رئيس التحرير
عصام كامل

البابا تواضروس يحذر رهبان دير القديس مكاريوس السكندري من ثلاث خطايا

البابا تواضروس ورهبان
البابا تواضروس ورهبان الدير
عقد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، جلسة مع مجمع رهبان دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، ألقى خلالها كلمة روحية مناسبة للحياة الرهبانية من خلال مزمور ٢٧ مع التركيز على الآية الرابعة منه "وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ، وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ."


كان قداسة البابا قد وصل الدير مساء أمس وذلك لتدشين الكاتدرائية الجديدة التي تم إنشاؤها به والتي تحمل اسم السيدة العذراء والقديس مكاريوس السكندري، والمقرر له صباح اليوم السبت.

وتناول قداسته في كلمته للرهبان المحاور التالية: «مبادئ الحياة الرهبانية التي نحياها، الفقر، الطاعة أو قطع الهوى.

- البتولية (نقاوة القلب).
كما تطرق قداسة البابا تواضروس للحديث عن جمال الحياة الرهبانية، والمتمثلة في «التسبيح وحياة الصلاة، الحياة المقدسة، حياة الشركة ومؤسسها الأنبا باخوميوس أب الشركة».

وأوضح البابا تواضروس أن الحياة الرهبانية تمنح الإنسان، سلام قلبي، والسلوك بالإنجيل المعاش، والاشتياق للحياة الأبدية.

كما حذر البابا تواضروس الرهبان من الخطايا الثلاثة: «الانشغال بالنفس أو التمركز حول الذات (الرهبنة القبطية رهبنة الكفن!)، جلب العالم إلى الدير (الخُلطة تجيب الغلطة!)، غياب مخافة الله من القلب».

ويجري قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، زيارة لدير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، ومن المقرر أن يدشن قداسته الكاتدرائية الجديدة التي تم إنشاؤها بالدير والتي تحمل اسم السيدة العذراء والقديس مكاريوس السكندري.

والقديس مكاريوس السكندري هو مؤسس الرهبنة في منطقة جبل القلالي وأب رهبانها هو بطل قصة عنقود العنب الشهيرة التي يعرفها الكبير والصغير من أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومفاد القصة أن أحد أحباء القديس مكاريوس جاءه بعنقود عنب هدية له، ولكنه بروح الإيثار أرسله إلى أحد الرهبان الذي كان مريضًا، ولكن الراهب المريض ارتأى أن هناك راهب آخر أحق منه بهذه الهدية، وسلك الراهب الثالث نفس مسلك سابقه. وهكذا ظل العنقود يتنقل بين الرهبان كاشفًا عن روح المحبة السائدة بين الرهبان أبناء القديس مكاريوس، مما حدا بالقديس مكاريوس بأن يجمع الرهبان ليشيد بهذه الروح المسيحية الحقة.

ويعد القديس مكاريوس السكندري، أحد الثلاث مقارات القديسين، الذين يأتى ذكرهم في القداس الإلهى وهم: (القديس مكاريوس الكبير أو أبو مقار المصرى والقديس مكاريوس السكندري والقديس مكاريوس أسقف إدكو).

عاصر القديس مكاريوس الكبير، وتمييزًا له عنه أُطلِق عليه اسم مكاريوس الصغير، ويلقب أيضًا بأنبا مقارة الإسكندراني (أنبا مقار – أبو مقار السكندري)، وكان أبًا ومرشدًا لجميع القلالي القريبة من الإسكندرية ودُعي أب جبل القلالي.

وقد بلغ أتباعه من المتوحدين بضع آلاف يتعلمون من فضيلته وقداسته.

وُلد بالإسكندرية حوالي عام ٢٩٦ م من والدين فقيرين، اشتغل خبازًا يصنع الحلويات والفطائر بضع سنين، وكان مُحبًا للناس، كان قصير القامة، له شارب رفيع ولحية بسيطة في شبابه المبكر.

 وصار مسيحيًّا وتعَمّد في الأربعين من عمره، ثم ترك كل شيء في العالم وذهب إلى القديس أنطونيوس وتتلمذ علي يديه، وذهب إلى منطقة نتريا وتتلمذ على يد القديس بامو (بموا) خليفة الأنبا أمون ثم انتقل إلى منطقة القلالي وأسس بها حياة رهبانية بنظام الرهبنة التوحدية، حيث اجتمع حوله حوالي خمسة آلاف راهب. تنيح عام ٣٩٤ م أي أن عاش في القرن الرابع من بدايته حتى قرب نهايته.
الجريدة الرسمية