رئيس التحرير
عصام كامل

سهير الباروني.. لماذا ندمت أشهر عوانس السينما وملكة الأدوار الثانوية على مشوارها؟

الفنانة الراحلة سهير
الفنانة الراحلة سهير الباروني

صاحبة الإطلالة الكوميدية والبصمة المضحكة في كل أعمالها التي شاركت فيها خلال مسيرتها الفنية على كافة المستويات السينمائية، الدرامية وكذلك المسرحية، اشتهرت الفنانة الراحلة سهير الباروني بأداء الأدوار الثانوية والمساعدة فكانت دائما ما تظهر بدور صديقة البطلة، ورغم مشاركاتها المتميزة والمتعددة إلا أنها لم تحظ بأدوار البطولة المطلقة كمثل قريناتها آنذاك، فلم تكن فاتنة مثل غيرها من أبناء جيلها، لذلك لم تحظ بالبطولة المطلقة يومًا ما؛ وإنما كانت تمتلك الظهور والأداء الذي أحبه الجميع، وأطلقوا عليها «عانس السينما المصرية»، سهير محمد يوسف الباروني الاسم بالكامل للفنانة سهير الباروني والتي ولدت فى 5 ديسمبر 1937، وتوفيت في 31 يناير 2012 عن عمر ناهز الـ 74 عامًا.





بدأت مشوارها في منتصف خمسينيات القرن العشرين، وأشهر ادوارها في تلك الفترة الذي قدمته في فيلم أيام وليالي أمام العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الفنانة الراحلة ايمان، والفنان الراحل احمد رمزي، وأقبلت على التمثيل فى سن العشرين من عمرها، حصرها المخرجين فى بدايه مشوارها الفني بأدوار العانس الراغبة فى الزواج، التي تألقت فى أدائها.



اشتهرت بتقديم دور الفتاة العانس في، «أعز الحبايب» مع سعاد حسني، «هارب من الزواج» مع شويكار، «بين القصرين» مع يحيى شاهين، «الكدابين الثلاثة» مع حسن يوسف. 



وفي الدراما قدمت للتليفزيون عددًا من المسلسلات أشهرها، التليفزيون قدمت عدة أعمال مميزة لا سيما أدوارها في مسلسلات «لن أعيش في جلباب أبي» مع نور الشريف، «مغامرات زكية هانم» مع صلاح قابيل، وقبل وفاتها قدمت دور أم عبد الجليل فى مسلسل «فرقة ناجي عطالله» مع عادل إمام.



على صعيد المسرح قدمت، 6 مسرحيات، وأشتهرت خلالها بتقديم دور الراقصة العجوز التى تتمسك بالماضى وتحاول البقاء فيه كما فى «علشان خاطر عيونك» مع فؤاد المهندس، و«شارع محمد علي» مع فريد شوقي وشريهان.



كانت إحدى المحطات الفارقة في حياتها الشخصية تلك التي فقدت فيها نجلتها عفاف التى لقيت مصرعها فى حادث ميكروباص؛ تاركه ولدًا فى سن الـ 14 وفتاة فى الـ 11 من عمرها، فكانت سهير الباروني تشعر بالوحدة ولا تجد اهتمامًا من الأخرين؛ الأمر الذى جعلها تردد دائمًا: «لا أنسى من وقفوا بجانبى.. وسأل عنى فى أزمتى».



وابتعدت فترة عن الفن وغابت عن الأضواء، واصفة تلك الفترة من عمرها، أنها الأسواء في مسيرتها الفنية، قائلة: «لن اتسول عملًا من أحد»، لافتة إلى أنها لا تلح على المخرجين ليذكروها بأي عمل؛ وأنما كانت تنتظرهم  يعرضون عليها السيناريوهات لقرائتها واختيار المناسب لشخصيتها.



وفي حوار صحفي قديم للفنانة الراحلة سهير الباروني تحدثت خلاله عما وصل إليه الفن، مستنكرة المشاهد الساخنة التي يتم تصويرها في بعض الأعمال الفنية، واصفة إياه بالجريئة زيادة عن اللزوم، قائلة: «هذه النوعية من المشاهد  كان يتم التشويش عليها بأن نجد الشبابيك تفتح، أو لمبة جاز تنطفئ ولكن ليست بنفس البشاعة التى نشاهدها الآن».



وعن مشوارها الفني، أبدت ندمها عن مسيرتها الفنية، التي استمرت لأكثر من 55 عامًا من 1955 حتى 2011، خاصة تلك المشاهد التي ارتدت فيها بدلات الرقص فى بعض الأفلام، معتبرة أنها لم تأخذ حقها فى التمثيل؛ فهى كانت تظهر فى دور صاحبة البطلة وليست البطلة نفسها وهذا ما كان يسبب لها أزمة طوال مشوارها الفني.

الجريدة الرسمية