رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

في عيد ميلاده الـ38.. عمرو زكي من سلم المجد للسقوط في الهاوية | فيديو وصور

فيتو
قالوا قديمًا "الوصول للنجاح سهلًا، لكن الحفاظ عليه هو الأصعب".. مقولة يمكنها أن تلخص سيرة أحد أبرز المهاجمين المصريين السابقين، الذي ملأ الدنيا ضجيجًا يوم ما بعد تألقه في الدوري الإنجليزي، قبل أن يكتب لنفسه نهاية حزينة في صفوف الملاعب المصرية، وهو النجم عمرو زكي، الذي يحتفل اليوم الخميس بعيد ميلاده الـ38 حيث إنه من مواليد الأول من أبريل عام 1983م.


يمتاز مشوار عمرو زكي في الملاعب المصرية بأنه كان دراميًّا من الطراز الأول، ومثيرًا في تفاصيله، قصيرًا في سرد نجاحاته، فاللاعب القادم من صفوف المنصورة استطاع خطف الأنظار إليه مبكرًا بأسلوبه المميز والذي كان يمتاز بالقوة البدنية الهائلة وضربات الرأس والسرعة، مما جعله محط أنظار العديد من الأندية لكن ظفر نادي إنبي بخدماته وقتها قبل أن يعرف طريق الشهرة عن طريق المنتخب الوطني ثم الزمالك ثم رحلة قصيرة مع ويجان الإنجليزي فرض نفسه بقوة على كبار الدوري الإنجليزي قبل أن يكتب نهاية حزينة لمشواره الكروي.

"فيتو" بدورها تلقى الضوء على مسيرة مهاجم المنتخب الوطني السابق، وتبرز أبرز محطات التألق والنهاية الحزينة له في الملاعب المصرية.

بداية عمرو زكي 
كانت بداية عمرو زكي داخل نادي من المريخ البورسعيدي، وسرعان ما أظهر تميزه من خلال قوته البدنية وسرعته، وهو ما عجَّل بانضمامه إلى نادي المنصورة، حينها وكان في الـ١٥ من عمره، وبسبب مستواه وقوته لعب لفرق عمرية أكبر من سنِّه داخل الفريق.

وفي عمر الـ١٦ من عمره تم تصعيده للفريق الأول، ثم لعب مع المنصورة في إحدى مباريات كأس مصر، ضد غزل المحلة، ثم استمرت رحلته مع المنصورة لعامين سجل خلالها ١٩ هدفًا ليقرر مدرب منتخب الشباب حينها جمال محمد علي ضمه لمنتخب الشباب، وبعدها بفترة قصيرة ينضم للمنتخب الأول.



وسرعان ما خطف عمر زكي أنظار أندية الدوري الممتاز، فانهالت عليه العروض من الأهلي والزمالك والإسماعيلي والأندية الخليجية والأوروبية أيضًا، لكن في ذلك الوقت ظهر إنبي وكان يرأسه المهندس سامح فهمي وزير البترول الأسبق، وقدم عرضًا قياسيًا للمنصورة، بلغ مليونًا و500 ألف جنيه وأصبح أغلى صفقة انتقال للاعب في عمره وقتها، وانتقل بعدها للفريق البترولي للتدرب تحت قيادة طه بصري نجم الزمالك السابق.

كانت رحلة عمرو زكي داخل صفوف النادي البترولي مميزة للغاية، ونجح خلالها إنبي في حصد بطولة كأس مصر بجانب وصافة الدوري، كما قدم العديد من المباريات والمستويات الرائعة.

التألق الدولي 

تألق عمرو زكي اللافت في هذه الفترة جعلت الكابتن حسن شحاتة مدرب المنتخب الوطني الأول يضعه في حساباته، رغم وجود عدد من المهاجمين من الطراز الفريق في تلك الفترة على رأسهم حسام حسن في آخر فتراته في الملاعب وعماد متعب وأحمد حسام ميدو، لكن عمرو زكي نجح في فرض اسمه بقوة وسط هؤلاء العمالقة وحجز لنفسه مكانًا في تشكيل الفراعنة.

وكانت بداية عمرو زكي الحقيقة وارتباطه مع الجماهير المصرية خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2006، والتى استضافتها مصر، حيث بدأ زكي يلامس أعتاب المجد الدولي خلال البطولة، إلا أن جاءت مباراة المنتخب أمام المنتخب السنغالي في الدور نصف النهائي من البطولة، لم يبدأ عمرو زكي وكان على مقاعد البدلاء ومع اقتراب نهاية الشوط الثاني للقاء وكانت النتيجة تشير للتعادل بهدف لكل فريق.

قرر حينها الكابتن حسن شحاتة إخراج أحمد حسام "ميدو" من ملعب اللقاء ونزول عمرو زكي، بدلًا منه لينفجر "ميدو" في وجه حسن شحاتة حينها، اعتراضًا على التبديل ليحدث المشهد الأشهر مع المنتخب في العصر الحديث، قبل أن يتدخل حسام حسن لفضخ الاشتباك بين الثنائي.

نزل عمرو زكي إلى الملعب وهو يحمل أحلام المصريين في التأهل للنهائي، ويضع في رأسه مشهد خروج "ميدو" وراهن مدربه عليه لتحقيق الفوز في اللقاء، وبالفعل حدث ما كان يتمناه زكي، في الدقيقة 81 يرسل محمد أبو تريكة صانع ألعاب المنتخب عرضية متقنة داخل منطقة الجزاء للمنتخب السنغالي فينقض عمرو زكي وسط الجميع ويضع الكرة برأسه معلنًا فوز المنتخب المصري وحجز تذكرة الصعود للنهائي، لينفجر حسن شحاتة وقتها ويعطي وجهه للجمهور ويصيح بعبارته الأشهر "أنا صح.. أنا صح".


 

البرد الروسي

بعد كأس الأمم خطف عمرو زكي أنظار العديد من الفرق الأوروبية والكشافين المتابعين للبطولة، لكن فريق لوكوموتيف موسكو الروسي هو الذي نجح في ضم زكي.

كانت الجماهير تعول على عمرو زكي لكن الأمور لم تسر على ما يرام، ولم يتمكن زكي من التكيف على الأجواء الباردة وكل ما كان في روسيا، ليعود بعد ٣ أشهر فقط بدون أن يسجل مشاركة واحدة.

وبعد عودته حاول الأهلي استعارته لكن لوكوموتيف رفض الإعارة وفقًا لتصريحات زكي، بل وطلب النادي لاعبًا هامًا من صفوف الأهلي لإتمام الصفقة.

وكشف عمرو زكي في تصريحات سابقة عن كواليس مفاوضات الأهلي والزمالك قائلًا: "تحدث معي من الأهلي محمود الخطيب، وعدلي القيعي وكانا يرغبان في استعارتي لعامين مع دفع 750 ألف يورو مع إعارة لاعب من الأهلي للفريق الروسي".

وأشار: "لكن أولًا لوكوموتيف رفض مبدأ استعارة أحد اللاعبين فقد كان يرغب في الحصول على الأموال فقط، ولكن ظهر حل آخر بعد ذلك من جانبهم".

وأضاف "زكي": "طلب لوكوموتيف ضم محمد أبو تريكة أو محمد عبد الله حتى يوافق على رحيلي للأهلي مع حصوله على 500 ألف يورو وكان ذلك في منتصف عام 2006".

وتابع: "ولكن على الرغم من كل ما حدث فأنا أبلغت الخطيب والقيعي برغبتي في الانتقال للزمالك ولكن لوكوموتيف رفض لأن عرض الأهلي كان أقوى ماليًا من الزمالك".

وكشف "زكي": "أبلغت مسئولي لوكوموتيف بأنني لن ألعب إلا للزمالك وقمت بالفعل بالتنازل عن 25 ألف يورو من أجل إتمام انتقالي للفريق الأبيض، وساعدني في ذلك حينها مرتضى منصور".

وأتم "زكي" تصريحاته: "كما قلت سابقًا أنا مَن رغبت في الانتقال للزمالك، وفي المطار استقبلني مسئولوه واصطحبوني لحضور مباراة للفريق وفوجئت بجمهور الفريق يعطيني قميص النادي".

الانضمام للزمالك 

بدأت رحلة عمرو زكي مع نادي الزمالك في عام 2006، عاد زكي للتألق مرة أخرى وسجل مع الزمالك 17 هدفًا في موسمين، لعل أبرزها هو هدفه في نهائي كأس مصر أمام إنبي عام 2008، ليعيد الزمالك إلى نغمة الفوز بالبطولات حينها بعد غياب طويل، كما بلغ مجموع أهدافه مع منتخب مصر في تلك الفترة، 27 هدفا في 48 مباراة مما جعله في قمة تصنيف أفضل لاعبي القارة الأفريقية.



دفع التألق اللافت للاعب، مع نادي الزمالك والمنتخب الوطني، حيث قدم أداء رائعا في كأس الأمم الأفريقية عام 2008 نادي ويجان الإنجليزي إلى التعاقد معه على سبيل الإعارة لموسم واحد مقابل 1.5 مليون جنيه إسترليني، واتفق الناديان الزمالك ويجان على وضع بند في التعاقد، يقضي بحصول الزمالك على 500 ألف جنيه إسترليني إضافية، في حالة نجاح مهاجمه المعار في تسجيل عشرة أهداف في منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز.

بداية التألق في إنجلترا 

لم يتأخر زكي كثيرًا في الإعلان عن نفسه بالملاعب الإنجليزية، فسجل هدفًا في المواجهة الأولى بقميص ويجان في البريميرليج، والتي خسرها أمام ويست هام بهدفين مقابل هدف في الجولة الأولى بموسم 2008/2009، وفي الجولة الثالثة أبدع المهاجم المصري، وسجل ثنائية قاد بها فريقه لاكتساح هال سيتي بخماسية نظيفة.

بعدها جاءت المواجهة التي قبل المواجهة التي جعلته محط أنظار العالم، ووضعته كأحد أبرز نجوم بريميرليج في ذلك الموسم، وهي مواجهة ويجان أمام ليفربول في الدوري الإنجليزي، والتي شهدت تألقًا خاصًا لعمرو زكي حيث استطاع تسجيل هدفين، كان الهدف الثاني بضربة خلفية على الطائر، جعلت عشاق "اللاتكس" يتغنون باسمه طويلًا.



بعد هذه المباراة كان زكي ضمن قائمة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز، ونال الإشادة من جميع نجوم الدوري الإنجليزي السابقين والمحللين الفنيين في الإستديوهات التحليلية، وكان موضع اهتمام حقيقي من ليفربول، وحينها وصفه رئيس نادي الزمالك في ذلك الوقت ممدوح عباس بأنه "أفضل من ميسي".

في الجولة الحادية عشرة، سجل زكي هدفًا جديدًا، ساهم به في فوز ويجان على بورتسموث بهدفين مقابل هدف، وبعد إصابة أبعدته عن الملاعب لأسابيع قليلة، عاد المهاجم العملاق ليسجل في شباك نيوكاسل يونايتد وبولتون واندررز في الجولتين التاسعة عشرة والعشرين على الترتيب.

أكمل زكي الأهداف العشرة، ومنح الزمالك نصف مليون جنيه إسترليني، طبقًا للبند المنصوص عليه في التعاقد بين الفريقين، مما جعل مسئولي القلعة البيضاء يصفون زكي بأنه "البيضة التي ستُجلب الذهب للزمالك".

وكشفت تقارير صحفية في ذلك التوقيت أن ويجان قدم ما يقرب من 8 ملايين جنيه إسترليني لجعل الإعارة، شراءً كاملًا، لكن ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك في تلك الفترة أصر على أن قيمة المهاجم تبلغ حوالي 250 مليون جنيه مصري - أي ما يقرب من 25 مليون جنيه إسترليني.



بداية الانهيار 

قبل أعياد الميلاد 2009، بدأت الأمور تتغير بالنسبة لعمرو زكي، في انتقالات يناير، قام ستيف بروس مدرب ويجان بتغييرات في خط هجومه ببيع إيميل هيسكي وهنري كامارا مهاجمي ويجان في تلك الفترة واستبدالهما بهوجو روداليجا والنجم المصري أحمد حسام "ميدو".

لم يكتب لثنائية عمرو زكي وميدو في قيادة هجوم ويجاب النجاح، حيث سجل ويجان 10 أهداف فقط في الدوري بعد الأول من يناير، ولم يساهم زكي بأي شيء على الإطلاق، وسجل " ميدو" منها هدفين فقط.



قبل أن تحدث الواقعة التي كتبت النهاية "الإكلينيكية" لمشوار زكي في البريميرليج، عندما سافر لخوض مواجهة المنتخب المصري أمام نظيره الزامبي، في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010، وعاد متأخرًا عن موعده في شهر أبريل، ليخرج بروس بتصريح قاس، وصف خلاله زكي بغير المحترف، ووقع النادي الإنجليزي عقوبة مالية ضخمة على المهاجم المصري.

وقال بروس مدرب ويجان خلال وجود عمرو زكي: "أستطيع أن أقول بصراحة إنني طوال فترة وجودي في كرة القدم لم أعمل قط مع شخص غير محترف مثل عمرو زكي".

كما اتهم بروس زكي بإظهار عدم الاحترام التام لويجان الذي يدفع له أجرًا جيدًا على حد قوله، وأضاف "هذه هي المرة الرابعة التي لم يبلغ فيها الوقت المحدد عن وصوله مع منتخب مصر، لقد سبق وفرضت عليه غرامة مالية وصلت للحد الأقصى المسموح به، لكن يبدو أن هذا ليس له أي تأثير".

في نهاية موسم 2008/09، لم يتمكن بروس إلا من التعبير عن خيبة أمله في الطريقة التي تحولت بها الأمور، وقال "كان لديه مشاكل شخصية كبيرة في حياته. عليك أن تسأل زكي عن سبب اختياره السير في الطريق الذي سلكه"، لكتب بذلك نهاية درامية لمسيرة عمرو زكي في الدوري الإنجليزي.





العودة للزمالك 

عاد زكي إلى الزمالك، وبالفعل تقلصت حظوظه في العودة إلى بريميرليج عقب تصريحات بروس، وتلقى الزمالك عرضًا "هزيلًا" بانتقال زكي إلى بورتسموث مجانًا، على سبيل الإعارة، مع بند بأحقية الشراء النهائي في حالة تألق اللاعب، ولكن العرض لم يتم، وفي يناير من عام 2010 حصل زكي على فرصة إعارة جديدة في البريميرليج بقميص هال سيتي، مقابل 600 جنيه استرليني، على أمل من مسؤولي النادي أن يعيد بدايته بالدوري الإنجليزي مرة أخرى معهم ولكن اللاعب لم يسجل سوى هدفاً واحدًا خلال 13 مباراة خاضها مع النمور ليعود إلى الزمالك مرة أخرى في أبريل منذ ذات العام.




نهاية حزينة 

رحل زكي عن الزمالك نهائيًا في صيف 2012، ينتقل في أغسطس 2012 إلى نادي الإزيجسبور التركي كبيع نهائي، مقابل 250 ألف يورو فقط، ولكنه بعد 4 أشهر أصبح بلا نادٍ، بعد فسخ النادي التركي عقده،  حتى انتقل إلى نادي السليمانية الكويتي في يونيو 2013 ولم يقضى سوى 6 أشهر، ثم انتقل إلى نادي الرجاء المغربي ليفسخ عقده بعد شهر من التعاقد  بعد أن خضع لجراحة في ألمانيا دون علم النادي ثم ينتقل إلى العهد اللبناني في أغسطس 2014 ويفسخ عقده بعد شهر أيضاً ثم يعود إلى المقاولون العرب في يناير 2015 قبل أن يعلن اعتزاله في أغسطس منذ ذات العام.، وهى في سن الـ 32 عاما، لكتب السطر الأخيرة في مسيرة لاعبي لامس سقف النجومية وملأ الدنيا ضجيجًا في يوم من الأيام. 

أرقام عمرو زكي 

توج عمرو زكى مع المنتخب الوطنى ببطولة الأمم الأفريقية أعوام 2006 و2008 على التوالى، كما سجل 32 هدفًا دوليًا في 63 مباراة، بالإضافة إلى تتويجه ببطولتي لكأس مصر واحدة مع إنبى والأخرى مع الزمالك، شارك مع الفارس فى 88 مباراة على مدى تاريخه سجل خلالهما 35 هدفًا، كما سجل 27 هدفًا مع إنبي، و20 مع المنصورة. 
Advertisements
الجريدة الرسمية