رئيس التحرير
عصام كامل

«المصور» في دير البراموس عام 1956

فيتو

في وادي النطرون حيث الصحراء الشاسعة والهضاب العالية والفضاء الرهيب يوجد دير البراموس، وهو مبنى أثري ضخم، وكما نشرت مجلة المصور عام 1956، يصف محرر المجلة رحلته إلى الدير فيقول:


وصلنا إلى الدير وضربنا جرسا مربوطا بحبل متدلى ورد صوت يقول: من بالباب؟ قلت ضيوف.. فقال أهلا وسهلا، وفتح الباب وأطل منه أحد الرهبان مبتسما وقال تفضلوا.. فدخلنا ووجدنا فناء الدير بستان رحيب، وقابلنا القمص شنودة أمين الدار، وصعد بنا إلى المضيفة؛ حيث كان على الجدران صور القديسين والشهداء.

ثم جاء القمص ميخائيل أكبر الرهبان وأقدمهم في الدير، وعمره 88 سنة، لكن له قوة الشباب في العشرين، وقال لنا (أنا هنا منذ 60 عاما ولم أبرح الدير ولا دقيقة واحدة، وإنه يعيش على عصير البرتقال الطازج ويأكل اللحم إلا في الأعياد فيأخذ كل راهب نصيبه من الذبائح ويطبخه كما يريد ولديهم طول العام لحوم البط والأوز والدجاج).

ويقوم أمين الدير بنسخ المخطوطات الموجودة بالدير للأقباط، مقابل خمسة أو عشرة جنيهات للكتاب الواحد، وتتراوح مدة النسخ من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات.

وجدنا ركنا من الأراضي يزرع فيها الراهب فرانسيس الأعشاب الطبيعية، وقال إنه يبيعها إلى وزارة الصحة، كما يزرع بعض القمح الذي يصنع منه الخبز لخدام الدير.

وتحتوى وادي النطرون على عدد كبير من الأديرة الموجودة، التي اندثرت ولم يتبق منها إلا إطلال؛ ولذلك يقدسها المسيحيون، ومن أديرتها الموجودة أربعة البراموس، السريان، الأنبا بيشوي، والأنبا مكاريوس.
الجريدة الرسمية