محمود الورواري: التجربة التونسية أثبتت خطأ استيعاب واحتواء الإخوان
قال الإعلامي محمود الورواري:إن زيارة الرئيس التونسي قيس سعيد إلى القاهرة وما حظيت به من حفاوة شعبية على مستوى البلدين، خلقت تساؤلات كبيرة في فهم الشعوب، لتطورات المراحل السياسية وقراءة مآلات التجارب السياسية بين البلدين .
أضاف: الاحتفال بزيارة قيس سعيد في هذا التوقيت بالذات، تجعلنا نتأكد أنها نتيجة فهم لمسار تجربتين سياسيتين مختلفتين تماما، التجربة المصرية خصوصا بعد ثورة 30 يونيو 2013.
المسار التونسي
والتجربة التونسية بعد تعثر المسار التونسي إبان 2013 الذي تمثل في الصراع بين السلطة الحاكمة وقتها حزب النهضة، والتيارات الليبرالية واليسارية التي نتج عنها اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي .
استكمل: ما بعد 2013 حدث نوعان من المعالجات السياسية للتعامل مع تيار الإسلام السياسي المتمثل في الإخوان المسلمين في البلدين، مصر اتبعت منهج البتر الكلي للتيار، وكان لها مبرراتها التي أثبت الزمن صدقها، بينما تونس اتبعت مبدأ الاستيعاب والسماح لهم بممارسة السياسة باعتبار أن "إخوان تونس يختلفون عن إخوان مصر.
أوضح الورواري أن التجربة التونسية أثبتت خطأ هذا المنهج، والدليل الحال الذي وصلت إليه البلاد الآن خصوصا بعد وفاة الراحل الباجي قائد السبسي في 2019 وتشكيل انتخابات برلمانية ورئاسية جاءت بالرئيس الحالي قيس سعيد .
انسداد سياسي
أضاف: التونسيون يعيشون حالة انسداد سياسي متمثلة في الصراع بين الرئاسات الثلاثة، رئاسة الجمهورية "قيس سعيد"، رئاسة البرلمان "الغنوشي الإخواني"، ورئاسة الحكومة "هشام المشيشي ".
استكمل: خلفت هذه الأزمة السياسية التي يحتمي كل طرف فيها بالدستور التونسي كثيرا من أزمات اقتصادية واجتماعية، جعلت البطالة تصل إلى ما يزيد عن 15 % ونسبة العجز في الموازنة يصل إلى أكثر من 3%، ونسبة الديون 74 % من إجمالي الدخل.
أضاف: أزمة صراع السلطات الثلاثة هي تطبيق فعلي للنظام السياسي الذي أقره الدستور التونسي بعد ثورته في 2011 وهو نظام برلماني تكون صلاحيات الرئيس فيه محدودة، قد تكون قاصرة على السياسة الخارجية والدفاع فقط، فيما ينفرد رئيس الوزراء بكامل الصلاحيات مما جعل منه ندا للرئيس وهكذا رئيس البرلمان.
أوضح أنه بعد ستة أعوام من الحوار الوطني التونسي لم تخرج البلاد من نفق مظلم إلا وتدخل في نفق آخر، والسبب هو إخوان تونس ووجود الغنوشي كرئيس سلطة مهمة في البلاد ـ السلطة البرلمانية ـ فلم يستمر رئيس حكومة لا يريده ولعل "إلياس الفخفاخ" نموذجا لذلك حين خاضت النهضة المعركة حتى استقال .
نموذج مصر
اختتم: بسبب كل هذه المعطيات، جاءت الحفاوة الشعبية في البلدين بزيارة قيس سعيد إلى مصر، إذ كانت زيارة الاعتراف بصحة ونجاح نموذج مصر في مواجهة نموذج تونس، على حد قوله.