رئيس التحرير
عصام كامل

حبس المتهمة بقتل والدتها ونجلها بالوايلي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أمرت نيابة حوادث غرب القاهرة الكلية بحبس ربة منزل ونجلها أربعة أيام على ذمة التحقيقات لاتهامهما بقتل والدتها وإلقائها بالقمامة بالوايلي.

في صباح هادئ استيقظ سكان أحد الشوارع بمنطقة الوايلي في محافظة القاهرة على صوت سيارات شرطة تملأ المكان، رجال المباحث يطوقون المنطقة، آخرون يصعدون إلى أحد العقارات يصطحبون جارتهم فاتن ونجلها، دون سبب، ولكن أحد رجال المباحث همس إلى أذن أحدهم بأنها قتلت والدتها وألقتها في مقلب القمامة.

منذ نعومة أظافر "فاتن"، وأمها لم تبخل عليها في شيء أغدقتها بحنان الأم وتلبية رغباتها المختلفة حتى جاء اليوم الموعد وتقدم شاب لخطبتها، كانت نجلتها تؤكد حبها لشاب رغم رفض والدتها لذلك، ولكنها أرادت سعادتها فوافقت على الزواج منه.

مرت أشهر قليلة وتمت مراسم الزواج، ولم ترغب الأم بأن تكون نجلتها بعيدة عندها، طلبت من زوجها أن يقيم في العقار ويحصلون على شقة في أي طابق يرغبونه والباقى يتم تأجيره لسكان، "فاتن" لم تتردد في ذلك الأمر، مرت أشهر وسنوات عجاف على "فاتن" وزوجها فعرفت الخلافات طريق الفتاة ووالدتها التي كانت تطالبها باستمرار بأموال، كانت الأم تلبى رغبات ابنتها ولكن المشكلات ومشاحنات لم تنته.

الابنة أقنعت الأم بطرد السكان من العقار وبيعه أو إقامة برج أكبر للاستفادة من فارق الأسعار، وافقت الأم على رغبات نجلتها ولكن السكان رفضوا المغادرة، لم تدم أيام طويلة حتى التفت الابنة حول والدتها وبثت السم في عقلها، لرفع دعاوى قضائية ضد السكان، بالفعل وصلت إنذارات على يد محضر ضد سكان، والآخرون لم يسكتوا ورفعوا دعاوى بحجة العقود التي بحوزتهم لم تنته ويتم سدد الإيجار كاملًا كل شهر.

احتاجت الابنة إلى أموال من أجل منزلها وأولادها وزوجها، فكانت تطلب من والدتها باستمرار حتى ضجرت من طلباتها فحدثت هذه المرة خلافات كبيرة انتهت بعدم إعطاء ابنتها أي أموال.

"خيرية" سيدة في العقد الثامن من عمرها تقضى أيامها اعتمادًا على تعاطى الأدوية والمتابعة المستمرة، ولكن في إحدى الليالى شعرت بحالة إعياء شديدة، صراخات ترتفع، الآلام لا تنتهى، حتى سمع حفيدها صوتها، توجه مسرعًا إلى جدته في الطابق الذي أسفلهم، وحاول استطلاع الأمر، فوجد "جدته" في حالة إعياء شديدة، انطلق مرة أخرى إلى والدته ليوقظها ويروى لها ماحدث، أنوار الشقة تضيء، استيقظت الأسرة كلها، توجهت إلى الطابق الأسفل، الابنة تردد عبارة على والدتها "زعلتينى، فحصلك كده ولما تطردينى من عندك في الشقة، ماذا سيحدث لكى" كلمات رددتها نجلتها بسخرية، كانت كافية لتفصح "فاتن" عن خطتها في التخلص من والدتها، الدموع تنزف من عين والدتها، الآلام تسرى في عروقها، ولكن الشيطان كان قد تملك نجلتها وسيطر على عقلها وحجر قلبها على والدتها للاستيلاء على أموالها وتركها تموت وعدم إخطار الطبيب أو نقلها إلى المستشفى.

رئيس مباحث الوايلى كان في طريقه إلى البيت ليأخد قسطا من الراحة ليعود ليلًا لاستكمال العمل، ولكنه لم يكمل طريقه بعدما جاءته إشارة على اللاسلكى من النجدة بأن تم العثور على ملفوفة لسيدة، بشارع الشمع، أسرع رئيس المباحث بالعودة سريعا إلى مكان البلاغ لفحص الواقعة.

توقف بسيارة الشرطة في مكان الحادث ونظر إلى شرطى يقف بجوار الجثة، وروى له في لحظات كيفية تلقى البلاغ وما توصلوا إليه، طاف رئيس المباحث حول الجثة لمناظرتها وتبين بأنها لسيدة في العقد السابع من العمر ممتلئة البنية ترتدى جلباب نوم منزلى في حالة انتفاخ وتعفن، أيضا وجود جحوظ بالعينين وخروج اللسان من الفم داخل كيس من القماش ملفوفة بمشمع بلاستيك ومربوط أعلى بحبل.

اجتمع رئيس المباحث مع معاونيه ووضعوا خطة عمل لكشف ملابسات أولها تحديد هوية المجنى عليها، وفحص علاقاتها، مراجعة البلاغات لربما كانت مختطفة وقتلها الجناة بعد رفض دفع أسرتها الفدية، ونجحت الجهود في التوصل إلى أن المجنى عليها تدعى "خيرية.ع" 76 سنة ومالكة عقار بمحيط المنطقة المعثور على الجثة.

تم استدعاء نجلتها والتي ادعت اختفاء والدتها وأن سكان العقار هم الذين قاموا بقتلها بسبب نزاع قضائى معهم لطردهم من العقار، تم استدعاء السكان ومناقشتهم، وجمعت التحريات حول الواقعة، أشارت التحريات أن هناك خلافات بين المجنى عليها ونجلتها، وأن آخر شخص كان برفقتها هي نجلتها، فضلا عن رؤية حفيد المجنى عليها كان يحمل جوالا كبيرا بصحبة والدته وقاما بإلقائه في أحد مقالب القمامة.

توجه رئيس المباحث واصطحب معه قوة أمنية إلى نجلة المجنى عليها وتم مواجهة المتهمة وبعد عدة محاولات من الإنكار اعترفت بارتكاب الجريمة.

وقالت المتهمة إن المجنى عليها شعرت بإعياء شديد ولم يقوما هي ونجلها بإسعافها مما أدى إلى وفاتها، وأشارت في اعترافاتها نظرًا لوجود نزاع قضائى بين المجنى عليها وبعض قاطنى العقار ملكها تتمثل في دعاوى طرد من الشقق سكنهم اختمرت في ذهنهما التخلص من الجثة دون الإفصاح عن وفاتها وبدون اتخاذ الإجراءات الرسمية حتى يتمكنا من استكمال إجراءات دعاوى الطرد والاستفادة من الحكم بطريق الإرث.

قاما بلف الجثة على النحو المشار إليه وقام المتهم الثاني بحملها وإلقائها بمكان العثور عليها، تم عرض الأوراق على النيابة العامة التي قررت حبسهما على ذمة التحقيقات.
الجريدة الرسمية