رئيس التحرير
عصام كامل

كل ما تريد معرفته عن معركة حطين في ذكرى وقوعها

صلاح الدين الأيوبي
صلاح الدين الأيوبي قائد معركة حطين


تحل اليوم السبت الموافق 4 يوليو الجاري، ذكرى وقوع معركة حطين بين جيوش المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، والصليبيين المتواجدين في مدن الشام، وبيت المقدس، حيث اندلعت المعركة في مثل هذا اليوم من عام 1187م.


حقق المسلمون في معركة حطين انتصارا كبيرا، تمكنوا من خلاله من القضاء على العديد من الممالك الصليبية التي أقيمت في بلاد الشام، وعلى رأسها مملكة بيت المقدس، كما سميت المعركة بهذا الاسم نسبة إلى اسم قرية حطين، التي جرت فيها أحداث المعركة، وتقع في فلسطين وتبعد عن مدينة طبريا ما يقارب تسعة كيلومترات.


أسباب المعركة 
تعود أسباب المعركة بالأساس إلى إرادة صلاح الدين الأيوبي في تحرير المناطق والمدن التي احتلها الصليبيين في حملاتهم منذ عام 1099م، في بلاد الشام وساحل البحر المتوسط، حيث نصبوا أمراء على تلك المدن ليحكموها، ولما كانت تعاني منه البلاد الإسلامية من انقسام في تلك الفترة وتنازع بين دولها، فاستمر حكم الصليبيين لتلك المناطق لما يقارب القرن من الزمان. 


لم يكتفي الصليبيين بذلك، بل شن بعض باروناتهم غارات لصوصية، وهاجموا قوافل التجارة بين الشام والحجاز، والشام ومصر، وذلك بأوامر من البارون رينو دي شاتيون "أرناط" والذي كان يتواجد في حصن الكرك، ففي أوائل 1187 م، شن أرناط غارة "خلافا لشروط هدنة عقدت في 1180 بين البارونات الصليبية وحكام المسلمين"، على قافلة متجهة من القاهرة إلى دمشق ونهب بضائعها، وأسر أفرادها وزجهم في حصن الكرك.


ويروى أن القافلة كانت لأخت صلاح الدين بالذات، فما كان من صلاح الدين إلا ان طالب في الحال ملك القدس آنذاك "لوزينيان" بالتعويض عن الضرر والإفراج عن الأسرى ومحاسبة الناهب.


ولكن الملك لم يجازف بمس تابعه القوي أرناط، فكان أن قرر صلاح الدين إعلان الحرب على مملكة القدس، إلا إن مرض صلاح الدين أخر بدء القتال في تلك السنة.


أحداث المعركة 
أحرق المسلمون الأعشاب والشجيرات في ساحة المعركة، واستولوا على عيون الماء، عملا على تعطيش الصليبيين واجبارهم على النزول للاشتباك معهم ولما وصل الصليبيون إلى السهل الواقع بين لوبيا وحطين شن صلاح الدين هجوما ففروا إلى تلال حطين، فحاصرت قوات المسلمين التلال، وأقبل الليل وتوقف القتال.


وفي اليوم التالي 4 يوليو 1187، قامت معركة حطين ولف الفرسان الصليبيون الذين انتظموا على مرتفع حطين سحب الدخان المتصاعد إلى أعلى، فالتحم الجيشان ثم شن هجوم بالسيوف والرماح فقتل وجرح وأسر الكثير فاستسلم الألوف منهم.


ودامت المعركة نحو 7 ساعات متواصلة، وسقط فيها الآلاف بين جرحى وقتلى ووقع الملك غي دي لوزينيان ملك القدس آنذاك في أسر صلاح الدين، بالإضافة إلى العديد من القادة والبارونات ولم ينج إلا بضع مئات فروا إلى مدينة "صور" واحتموا وراء أسوارها.

 



النتائج 
كانت هزيمة الصليبيين في معركة حطين هزيمة كارثية، حيث فقدوا فيها زهرة فرسانهم وقتل فيها أعداد كبيرة من جنودهم وأسر فيها أعداد كبيرة أيضاً، وأصبح بيت المقدس في متناول صلاح الدين، وكان من بين الأسرى ملك بيت المقدس ومعه 150 من الفرسان، ومعهم رينو دي شاتيون "أرناط" صاحب حصن الكرك وغيره من كبار قادة الصليبيين.


وبعد المعركة سرعان ما دخلت قوات صلاح الدين وأخوه الملك العادل المدن الساحلية كلها تقريبا جنوبي طرابلس، عكا، بيروت، صيدا، يافا، قيسارية، عسقلان، وقطع اتصالات مملكة القدس اللاتينية مع أوروبا، كذلك استولى على أهم قلاع الصليبيين جنوبي طبرية، ما عدا الكرك وكراك دي مونريال.

 


صلاح الدين الأيوبي 

 

الجريدة الرسمية