رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الأزهر ينظم لقاء افتراضيا حول تفعيل مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
نظم مجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية اليوم، لقاءً افتراضيًا بمناسبة حلول الذكرى الثالثة لوثيقة الأخوة الإنسانية، بعنوان: «منهجية تفعيل مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية في الواقع».


 وشارك في اللقاء الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور محمد المحرصاوي ، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور نظير عياد ،أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والمستشار محمد عبدالسلام ،أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، والأنبا إرميا، مدير المركز الثقافي القبطي الأرثوذوكسي، والدكتور محمد أبوزيد الأمير ، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتورة نهلة الصعيدي، رئيس مركز تطوير الوافدين، والشيخ جمال فودة، إمام مسجد النور بنيوزيلندا.
 
في بداية اللقاء قال الدكتور نظير عياد، إن خروج "وثيقة الأخوة الإنسانية" من خلال رمزين كبيرين؛ فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ ‏الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، يؤكد أهميتها حيث مَثلت الوثيقة مشهدًا رائعًا شارك فيه عدد كبير من العلماء والمهتمين بالحوار بين أتباع الأديان في الكثير من الدول العربية والأجنبية، مضيفًا أن تلك الوثيقة تهدف إلى القضاء على الطائفية والعنصرية والكراهية، وتقاوم العنف والتطرف، وتعمل على نشر قيم ‏التسامح والسلام والمودة بين البشر، وترسخ للحوار والتفاهم لتحقيق الحياة الكريمة لكل إنسان‎، مؤكدًا أن الوثيقة تعد امتدادًا لوثيقة المدينة التي ألفت بين القلوب، ورسخت مبدأ المواطنة والعيش المشترك.
 
وأوضح عيّاد أن اهتمام العالم ومؤسساته الدولية بهذه الوثيقة ودورها يؤكد على أهمية ما يرتبط بها من أحداث لأنها ‏تكشف عن نظرة الأديان للأمور بشكل صحيح، بالإضافة إلى أهمية ما تحويه من إقرار للحرية التي تحمل في طياتها مسئولية الإنسان، وحقه في العيش دون المساس بحق الآخر، وما اهتمت به من المفاهيم والفضائل المشتركة التي أقرتها جميع الأديان.
 
وخلال كلمته بالملتقى، أكد المستشار محمد عبدالسلام، أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، أن كل العباد أخوة وكل من يحمل لقب إنسان هو أخ،  متمنيًا أن تسير البشرية نحو السلام والتسامح مع احتفاظ كل شخص بهويته  الدينية المستقلة حسب دينه وعقيدته، مبينًا أن منهج الأزهر هو منهج الوسطية والاعتدال والتسامح وهي معاني متأصلة في مصر تملؤها تسامحًا ومودة، مشيدًا بجهود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في دعم كل المبادرات التي تنشر السلام وترسخه.
 
وأضاف عبد السلام أن هذا اللقاء يعد خطوة جادة نحو الأخوة الانسانية، وأن الحديث في مصر عن الأخوة الانسانية يؤكد أن مصر يسعد فيها الجميع  بالسلام والمحبة، مشيرًا أن منهج الأزهر في التسامح ينتشر في كافة أرجاء العالم، موصيًا بضرورة التواصل المستمر من أجل نشر مبادئ الأخوة الانسانية حتى يعم السلام في ربوع العالم.
 
من جانبه، أشار الدكتور محمد المحرصاوي إلى إن اللجنة العليا للأخوة الإنسانية كانت لها إسهامات كثيرة تهدف من خلالها نشر مبادئ "وثيقة الأخوة الإنسانية"، والتي كان منها مباردة "الصلاة من أجل الإنسانية" للتضرع إلى الله - سبحانه وتعالى- ليرفع عن الإنسانية جمعاء ما حل بها من وباء وبلاء، موضحًا أن اللجنة كانت لها مقترحات عديدة ومنها رصد جائزة للأفراد والمؤسسات التي ساهمت في نشر مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، كما كللت هذه المجهودات العظيمة التي بذلتها اللجنة باعتماد الأمم المتحدة يوم ٤ فبراير يومًا عالمياً "للأخوة الإنسانية".
 
وفي سبيل نشر وثيقة الأخوة الإنسانية أوضح المحرصاوي أن الجامعة قامت بالعديد من الجهود، حيث طبعت الوثيقة كاملةً عقب توقيعها من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، ونشرها في أماكن استراتيجية متعددة، لتؤكد أن هذا هو الأزهر بفكره الوسطي المعتدل، وأن هذه دعوته إلى التسامح وقبول الآخر.
 
من جانبه، أكد الأنبا إرميا، مدير المركز الثقافي القبطي الأرثوذوكسي، أن اعتراف العالم بيوم الأخوة الإنسانية وإعلان الأمم المتحدة إحيائه كل عام كيوم دولي، شهادة لنبل هذا المقصد، مضيفًا أن علينا اليوم مسؤولية تاريخية انطلاقا من هذه الوثيقة نحو عالم آمن ومستقر بعيدًا عن العنف أو التمييز الديني، فرسالة الوثيقة في المقام الأول هي رسالة سلام ومحبة تؤكد أن العالم يشترك في معاني إنسانية واحدة، لافتًا أن جميع البشر فى العالم هم أعضاء أسرة واحدة حتى لو تنوعوا فيما بينهم، وأن هذه الوثيقة ممتلئة بالتعاليم الدينية التي استقت مبادئها من الكتب السماوية، مضيفا أن التعاون بين البشر الذي تنادي به الوثيقة فى هذا الوقت هو أمر في غاية الأهمية، وأن التعارف من أهم أهدافها التي تنشد نشر الرحمة والمودة بين البشر وهذا ما ارتكزت عليه الوثيقة دائما فى طياتها ونصوصها.
 
و قالت الدكتورة نهلة الصعيدي، رئيس مركز تطوير الوافدين، لقد لاقت الوثيقة تقديرا عالميًا كبيرا يؤكد أنها مشروع واقعي من أجل حياة إنسانية متكاملة، مضيفة أن الوثيقة رسمت علاقة البشر بأنفسهم في حياة أنتشر فيها العنف والأطماع والتطرف، مطالبة بمنهجية واضحة لتفعيل الوثيقة ونشر السلام والعدل بين الناس.

وأضافت الصعيدي أن الشرائع حملت المعاني السامية التي نقلتها وثيقة الأخوة الإنسانية في عالم تعطش فيه الجميع إلى الكرامة والسلام والتسامح  والاستقرار، وأن الإنسانية اليوم في حالة من الضياع تفتقر لمثل هذه المساعي النبيلة لتنير الطريق للبشرية، وتضع منهجية محكمة من أجل نشر فكر العدل والتسامح.
 
ونوه الشيخ جمال فودة إمام مسجد النور بنيوزيلندا إلى المذبحة التي ارتكبت في المسجد هناك وراح ضحيتها الكثير من الضحايا، مشددًا أن الإرهاب لا دين له وأن كل المتعصبين والمتشددين هم بعيدين كل البعد عن تعاليم الأديان، فالأديان جاءت بالرحمة والسلام والمحبة والتسامح وقبول الآخر، ونأمل أن تكون وثيقة الأخوة الإنسانية بمثابة قانون ودستور لحماية الأديان، ويتم تفعيلها في كل أنحاء العالم.
 
واختتم الدكتور محمد أبوزيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر الملتقى، موضحًا أن تفعيل بنود وثيقة الأخوة الإنسانية أمر يستدعي تضافر الجهود بين جميع أطياف البشر، من خلال تحمل الجميع مسؤولياته الوطنية، وإعلاء قيم العيش المشترك، مؤكدا ضرورة إدانة كافة التصرفات والسلوكيات التي تتعارض مع مبادئ المواطنة، والتأكيد على براءة جميع الأديان من أعمال العنف والإرهاب والتطرف وسفك الدماء، مشيدا بحرص الدولة المصرية على الاهتمام بتعزيز قيم التعايش والأخوة الإنسانية بين أبنائها.
Advertisements
الجريدة الرسمية