رئيس التحرير
عصام كامل

بين الاحتفال والمنع .. متى احتفل المصريون بالمولد النبوى الشريف فى مصر

عرائس المولد
عرائس المولد
مولد النبى صلى الله عليه وسلم اليوم 12 ربيع الاول هو مولد رسول الاسلام محمد بن عبد الله وذلك اليوم الذى تشرف بولادته هو أفضل الأيام وأعظمها ويحتفل المسلمون فى معظم الدول الاسلامية ليس باعتباره عيدا ، بل فرحا بولادة نبيهم الرسول الكريم.


وصدق من قال :سيدى يارسول الله ..ولدت مبرءا من كل عيب ، أجمل منك لم تر عينى .. وأفضل منك لم تلد النساء . 

ولم يكن المسلمون الاوائل يحتفلون بذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم على النحو الذى نحتفل به اليوم ، فقد كان الرسول الكريم بين ظهرانيهم بنفسه فكان يضئ قلوبهم وكانوا يسعدون بنوره .

ثم جاء عهد الخلفاء الراشدين الذين انشغلوا بالحروب ومصالح المسلمين ، فمن حروب الردة إلى فتح فارس ثم فتح الشام وفتح مصر ولم يفكروا فى هذه الاحتفالات .
ثم جاء عصر بنى أمية وخلافة الأمويين وهم الذين كانوا على خلاف مع العلويين ــ على ابن ابى طالب واتباعه ــــ الذين كانوا يرون أنهم احق بالخلافة فلم يكن من مصلحة الأمويين الاحتفال بمثل هذه الذكريات .

وكذلك كان الأمر فى العصر العباسى فقد تعطل الاحتفال بمولد الرسول ايضا نتيجة للخلاف بين العلويين والعباسيين .

كان أول احتفال بمولد الرسول الكريم فى زمن الفاطميين وبعد دخولهم مصر إذ أنهم دخلوها بأربعة موالد أولها مولد نبى الرحمة وخير البشرية ومولد على ابن أبى طالب ومولد الحسن بن على ومولد الحسين .

وقد حضر الاحتفال بمولد نبى الرحمة من المغرب أبو سعيد كوكبرى بن زين الدين على بن بكتين ، وهو من أعيان العلماء فوجد الملك المظفر يعتنى بالاحتفال فألف له كتاب "التنوير فى مولد البشير النذير " وقرأه عليه فأعطاه ألف دينار .

كان الملك المظفر فى احتفالات المولد النبوى يعد السماط ويذبح 5000 رأس غنم يتم شوائهم وعشرة الاف دجاجة و30 الف صحن حلو ، ويحضر الاحتفال الأعيان والصوفية وكان يصرف على الاحتفال 300 الف دينار .

وكان فى عهده تزين القباب بأنواع الزينة المبهرة ويحضر الشعراء والمغنيين من الدول المجاورة ، وتنصب القباب من باب القلعة الى باب الخانقاه فى الميدان وكان المظفر يتجول بين القباب مشاركا فى الاحتفال .

شيخ الأزهر: طبع الله اسم نبيه على جبين الزمان وصحح به التواءات الحضارات

اتسم احتفال الفاطميون بالنبى الكريم بكل ضروب التفنن وكان المعز لدين الله الفاطمى أول من اقام احتفالا بالمولد بمصر فى منتصف القرن الرابع الهجرى عام 365 هجريا ، فكان الخليفة الفاطمى يركب حصانا تحوطه الزينة والحواشى وحوله الوزراء والأعيان فى الأول من ربيع ويطوف الموكب بالبلد كلها معلنا بدء الاحتفال بالذكرى العطرة ، وتقام مجالس العلماءفى الليل حتى آذان الفجر وتتكرر المشهد كل ليلة حتى ليلة 12 ربيع احيوها بمختلف مظاهر البهجة والفرح وأكل حلوى المولد الذين بدأوا فى صنعها منذ بداية شهر صفر .

وفى عهد أمير الجيوش بدر الجمالى الذى يدين بالسنة أصدر أمره بإلغاء الاحتفال بالموالد بما فيها المولد النبوى ، وبعد وفاة الجمالى عاد الاحتفال ، ثم جاء صلاح الدين الأيوبى وألغى الاحتفالات .

فى عصر المماليك عادت الاحتفالات واهتم بها السلطان الأشرف قايتباى الذى كان ينفق عليها أربعين ألف دينار ، وعندما دخل السلطان سليم مصر مزق السرادقات ومنع الاحتفالات .

استمر الاحتفال بالمولد النبوى الذى كان يشرف عليه نقيب الأشراف ، وفى عهد الملك فؤاد الاول أسند الأشراف على الاحتفالات الى وزارة الاوقاف ، وفى عهد الملك فاروق وبالتحديد عام 1945 كان الاحتفال يقام فى صحراء قايتباى " مقابر الغفير " وكان الملك يحضره بنفسه ومعه الحواشى حيث التواشيح والغناء وتلاوة القران . 

الجريدة الرسمية