رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تخلوا عنه منذ 6 سنوات.. رسالة من مسن لأبنائه العاصين | فيديو وصور

عم محمد
عم محمد
يقول الكاتب السوري «بوبليليوس سيروس»: أَحِبَّ أَبَاكَ إذا كان منصفا، وإذا لم يكن كذلك فتحمّله.. ويرد عليه الروائي الجزائري «واسيني الأعرج» قائلا: إن الأب مثل الروح، عندما تخرج يتهاوى الجسد.. لن نسترسل في شرح العبارتين الواردتين لكننا وجدنا أنفسنا مُرغمين على الاسترسال والتوضيح بمجرد ما استمعنا إلى حكاية «عم محمد» القاطن بمحافظة المنيا. 

طلب منا أحد جيرانه التصوير معه، حاملا داخل قلبه المصاب بالجلطة رسائل عدة لأبنائه الذين تخلوا عنه طيلة 6 سنوات. 


لم يقوَ في البداية على الحديث فتركنا له المجال ليغسل بدموعه الحارة والحارقة خطايا أبنائه.. «عم محمد» -حسب الوثائق التي قدمها لنا- موظف على المعاش، من مواليد محافظة المنيا، يبلغ من العمر خمسة وستين عاما.


يروي ابن مركز ملوي، قائلا: أكرمني الله تعالى بزوجتي وهي من عائلة محترمة وزاد الله في كرمه وأصبح لديّ 5 أبناء، عكفت على تربيتهم على القدر المستطاع ولم أبخل عنهم بشيء، طيلة العمر كنت دائماً أدعو الله سبحانه وتعالى أن يكرمني وينعم عليّ حتى أستطيع تربيتهم.. وذات ليلة تحوّل كل شيء لدمار، وأصبحت عدوًّا لهم.


دموع تتساقط، وصوت خافق، وألم في قلبه لم يتوقف، تلك كانت حالة «عم محمد» حينما تذكر ما حدث له في تلك الليلة -حسب روايته- بدأ يتمتم بكلمات غير مفهومة، حاولنا تفسيرها، حيث قال: كان عندي ابن اسمه الحسن (الأصغر) وآخر يدعى الحسين (الأكبر) ، الحسن توفّاه الله تعالى في حادث سير وقبل أن يُتوفى كتب رسالة مدونا بها "روح يا أبويا إنت السبب في اللي بيحصل لي" -على حد تعبيره-.


وأوضح الموظف على المعاش في أثناء حديثه لـ"فيتو" قائلًا: "الرسالة دي كانت بسبب إنه كان في الثانوية العامة ومجموعه لم يمكنه من الالتحاق بكلية الهندسة، وأراد أن يلتحق بكلية الهندسة الخاصة، وأنا لم أتمكن من تلبية رغبته، اللي جاي على قد اللي رايح، والكلية الخاصة فلوسها كتير وأنا مش معايا". 


وتابع: "عقب رسالته ووفاته، ظنت زوجتي وأبنائي أنني سبب في وفاته وقالوا لي: مش قابلين نقعد معاك، وتركوني بمفردي طيلة 6 سنوات". 


 

تسببت تلك المشكلة في إصابة عم محمد بجلطة في القلب، بالإضافة إلى أنه يعاني من أمراض السكر والضغط، وأصبح قعيد الفراش، لم يجد من يعوله أو يقدم له يد العون، فهو الآن أشبه بمصابي الشلل. 

 

فقد صدق من قال «عندما يبكي الرجل فاعلم أن همومه وصلت لقمم الجبال»، هذا ما وصل له حال عم محمد، موجهاً رسالة قائلاً : "تصدقوا بالله والله قلبي مش مطاوعني أدعو عليكم، أنا بدعو لكم بالكرم والستر ورضا الله.. أنا كل اللي أنا عاوزه تسألوا عليا مش تنسوا أن لكم أبًا كبر وشقي لحد ما بقيتوا ناس محترمة، اسألوا عليّ أنا خلاص قربت أقابل وجه كريم ومش عاوز ربنا يغضب عليكم.. ربنا كريم قادر على أنه يكرمكم ويحنن قلبكم". 
 
Advertisements
الجريدة الرسمية