رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«المداح».. الحصان الأسود في دراما رمضان

مسلسل المداح
مسلسل المداح
مع وصولنا إلى اليوم الثلاثين في شهر رمضان المبارك، وهو الموسم الدرامي الأبرز خلال كل عام، ظهرت الأعمال الدرامية بشكل كامل، تلك التي عُرضت الحلقة الثلاثين منها أو التي ستعرض حلقتها الأخيرة بعد فطار اليوم، واتضحت الرؤية الخصة بكل مسلسل.



ومع إكتمال عقد كل المسلسلات ظهرت المسلسلات الأفضل والمسلسلات الأضعف في الدراما والتي لم تكن موفقة في حجز مقعد دائم لدى المشاهد، ولكن بالتأكيد كان هناك حصان أسود كما هو كل عام.


وجائزة الحصان الأسود هذا العام كانت من نصيب حمادة هلال ومسلسله "المداح" الذي يُعرض على منصة "فيو"، حيث استطاع المسلسل نيل إعجاب جميع الجمهور، واكتملت فيه عناصر النجاح الدرامية الكاملة، سواء من حيث القصة أو التمثيل أو الإخراج، وحتى اختيار طاقم التمثيل وأماكن التصوير، وأجمل اتسم به المسلسل أنه كان بسيط في كل شئ.


ما ميز المسلسل من البداية وشد الجمهور إليه من الحلقة الأولى هو قصته المختلفة، فهو يناقش قصة جديدة ويدخل في منطقة نادراً ما كان يدخلها أي مؤلف مصري، فهو يتحدث عن "صابر" صاحب البركات والذي يستطيع التعامل مع الجن وحالات الماورائيات ورؤيته للخير في المستقبل، لنكتشف بعد ذلك أن السبب في ذلك والده الذي كان يستخدمه في فتح المندل وهو ما جعله على اتصال بعالم الجن دون أن يعرف، وهو ما يجعله محط أنظار العديد من الرجال أصحاب النفوذ والقوة.


وعلى الرغم من أن قصة المسلسل هي فكرة حمادة هلال إلا أن السيناريست أمين جمال إستطاع إخراج تلك الفكرة على الورق بشكل مبسط وشعبي دون "فذلكة" على الجمهور، بل نجح في جعلها حقيقية وغير مبالغ فيها، خاصة المشاهد المتعلقة بالجن والشياطين، وبالرغم من أنها قليلة إلا أنها كانت منطقية.


المرحلة الثانية كانت عند المخرج أحمد سمير فرج الذي حول هذا الورق إلى مشاهد طبيعية، فالمشاهد لا يشعر وهو يشاهد العمل بأن هناك شئ غريب أو مبالغ فيه، خاصة وأن تلك النوعية من الأعمال تخضع للنقد وعدم التصديق من جانب المشاهد بشكل مضاعف عن الأعمال الإجتماعية أو الرومانسية، لذلك كان لابد من إقناع المشاهد أولاً ومن ثم جره إلى تصديق ما يحدث من تحولات في الشخصيات، كما أن أماكن التصوير كانت ملائمة تماماً لطبيعة الاحداث والتي كانت تتغير من آن لأخر.


أما حمادة هلال نفسه كان مفاجأة المسلسل، تغيير تام في شكله الذي اعتدنا عليه في السنوات الأخيرة، الشكل والمظهر والملابس وحتى تعبيرات الوجه كانت مختلفة بحيث تناسب طبيعة الشخص الريفي، وهي كل الأشياء التي تغيرت تماماً بمجرد تحوله إلى طريق أخر غير طريق الخير، حتى شكل شعره وذقنه وطريقة حديثه، فقد كان دور "الشيخ صابر" نقلة في مشوار حمادة هلال الفني الذي أحسن إختيار عمل درامي يجعله في صدارة إهتمامات الجمهور في دراما رمضان في السنوات القادمة.


مسلسل "المداح" يلعب في منطقة جديدة غير مستهلكة وجدير بالمشاهدة، وسيكون على خارطة الكثيرين لمشاهدته بعد رمضان، خاصة بعد الحلقة الأخيرة التي حققت نجاح كبير بسبب بعض المشاهد الخاصة بالجن والسحر والتي نالت إعجاب الجمهور.
Advertisements
الجريدة الرسمية