رئيس التحرير
عصام كامل

الكنائس تنتفض لدعم القضية الفلسطينية: سبعة عقود من القهر

غارات للاحتلال الإسرائيلي
غارات للاحتلال الإسرائيلي على غزة
مع تصاعد المواجهات في القدس والمنحى الخطير الذي تتخذه التطورات في الأراضي المقدسة، والاعتداءات على قطاع غزة، انتفضت الكنائس دعما للفلسطينيين، واستنكارا لقتل الأبرياء.


في البداية أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، عن رفضها واستنكارها للأحداث التي تجري حاليًا في القدس وقطاع غزة من اعتداءات غاشمة تزهق أرواح بريئة وتلحق الأذى بالنساء والأطفال، دون عائدٍ أو طائلٍ سوى القتل والدمار.

ودعت الكنيسة الأرثوذكسية في بيانها، كافة الأطراف إلى الاحتكام للعقل واللجوء إلى لغة الحوار والتفاوض حقنًا للدماء، كما أشادت  بالدور المحوري الذي تقوم به الدولة المصرية في دعم الأشقاء الفلسطينيين بفتح المستشفيات المصرية لعلاج المصابين من قطاع غزة، بالإضافة إلى الجهود السياسية المصرية للتهدئة بين طرفي النزاع للوصول إلى حل سياسي يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق السلام المنشود.

فيما أعربت الطائفة الإنجيلية بمصر، وعلى رأسها الدكتور القس أندريه زكي، عن إدانتها لكافة أشكال العنف على الأراضي الفلسطينية، من اعتداء على مدنيين أو تهجير قسري للمواطنين.

وقالت في بيانها: «نقف بصلابة خلف موقف الدولة المصرية الأصيل لحقوق الشعب الفلسطيني، والذي يستند إلى صوت العقل والحكمة في التعامل مع كافة الأطراف، ونصلي من أجل أن يُحل اللهُ السلامَ والطمأنينة والهدوء لكافة الأراضي الفلسطينية والعالم».

أما الدكتور منير حنا رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية، فاستنكر مأساة تهجير الفلسطينيين العزل من حي الشيخ جراح بالقدس لصالح المستوطنين اليهود وسط صمت المجتمع الدولي، واعتبر حنا إن ما يجري من عمليات تهجير قسري لأسر فلسطينية من العزل خارج منازلها إهانة للإنسانية وللمجتمع الدولي الذي يقف مكتوف الإيدي أمام الاستيطان والجيش الإسرائيلي.

وناشد رئيس الأساقفة المجتمع الدولى للتحرك لوضع حد لمأساة الشعب الفلسطينى متسائلًا إلى متى الصمت على تلك الممارسات هل ننتظر حتى  تحدث محرقة أخرى؟ أو حتى يتم تهجير الفلسطينيين من بلادهم التى ولدوا فيها؟

بينما أصدر مجلس كنائس الشرق الأوسط بيانًا اعتبر فيه أن أحداث العنف المندلعة في فلسطين المحتلّة والتي ما زالت تزداد حدّة يوميًّا ليست إلّا نتيجة حتميّة للضغط والقهر الذي مارسته وتمارسه القوى المحتلة لأرض فلسطين منذ أكثر من سبعة عقود.

وأضاف البيان: "إننا في مجلس كنائس الشرق الأوسط نؤكّد على موقفنا الأساس الذي لم يتغيّر والذي يعتبر أنّ رفع الإحتلال عن الشعب الفلسطينيّ وتمتّعه بحرّيته وكرامته وحقوقه كاملة هي السُبُل التي تقود إلى الاستقرار والسِلم الدائمين في المنطقة".

وأوضح أنّ "العنف لا يوّلد إلّا العنف والكراهيّة لا توّلد إلّا البَغضَاء، والتميّيز العنصري لا يوّلد إلّا الثورة، والتطرّف لا يوّلد إلّا التطرّف، والحرمان لا يوّلد إلّا الإنتفاض والسبيل الوحيد للخروج من هذه الدوامة المدمّرة يكمن في إعطاء كلُّ ذي حقٍّ حقّه، عبر الإعتراف بحقوق المظلومين أولًا، وثانيًا عبر نقل هذا الإعتراف إلى حيِّز التنفيذ دون تسويف ولا مواربة".

وختم المجلس بيانه "لذلك نطالب، وبشكل حثيث، مراجع القرار في العالم وكل القوى المعنيّة التدخّل السريع والدؤوب من أجل إحقاق الحقّ ورفع الجور عن هذا الشعب الذي لم يبق غيره تحت الإحتلال في القرن الواحد والعشرين وفي زمن حقوق الإنسان، والذي له الحقّ أن يحيا حياة كريمة، آمنة ومزدهرة أسوة بشعوب المعمورة!".
الجريدة الرسمية