رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

سر قتال الإخوان لإبقاء ركن السمع والطاعة بين أدبياتها التنظيمية

حسن البنا وسيد قطب
حسن البنا وسيد قطب

أسس حسن البنا جماعة الإخوان الإرهابية على عدة أسس، جميعها تضمن لها التضخم والتكاثر بشدة، وتقوية الصف ‏ومنعه من الانشقاق على القيادة، لكن كان ركن «السمع والطاعة» واحدا من أخطر مقومات الإخوان وأكثرها قدرة على ‏حماية الجماعة من الانفلات.



المثير أن الرباط الذي حمى لحمة الجماعة منذ نشأتها، أصبح الآن من أشد الأخطار على استمرارها، إذ أثبت للصف أنه السبب في تجمد قرار الإخوان وعدم قدرتها على التطور، بل وتحمله مسئولية دفع التنظيم إلى انتحار سياسي غير مسبوق في جميع البلدان العربية، وليس مصر وحدها. 

والطاعة في المدلول الإسلامي العام، هي طاعة الله ورسوله وأولي الأمر والوالدين، لكن الجماعة احتجزت لنفسها هذا ‏الحق، واحتكرت تكليفا شرعيًا في خدمة التنظيم، لدرجة أنها كانت تحمل من يتخلّف عن موعد صغير أقرته الجماعة مسئولية أخلاقية، وتعتبره ‏إثما عظيما يستوجب الاستغفار. ‏

عماد عبد الحافظ، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن غرس التبعية وفكرة السمع والطاعة في نشء ‏الصف ‏الإخواني وسيلة تنظيمية تقوم بها جماعة الإخوان الإرهابية كإجراء رسمي بهدف التأكد من رسوخ عقيدة السمع ‏والطاعة لدى ‏الفرد قبل أن ينضم رسميا للجماعة.‏

أضاف: هناك عدة مراحل تربوية يمر بها الفرد داخل الجماعة، منها مرحلتان تمهيديتان "مرحلة المحب"، "مرحلة ‏المؤيد" يتم ‏فيهما إعداد الفرد لكي يصبح مؤهلا للانضمام للجماعة، وفي هذه المرحلة لا يعلم الفرد أنه ليس عضوا ‏رسميا، ولكن يعرف ذلك ‏فيما بعد.‏

تابع : يقضي الفرد وقتا معينا في المرحلة التمهيدية التي تنتهي عندما ترى الجماعة من خلال العديد من وسائل القياس أن ‏الفرد ‏تحققت فيه صفات معينة، على المستوى الإيماني والسلوك والحركي، بعدها يكون مؤهلا لأن يؤدي البيعة، التي بها ‏يصبح عضوا ‏رسميا في الجماعة ويدخل مرحلة تربوية أخرى تسمى "المنتسب".‏

استكمل: لكن هناك إجراء مهما جدا بعد التأكد من تحقق الشروط وقبل أداء البيعة، هذا الإجراء يسمى "الاستدعاء"، وهو ‏عبارة عن ‏تبليغ الفرد بشكل مفاجئ وبطريقة تبعث القلق في نفسه بموعد ما بعدها بساعات قليلة، لابد له أن يحضره، ولا ‏يبلغ بأي تفاصيل ‏سوى الزمان والمكان.‏

أضاف: حينها يتوجس الفرد ويدخل الخوف قلبه، لأنه تربى على الطاعة طويلا من خلال العديد من الوسائل ويذهب تنفيذا ‏للأمر، ‏ليفاجأ بعد ذهابه أنه لا يوجد شيء، وإنما كان هذا اختبار له لقياس مدى طاعته وسرعته في تنفيذ التعليمات، ثم يتم ‏إبلاغه بموعد ‏آخر يؤدي فيه البيعة، ومن لم يحضر يتم تأجيل بيعته دون إبلاغه بالطبع بتفاصيل ما حدث.‏

اختتم متسائلا: هل رأيت الآن ما هو المعيار الأهم لدى الجماعة لمنح عضويتها للفرد؟ فقط قدرته على تنفيذ الأمر دون ‏تفكير ‏ولا مناقشة، ورسوخ عقيدة السمع والطاعة بداخله، هذه العقيدة التي يتم ترسيخها كما قلت من أول يوم!‏

Advertisements
الجريدة الرسمية