رئيس التحرير
عصام كامل

أبرزها الإله "بس".. قطع أثرية جديدة تزين متحف الغردقة | صور

قطع أثرية جديدة تزين
قطع أثرية جديدة تزين متحف الغردقة
يعد متحف الغردقة وجهة سياحية جديدة جرى إضافتها للمقاصد السياحية التي تتمتع بها محافظة البحر الأحمر، وتمت إقامته بهدف استقطاب أكبر عدد من السياحة الوافدة إلى مصر من مختلف جنسيات العالم.


وجاءت فكرته لدمج الأنماط السياحية المختلفة مع بعضهم لتتمتع الغردقة التي تعتبر أجمل مقصد سياحي مصري بالسياحة الثقافية مع السياحة الشاطئية، ويفتح متحف الغردقة القومي أبوابه للزائرين طوال الأيام الأسبوع يومياً على فترتين الفترة الصباحية من 10 صباحاً وحتى 1 مساء، والفترة المسائية من 5 مساء وحتى 11 مساء.


ويعرض المتحف مجموعة متميزة ومتنوعة ورائعة من عصور تاريخية مختلفة، ومن ضمن القطع الأثرية التي تم عرضها حديثها الإله "بس" حارس الجمال.. و"الأواني الكانوبية" آلهة حماية أحشاء الميت.

الإله "بس" حارس الجمال:

تواجد منذ عصر دولة البطالمة في مصر في عام 333 قبل الميلاد، وكان يتواجد في معبد صغير يسمى بالـ "ماميزي" أو حجرة الولادة، حيث كان يُعتقد بأنه يحمي الإناث أثناء الولادة، ويمنحهم الحياة من خلال إضفاء جو من المرح، على الولادة خصوصاً الولادة المبكرة.

الإله "بس" كان أكثر المعبودات ملازمة للنساء وصداقة لهن، فهو يحرس جمالهن وأناقتهن، وإن كان له شكل مرعب، وكانت النساء يضعنه على قطع الأثاث، لما له من قدرة على الحماية، ودور في صد الأرواح الشريرة.

لم توضع تمائم الإله "بس" للمواليد فقط، بل وجدت أيضاً بجوار مقابر الموتى، خصوصاً المقابر الملكية، لضمان البعث والولادة مرة أخرى، كما اُعتقد أنه يحمي النائمين أثناء النوم، فوضع على الوسائد، اعتقاداً بأنه يحمي رؤوسهم من القطع من قبل شياطين العالم الآخر.

وظهر "بس" وهو يؤدي رقصات ترفيهية على بعض المعابد، وللعمال في تل العمارنة، عازفاً على آلات موسيقية كالدف والطبلة والقيثارة، وهو ما تم تصويره على معبد الإله حتحور بفيلة، كما يوجد عدد من الأساطير المرتبطة بإعطاء الرجال القدرة الجسدية، وهو ما جسدته بعض التماثيل القائمة في بعض المعابد المصرية، وهو الاعتقاد الذي يجعل عدداً كبيراً من السياح الزائرين لمصر يعلقونه كتميمة جالبة للخصوبة، ويتبركون بزيارته في منحهم حياة زوجية سعيدة.

ويعود أصل المعبود "بس" إلى وسط أفريقيا، وبخاصة منطقة البحيرات العظمى، التي كان يقطنها قبائل من الأقزام في (الكونغو أو رواندا)، ويرى البعض الآخر أنه قد صُدر لمصر من الميثولوجيا الفينيقية من قبرص القديمة.

تعرض هذه القطعة الأثرية الفريدة بمتحف الغردقة القومي بصورة قزم منتفخ الوجنتين، وله ذقن تشبه المروحة وترتسم على وجه علامات الوجوم لتثير الرعب في نفوس الأشرار.

"الأواني الكانوبية" آلهة حماية أحشاء الميت:

أواني الأحشاء.. أطلق عليها الإغريق اسم "الأواني الكانوبية" نسبة لمدينة كانوب التي سميت بذلك الاسم نسبة إلى اسم بحار أغريقي يدعى "كانوب" نزل على أحد شواطئ مدينة الاسكندرية (أبو قير حاليا) واستقر بها.

أثناء عملية التحنيط كان يتم استخراج أجزاء معينة للمتوفى، وهي: (الكبد، الرئتين، الأمعاء والمعدة)، حيث تلف بشكل منفصل ثم توضع في أربع أوان، تعرف باسم الأواني الكانوبية.

عرفت هذه الأواني منذ عصور الدولة القديمة وما بعدها، وتعرضت لبعض التغييرات علي مر الزمان، ولعل أقدم الأواني الكانوبية تعود لعصر الأسرة الرابعة، وكان عبارة عن صندوق أحشاء للملكة (حتب حرس) والدة الملك خوفو، حيث كان المحنط يقوم بتفريغ الجسد من العناصر الرخوة التي لا يمكن تجفيفها (كالأمعاء، الرئتين، المعدة، الكبد)، أما القلب فكان يترك بداخل الجسم اعتقادا بأنه مركز الروح، ثم يقوم بوضع هذه الأحشاء في صندوق مربع مقسم إلى أربعة أجزاء صورت على جوانب صندوق الأحشاء آلهة تحمي أحشاء الميت، وهي: (إيزيس، نفتيس، نيت، سرقت).


منذ عصر الأسرة السادسة استعاض المصري القديم عن الصندوق بأربعة أوان والتي  كانت تصنع من الحجر الجيري أو الفخار أو الألباستر، ولها أغطية مستديرة مصقولة شكلت علي هيئة رأس صاحب الجثة، واستمر ذلك حتى نهاية عصر الأسرة الثامنة عشرة.


ابتداء من عصر الدولة الحديثة، ومنذ بداية الأسرة التاسعة عشرة أصبحت أغطية تلك الأواني على شكل "أبناء حورس الأربعة"، وهم كانوا بمثابة الأوصياء على الأجزاء الداخلية:

"امستي" على هيئة رأس آدمية (وهو الذي يحمي الكبد).
"حابي" على هيئة رأس قرد (الذي كان يحمي الرئتين).
"دوا موت إف" على هيئة رأس ابن آوي (وكان يحمي المعدة).
"قبح سنو إف" على هيئة رأس صقر (وهو الذي يحمي الأمعاء).





الجريدة الرسمية