رئيس التحرير
عصام كامل

منى الحسيني «ملكة الحوارات الساخنة»: ابتعدت خوفا على اسمي ورفضت رشوة 2 مليون جنيه

فيتو

قبل نحو 20 عاما وعلى مدار 10 سنوات، مدة تقديم الإعلامية منى الحسيني لبرنامج «حوار صريح جدًا» على التليفزيون المصري، الذي كان يذاع في شهر رمضان وقت الإفطار، كانت تجتمع الأسرة المصرية أمام شاشة التليفزيون المصري لتشاهد المذيعة الأجرأ والأقوى في ذلك الوقت صاحبة أول تجربة برنامج حواري على التليفزيون المصري.


حاورت المذيعة المخضرمة صاحبة الكاريزما الخاصة والحضور الطاغي جميع مشاهير الإعلام المصري في مختلف المجالات بدءا من الفنانين مرورا بالرياضيين وانتهاء برجال الدولة والسياسة، وحققت جماهيرية عريضة ونجاحات متتالية حفرت في ذاكرة المشاهد المصري.

«كان اسم البرنامج سخيفا والأسئلة التي تطرح على الضيوف أسخف، لكنه حقق جماهيرية وحاز على انتباه الملايين من المشاهدين»، تقول منى الحسيني في حوارها لـ«فيتو».

في السابق قدمت الشابة حديثة التخرج عددا من البرامج الخفيفة في التليفزيون المصري، إلا أنها رأت أنها باتت على أهبة الاستعداد لخوض غمار مغامرة جديدة.



وفي ذلك الوقت قررت أن تخبر رئيسها المباشر برغبتها في إعداد برنامج جديد يستضيف المشاهير في جميع المجالات إلا أن فكرتها قوبلت بالرفض: «أصابتني حالة من الإحباط والحزن، جلست في منزلي وإذا بوالدي يسألني لما كل هذا الحزن أخبرته بالسبب وأقترح عليَّ أن أغير اسم البرنامج إلى (حوار صريح جدا) وبالفعل أعجب رئيس التليفزيون وقتها بتلك الفكرة وبدأنا في الإعداد للبرنامج الذي أصبح فيما بعد أحد أهم البرامج الحوارية على الشاشة».

تنوع ضيوف البرنامج والأسئلة التي تطرح عليهم وردود أفعالهم كانت السبب الأكبر في انتشاره وتوسيع رقعة الجمهور المشاهد له، في "حوار صريح جدا" بكى محمود الجوهري المدرب المصري، وظهر نجوم كانوا اختفوا من على الساحة وعرضوا على جمهورهم أسباب الاختفاء والعودة للظهور مرة أخرى.



وبالعودة قبل الظهور الطاغي على شاشة التليفزيون، أين كانت منى الحسيني؟ وماذا قدمت من أجل نيل رضا الجمهور؟ تقول: «كنت دائما ملاصقة للجمهور، أشعر بما يشعر به، عرضت نفسي للمخاطر من أجل الحصول على ذلك الرضا، لم يكن هدفي شهرة أو صيت لكن كان هدفي الأول والأخير أن أكون على قدر المسئولية».

البداية كانت منذ أيام الدراسة عندما كنت طالبة وتمكنت من حصد جماهيرية في السنوات الأولى لي، وأصبحت رئيسة أسرة في السنة الأولى لي، وبعد تخرجي سرعان ما تزوجت لأنجب عمر ودينا.



مسئولية الأسرة والأولاد والزوج لم توقفها من تحقيق أحلامها الخاصة، تمكنت بخبرة المرأة المصرية من التنسيق ما بين مهامها كأم وزوجة ومذيعة وإعلامية ناجحة.

أن تعمل بالإعلام وأن تعمد إلى فضح الفساد هو بمثابة اللعب بالنار ومصارعة الثيران، ولا يقوى على مثل تلك اللعبة سوى امرأة قلبها من حديد تقول: «خضت معارك كثيرة، لم أشعر يوما بالخوف أو الانهزام، تم رفع 8 دعاوى قضائية ضدي، بسبب أراضي الدولة المنهوبة، لكن وقفة محبيني بجانبي وبعض المحامين الذين دافعوا عني دون أي مقابل كانت بالنسبة لي مهمة جدا، عرض على مليوني جنيه لكي لا أفصح عن فضائحهم لكنني رفضت، وكشفت المستور عنه في برنامجي، لأن يدي نظيفة ولدي رصيد في التوك شو مشرف وأعتز به».



وتستطرد منى الحسيني قائلة: «لكني شعرت بالظلم كثيرا لتعدي صحفيون عليَّ سمعتي وعلى شخصي دون التطرق للملفات التي أطرحها ولم تفتح سوى على يدي، وصل الأمر إلى توصيفي من أحد النقاد أني مذيعة العين والحاجب».

وفي خضم المعارك والنجاحات التي حققتها المذيعة اللامعة منى الحسيني، كان إحساس الظلم والقهر يتسرب إلى نفسها تقول: «كان هناك نقاد لا يتورعون عن الخوض في حياتي الشخصية، يبتعدون عن مجال النقد وهو المادة الإعلامية التي أقدمها ويشغلون بالهم بأشياء ثانوية، في الوقت نفسه كان هناك الإعلامي مفيد فوزي، الذي كان دائما ينتقد نقدًا بناءً، يصحح الأخطاء ويضع يديه على الجرح ويشير إليه».



لماذا غابت المذيعة التي ملأ اسمها الفضاء الواسع، الإجابة هنا تحيلنا إلى ثورة 25 يناير وما قبلها حيث تقول: «أنا مبحبش الحفلات وأعمل شو لنفسي وألبس فستان وأروح أتصور في الفعاليات، دي حاجة منتهى التفاهة أنا بحب بيتي وشغلي جدا وده يمكن اللي قلل نجوميتي».

وتضيف «أنا من اخترت أن تبتعد، لم يعد الحال يعجبني، لا الإعلام إعلام ولا الصحافة صحافة، غابت التخصصات وبات كل من هب ودب يقدم البرامج ويحاور الضيوف، فالإعلان سيطر على الإعلام»، تقول منى الحسيني.

وتقول «لم تعجبني المستويات الموجود على الشاشة، ولا طريقة الاختيار معظمها يتم من خلال قعدات الصحاب، غابت المعايير وبات المعيار الأهم والأوضح هو الشلة».



سنوات ما بعد الثورة كانت بمثابة العراقيل التي أوقفت عربة مني الحسيني المليئة بالمفاجآت من المضي قدما، خفت نجمها وغابت عن شاشات الفضائيات تقول: «ثورة 25 يناير تستحق الاحترام إلا أنها خطفت من مسارها الشريف والمحترم، أذكر أثناء الثورة كنت أستقل سيارتي وكانت اللجان الشعبية في جميع شوارع القاهرة وكنت أشعر بالخوف من غياب الشرطة خاصة أن زوجي ضابط شرطة، فكنت أخشى أن أظهر بطاقتي الشخصية لأنها مكتوب عليها زوجة رجل شرطة، أذكر أنني تعرضت لحالة هجوم مما أضطرني من الهروب بالسيارة من اللجان الشعبية وتم كسر زجاج السيارة. الخوف كان مسيطرا عليَّ».

بعد تلك الفترة غابت منى الحسيني عن الشاشة ومن ثم عادت مرة أخرى إلى الشاشة عبر برنامج «ع المكشوف» وكان في مرحلة تولي الإخوان الحكم، وهو ما قوبل بالرفض وعرض عليها أن تتولى منصبا إداريا بدلا من تقديم برنامج معارض إلا أنها فضلت الانسحاب من المشهد تماما.



وعن رأيها في برامج التوك شو الحالية تقول: «ناس كتير مشهورين حاليا بس مش هيبقى ليهم وجود في المستقبل أو الناس مش هتفتكرهم بعد سنوات من الآن».

ووجهت منى الحسيني سهامها إلى الجميع لم يغب عن ناظرها أحد وعبرت عن رأيها الشخصي تجاه زملاء المهنة الذين لأسباب ما ظهروا وأخذوا مساحة من الشعبية والجماهيرية تقول: «الموجودين على الساحة في الوقت الحالي إما زوجها منتج أو تنتج لنفسها، أو صديقة لأحد ملاك الوكالات الإعلانية، منى الشاذلي واحدة من المذيعات الموجودات على الساحة بفضل كون زوجها منتج، أحمد موسى يغلب عليه الطابع الصحفي عن الطابع الإعلامي، ومحمود سعد شاطر جدا كصحفي لكن كإعلامي لاء وهناك آخرون سيذهبون في الثرى وتولى أيامهم دون أن يتذكرهم الجمهور».

أما عمرو أديب فهو الوحيد الذي حاز على العلامة الكاملة في تقييم منى الحسيني له وتؤكد: «عمرو أديب لديه من كل بستان زهرة، ويشعر بالمشاهد ويملك الحبكة الإعلامية الحلوة هو بيعمل حالة للمشاهد».



وفيما يخص إبراهيم عيسى الإعلامي والصحفي الكبير قالت منى الحسيني: «إبراهيم عيسى واحد من المثقفين القلائل، دماغه عالية، لكن لو كان خد خط لدماغه المفكرة كان عمل حاجة لإبراهيم عيسى نفسه، لكن هو يروح يشتم ويرجع تاني والشتيمة مش معناها المعارضة، أيام حسني مبارك أنا كمان كنت بعارض».

ماذا ينقص الإعلام في الوقت الحالي، تجيب منى الحسيني قائلة: «ينقص الإعلام احترام المشاهد وعقليته، لدينا رئيس وزراء وحكومة تعمل وعلى قدر كبير من الكفاءة».

على الرغم من بزوغ نجمها في عالم الإعلام فإن دورها في الرياضة المصرية لم يغب عن ناظرها يوما، إذ شغلت منصب عضو مجلس إدارة للنادي الأهلي، إحداهما بالمنافسة الشريفة في الانتخابات وأخرى بالتعيين من الكابتن صالح سليم نفسه: «كنت أحضر لحظة ترشح صالح سليم لمنصب رئيس مجلس الإدارة ولم يكن على قائمته نساء، فصاحت إحدى الحضور في وجه صالح سليم: لماذا تغيب النساء عن قائمتك، فكان رد صالح سليم: من قال ذلك لدينا منى الحسيني عضو مجلس إدارة ولم يكن الأمر مخططا له».



أما عما يحدث في النادي الأهلي الفترة الحالية تقول: «النادي الأهلي مستقر إلى حد كبير، أما فيما يحدث مع فريق الكرة يجب محاسبة المسئول ومن ثم إقالته لا يمكن قبول أن يضيع جزءا من التاريخ من بين يدي النادي الأهلي صاحب أكبر رصيد من البطولات».

وترى منى الحسيني مستقبل مصر في بقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي لدورة رئاسية ثالثة ولا مانع من تعديل الدستور، فهو في النهاية دستور موضوع ويمكن تغييره حسب متطلبات المرحلة، وعلى الشعب المصري والساسة أن ينتظروا انفراجة كبيرة وحلول لكثير من الأزمات التي تواجههم.

أما عن عودة المذيعة اللامعة للشاشة تقول: «انتظروني بعد العيد في واحد من البرامج القوية التي تستهدف فتح ملفات الأراضي المنهوبة، وسيكون من منزلي التليفزيون المصري».
الجريدة الرسمية