رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا فشل الإخوان في درس الديمقراطية خلال ثورة 25 يناير ؟ ‏

احتجاجات الإسلاميين
احتجاجات الإسلاميين

طوال ما يقرب من 90 عاما وجماعة الإخوان الإرهابية لاتريد الإجابة عن أسئلة الديمقراطية، كانت دائما تتهرب منها، ‏حتى تعرضت لاختبار عملي يكشف عن رؤيتها للقضية بعد توليها الحكم في مصر وبعض البلدان العربية.



كشفت الجماعة ‏عن تشدد وكراهية ضد الآخر، لم تعتمد من الديمقراطية إلا شرعية الصندوق، لكن بأي طريقة تصل للحكم ‏وعلاقتها بالآخر وهي صلب العملية الديمقراطية، لا تعترف بأي منها .‏

رفض الإخوان الاعتراف بالديمقراطية باعتبارها منظومة كاملة للحياة المدنية، التي تؤسس لثقافة تبدأ من الإيمان بحق الآخر في التواجد سواء ‏على المستوى الفكري أو السياسي أو العقائدي، وترفض إكراه الآخر على  ما لايؤمن به، الأمر الذي يتصادم مع المشروع ‏الفكري والعقائدي لجماعة تسعى للتمكين وأستاذية العالم. ‏
‏ ‏
عبد الرحمن الطريري، الكاتب والباحث، أن الرومانسية السياسية التي قدمت وجبة للشباب المتحمس في العالم العربي، صدرت لهم ‏ديموقراطية ‏حركات الإسلام السياسي، وزيفت لهم بعض الحقائق بما فيها أن هناك بين الإسلاميون ما هو ‏معتدل مثل ‏‏"الإخوان" .‏

أضاف: الفرق بين الإخوان وحزب الله والقاعدة هو اختلاف في التكنيك ولكن المنهج واحد، بل المرجع ‏الفكري لجميع ‏الحركات الإرهابية والأنظمة الثيوقراطية في الشرق الأوسط هي كتابات سيد قطب وحسن البنا.‏

أكد الباحث إن الإسلاميين ركبوا الثورة وهي منهم براء، مردفا: مبدأ الديموقراطية آلية تصحح مسارها بنفسها ‏ليس ‏صحيحا وخاصة مع الإسلاميون الذين ينظرون للديموقراطية على أنها تذكرة ذهاب بلا عودة كما نظر لها هتلر. ‏

لفت الباحث إلى أن تجربة الإسلاميين تجعل هناك ضروة للكتابة عن تجربة مشروع الربيع العربي التي انطلقت ‏في ‏ديسمبر من عام 2010 في تونس، ولكنها لم تعرف بثورات 2011 إلا بسبب الثقل السياسي للدولة المصرية. ‏

أوضح الطريري أنه رغم تجربة إسقاط النظام العراقي، إلا أن أحدا لم ينتبه إلى خطورة حل المؤسسات، وتفكيك الدولة ‏كما ‏فعل بول بريمر حين حل حزب البعث، وفكك المؤسسة العسكرية، وبالتالي فتح الباب على مصراعيه لإيران لكي تنتقم ‏من كل ‏من حاربها في حرب السنوات الثماني.‏

يذكر أن الثورات العربية، أو ثورات الربيع العربي، هي حركات احتجاجية ضخمة انطلقت في بعض البلدان العربية ‏خلال ‏أواخر عام 2010 ومطلع 2011، متأثرة بالثورة التونسية التي اندلعت جراء إحراق محمد البوعزيزي نفسه ونجحت ‏في ‏الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.‏

أطاحت الثورات بخمسة أنظمة بعدَ بن على، أسقطت الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ثم ثورة 17 فبراير ‏الليبية ‏التي انتهت بقتل معمر القذافي وإسقاط نظامه، فالثورة اليمنية التي أجبرت علي عبد الله صالح على التنحي.‏

انتهى المارثون ب‏الثورة السودانية في 2019 التي استطاعت إسقاط الرئيس السابق عمر البشير، بينما لايزال مصير النظام السوري ‏معلقا ‏حتى الآن، وقد ينجح في تخطي الموجة. ‏

الجريدة الرسمية