمليات تهريب إلى غزة، كانت تتم تحت إشراف بعض المنتمين للإخوان المسلمين.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"فيتـو"، أن وزير البترول الأسبق تم تضليله من جانب الإخوان وأرسلوا منتجات لغزة بقيمة ٢٠ مليار جنيه، وأن معدلات التهريب بلغت ٢٠٪ من إجمالى المنتجات البترولية المعروضة، وأن ٨٥٪ من إجمالى الكميات المهربة إلى غزة تمت دون علمه، معللا ذلك على صدق كلامه بالوفرة الملحوظة في مخزون الوقود حاليا.
وأشار "يوسف" إلى أن تصريحات الوزير الأسبق جميعها مغلوطة وغير دقيقة، موضحًا أن المعروض من المنتجات البترولية في عهد الوزير الاسبق كان من السولار ٣٨ ألف طن يوميا، وهذا يعنى تهريب ٨ آلاف طن يوميا لغزة، بما يعادل ٩،٦ مليون لتر.
وتابع الخبير البترولى، أن هذه الكمية يتطلب نقلها يوميا بعدد لا يقل عن ٢٠٠ سيارة صهريجية بمقطورة، وهى الأكبر حجما في الأسواق أو ٢١٠ تريلا من النوع الكبير، بالإضافة إلى أن الرحلة الواحدة وصولا للأنفاق تتطلب يوما كاملا، من اقرب منطقة للشحن وهي السويس سواء بالعبور من كوبري السلام أو من خلال نفق الشهيد أحمد حمدي، أو من خلال المعديات وقت الأزمات.
وشدد على أن إجمالي الشحن من منطقة السويس من السولار لا يتعدي ٢٥٠ تريللا يوميا، وهي منطقة بترولية رئيسيه ومسئولة عن إمداد سبع محافظات وهي "سيناء الشمالية والجنوبية والسويس والإسماعيلية وبورسعيد والشرقية والبحر الأحمر".
واستطرد "يوسف" قائلا "هنا يتضح عدم إلمام الوزير الاسبق بأوضاع توزيع السولار بمصر لعدم خبرته في هذا المجال، فكيف يمكن خروج ٢١٠ تريللا سولار للتهريب يوميا لغزة من أصل ٢٥٠ تريللا مخصصه أصلا لعدد سبع محافظات مصرية، فهذا لا يخلق أزمة طاحنة ولكنة يوقف الحياة بكاملها لتلك المحافظات".
وأوضح أن الوفرة الحالية في المنتجات البترولية التي تشهدها البلاد بسبب حالة الطوارئ وحظر التجوال وهذا واضح ومفهوم للعامة، أما التهريب لغزة عبر الأنفاق للسولار فإنه لا يزيد بأي حال من الأحوال عن ألفي طن يوميا تعادل ٢،٤ مليون لتر، وهذا الرقم يتفق وحجم الخزانات الأرضية التي تم اكتشافها مؤخرا وهذه الكمية تتطلب لنقلها عدد ٥٢ تريللا يوميا، مع التحفظ لكونها تمثل كميات كبيرة هي الأخري.
واتهم "يوسف" الوزير السابق أسامة كمال، باعترافه بعدم الأمانة لتسهيل تهريب المواد البترولية إلى غزة عبر الأنفاق دون اعتراض منه، حيث وافق "كمال" على تهريب 15% من الكميات التي ذكرها والبالغة 8 آلاف طن سولار يوميا، بالإضافة إلى تعيينه للعديد من قيادات الوزارة في عهده، والذين ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، إرضاءً للقيادة السياسية التي كانت تحكم البلاد وقتها.
