رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محور عدلي منصور.. حلم بني سويف الذي تبخر (تقرير)

فيتو

بعد مضى أكثر من عامين على وضع حجر الأساس للكوبرى الجديد على النيل، في محافظة بني سويف، المسمى باسم الرئيس السابق «عدلي منصور» بات حُلم أكثر من 3 ملايين بني سويفي، أن ينتهى عند هذه المرحلة، بعدما انتشرت مؤخرًا شائعات تؤكد إلغاء المشروع لارتفاع تكلفته ولعدم جدواه، نظرًا لوجود كوبري آخر على النيل، يبعد عن موقع الكوبري الجديد بأقل من 6 كيلومترات، وهو ما نزل كالصاعقة على مواطني المحافظة، خاصة أنهم كانوا يرون فيه الأمل، لانتشال بني سويف والعبور بها لمرحلة تنموية اقتصاديًا واجتماعيًا.


«فيتو» فتحت الملف المُغلق منذ عامين، وطرحت عدة تساؤلات على الأجهزة المعنية، عن حقيقة إلغاء المشروع التنموى المستهدف، وعن سبب تأخر البدء في إنشائه، وهل أصبح المشروع بمثابة الـ«فنكوش» الذي استيقظ أهالي المحافظة، على اكتشاف كونه «حبرا على ورق» ولا يتعدى مرحلة قوالب الطوب، التي تراصت من أجل التصوير الصحفي والشو الإعلامي.

مطلب جماهيري
في البداية قالت الدكتورة سهام أديب، أنه منذ الإعلان عن إنشاء كوبرى ومحور «عدلي منصور» على النيل بتكلفة 530 مليون جنيه عمت الفرحة الأهالي، واعتبروا المشروع مطلبًا جماهيريا لربط شرق النيل بغربها، بعد سوء حالة الكوبرى القديم الذي ينذر بكارثة بشرية بسبب الضغط المرورى عليه، كونه الرابط الوحيد بين شرق وغرب المحافظة، ولا سيما بعد النمو العمرانى والمشروعات الاستثمارية الكبرى، بالإضافة إلى وجود العديد من المعاهد والكليات والزحف السكانى، الذي شهدته مدينة بنى سويف الجديدة شرق النيل.

فيما أكد محمد، مقاول، أنه بالرغم من وضع حجر الأساس للمشروع منذ عامين، إلا أننا لم نرى أي تحرك من المسئولين للبدء الفعلي في الإنشاء.

حبر على ورق
وأضاف: رغم تصريحات المسئولين السابقين بحصول المحافظة على 100 مليون جنيه، كدفعة أولى من المبلغ المخصص للكوبرى للبدء في عمليات الإنشاء، إلا أن هناك أنباء ترددت مؤخرًا عن إلغاء المشروع، الأمر الذي أصاب أهالي بنى سويف، بحالة من القلق، وتساءل: هل ذهب المشروع التنموي الكبير، أدراج الرياح، وأصبح مجرد «حبر على ورق»؟

ربط الشرق بالغرب
بدورها، قالت المهندسة نهى خاطر، المشرف العام بإدارة التخطيط، أن مشروع محور عدلي منصور، عبارة عن 5 مراحل، ولو تم الانتهاء منها حسب التخطيط الموضوع، سيكون العائد المادى للاستفادة من المحور 2 مليار جنيه، من خلال استثمار الأراضى التي سيتم استغلالها من خلال ربط طرق الشرق، أسيوط القاهرة الصحراوى (طريق الجيش)، وطريق بنى سويف القاهرة، الصحراوى القديم، والذي تقع عليه المناطق الصناعية بياض العرب، ومنطقة الصناعات الخفيفة والمتوسطة، مرورًا بالنيل وبنى سويف، لربط شبكة الطرق غربًا، وطريق القاهرة أسوان الزراعى، وبنى سويف الفيوم الجديد «دمو» وطريق «الجيزة ـ الأقصر» الصحراوى الغربى والذي تقع عليه منطقة كوم أبو راضى الصناعية.

يوفر 50 مليون جنيه سنويا
وأضافت: المحور يمثل أهمية كبرى وإستراتيجية لربط شبكات الطرق وتسهيل حركة النقل، والذي سيؤدى لفصل حركة النقل الثقيل والخفيف، وبالتالى زيادة العمر الافتراضى للطرق الداخلية، والتي تتأثر بكثرة مرور النقل الثقيل عليها، وستوفر ميزانيات إصلاح سنويًا في الطرق، بما يقرب من 50 مليون جنيه، فضلًا عن العائد غير المباشر.

وأكدت خاطر، أن المحور سيعمل على توفير استهلاك الوقود، وتقليل زمن الرحلات والاختناقات المرورية، من وإلى المناطق الصناعية، وكذلك الموانى البحرية والمطارات، وهو ما سيحقق وفرا قدره 200 مليون جنيه سنويًا.

سر الموافقة على الكوبرى
أما المهندس محمد حسن، مدير عام التخطيط العمراني بالمحافظة، فأكد أن الكوبري، جاء نتيجة السعي الجاد من المحافظة، لتدعيم شبكة الطرق داخل نطاق المحافظة، لافتًا إلى أن استثناءه من قانون هيئة الطرق والكباري، والذي يقضي بأن تكون المسافة بين كل كوبري والثاني على النيل، لا تقل عن 50 كيلو، موضحا أن المسافة بين الكوبري الحالي والجديد تصل إلى 8 كيلو، ولكن للحاجة الملحة للكوبري، في ربط الغرب بالشرق، ومنطقة كوم أبو راضي الصناعية، والعديد من المصالح الحكومية بمنطقة شرق النيل فضلا عن تخفيف الضغط عن الكوبري القديم، ساهمت في الموافقة عليه.

حقيقة التأخير في تنفيذ الكوبري
من جانبه أكد محافظ بني سويف المهندس شريف حبيب، أنه ومنذ وضع حجر أساس محور كوبرى عدلي منصور، من عامين تقريبًا، كانت هناك موافقة مبدئية من وزارة التخطيط، إلا أنها اشترطت تقديم موافاة، بدراسة جدوى فنية واقتصادية والبرنامج الزمنى والتكلفة، موزعة على بنود الأعمال، ومعتمدة من إستشارى حتى يمكن إدراج المشروع ضمن مشروعات «كباري» جديدة على النيل، إلا أنه لم يتم تقديم الطلبات السابقة، من قبل المسئولين بالمحافظة آن ذاك، وبالتالى لم يتم إعتماد المشروع.

حقيقة تخصيص الـ 100 مليون
وأشار المحافظ إلى أن مبلغ الـ100 مليون جنيه التي أعلن مسئولون سابقون بالمحافظة عن تخصيصها كدفعة أولى تم اعتمادها كبداية لإنشاء للكوبرى، ولكن لم يدرج أي مبالغ نهائيًا، سوى 10 ملايين جنيه لأعمال التصميمات، وتم رد المبلغ إلى وزارة المالية بسبب عدم تنفيذ أعمال التصميمات.

وأوضح «حبيب» أن طول المحور يبلغ 5 كم بعرض 40 مترا يتخلله عملان صناعيان أولهما كوبرى على النيل الرئيسى بطول 1200 متر شاملًا المطالع والمنازل وثانيهما كوبرى يعبر خط السكة الحديد، في الجهة الغربية بطول 200 متر ويبلغ طول الطرق السطحية 3600 متر.

التعاون مع القوات المسلحة
وأضاف المحافظ، أنه تم عقد اجتماع مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لاستكمال التصميمات الخاصة بالمحور وإنهاء كل الدراسات التي تشمل التخطيط الحالى لمدينة بنى سويف، والجدوى الاقتصادية والتنمية المستقبلية للمحور، مؤكدا إعداد الدراسة ومناقشتها وإرسالها لوزير التنمية المحلية، في 18 من شهر أبريل الماضي، لعرضها على مجلس الوزراء، مختتما: ننتظر رد المسئولين.
Advertisements
الجريدة الرسمية