رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المتحدة للخدمات الإعلامية: مسلسل "الملك" تحت الدراسة والمراجعة

بوستر مسلسل الملك
بوستر مسلسل الملك
علق حسام صالح المدير التنفيذي لمجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية، على انتقاد الدكتور زاهي حواس عالم الآثار، القائمين على مسلسل "الملك" الذي من المنتظر عرضه في سباق دراما رمضان القادم بسبب سوء الملابس وتنافي شكل عمر يوسف مع شخصية الملك أحمس، إلى جانب انتقاد نشطاء السوشيال ميديا للعمل.


تحت الدراسة والمراجعة

وأكد خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "حضرة المواطن" الذي يقدمه الكاتب الصحفي سيد علي بقناة "الحدث اليوم" أن مسلسل "الملك" تحت الدراسة والمراجعة في الوقت الحالي بعد حالة الجدل واللغط حوله.

الدراسة والمراجعة

ولفت إلى أن وضع مسلسل "الملك" تحت الدراسة والمراجعة لا يقلل من القيمة الفنية للفنان عمرو يوسف أو فريق العمل الدرامي.

رؤية الشركة المنتجة

وأشار إلى أن الشركة المنتجة لمسلسل "الملك" كانت ترى أن العمل الدرامي لا يجسد التاريخ ولكنه ينقل أحاسيس ومشاعر ولكن تقرر مراجعة ودراسة العمل.

وأعرب الدكتور زاهي حواس، عالِم الآثار، عن استيائه من البرومو الخاص بمسلسل "أحمس" الذي من المنتظر عرضه في سباق دراما رمضان القادم بسبب مظهر الفنانين والملابس، التي لا تتلاءم مع عصر الحضارة المصرية القديمة.

تجاهل المتخصصين


وقال خلال لقائه ببرنامج "حديث القاهرة" الذي يقدمه الإعلامي إبراهيم عيسى بقناة "القاهرة والناس": إن مصر لديها متخصصون في الملابس الفرعونية على أعلى مستوى، وكان يجب الاستعانة بهم في مسلسل "الملك".

مظهر الملك أحمس

وأضاف: "الملك أحمس لم يكن له ذقن أو شنب أبدًا، وملابس المسلسل سيئة جدًّا، والله هم نقلوا وعلموا خالد بن الوليد".

وأشار إلى أنه حينما كان يتلقى أوراقًا لبعض الأعمال الفنية الخاصة بالحضارة المصرية القديمة، كان لا يهمه السياق الدرامي، لكن كان يوجه إلى ضرورة تنويه المخرج، إلى أن العمل لا صلة له بالتاريخ، أو مستوحى منه.

سوء الملابس


وتابع: "كان يتم استدعائي لموقع التصوير في بعض الأحيان، بغرض مراجعة الملابس، واللغة الهيروغليفية المتداولة في بعض المشاهد، وكذلك هيئة المعابد.

متابعًا: "معرفش مين قال لهم اللبس يبقى إيه.. وحكاية الدقن دي مش موجودة في الآثار.. أنا لا أعترض على الدراما.. كان ممكن يبقى اللبس والبيئة الفرعونية صح.. وكنا ممكن نصفق لهم لو عملوا الحاجات دي صح".

وأوضح أن القصة لا يشترط أن تكون مطابقة للتاريخ لأن العمل في النهاية درامي، لكن يُفضل أن تكون البيئة الفرعونية سليمة، قائلا: "اللبس ده غلط ما ينفعش.. أنا شوفت نموذج بشع.. شكل عمرو يوسف بالدقن والشنب بصراحة ده واحد ملوش صلة بالفراعنة إطلاقًا".

وبمجرد طرح برومو مسلسل الملك الذي يدور حول "الملك أحمس" طارد الهكسوس، تم توجيه العديد من الانتقادات للمسلسل وصُنَّاعه، وتعرض المسلسل وأبطاله إلى نقد لاذع على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين معارض لتجسيد عمرو يوسف شخصية الملك أحمس، بالرغم من اختلاف شكله ومظهره الخارجي كليًا مع المصريين في عهد الفراعنة، وما بين ناقد للمظهر الخارجي لعدد من الأبطال الآخرين على رأسهم ريم مصطفى.

وأبرز هذا الجدل إشكالية هامة ألا وهي "هل الفن دوره إعادة تجسيد الواقع بحذافيره دون أي تغيير، أم أن الفن له كامل الحرية في أن يجسد الأحداث كيفما يشاء دون مراعاة للواقع وأحداثه؟".

الفن عند اليونانيين


كان فلاسفة اليونان يعرِّفون الفن بأنه محاكاة، وأطلق أفلاطون اسم "فنون المحاكاة" على الشعر والتصوير والموسيقى، كما قال أفلاطون على الفن إنه محاكاة للطبيعة.

أما أرسطو فقد حدد علاقة الفن بالواقع بأن الفن ليس تسجيلًا ومحاكاة حرفيًا لما هو في الوجود الخارجي، بل الفن هو تعبير عن العقل الإنساني وهذا الفعل الإنساني يكمل الطبيعة، وبالتالي فإن الفن يكمل ما تعجز الطبيعة عن إتمامه، أي إن الحقيقة الفنية ليست فيما يرى أرسطو نقلًا حرفيًا للواقع ولكنها نوع من التفسير والخلق، الذي يكسبها نظامًا ومعقولية.

وهذا ما يؤكده الدكتور حسن يوسف طه، أستاذ الفلسفة بأكاديمية الفنون، في كتابه "النقد والتذوق الجمالي: النظرية والتطبيق"، إن الفن ليس تمثيلًا لواقع الحياة، ولا تقليدًا للطبيعة، رغم أنه ينبع من حياة الإنسان ومن تجربته المباشرة وسط المجتمع والطبيعة، إنه خلق لعلاقات جديدة بين عناصر مستمدة من الحياة والمجتمع والطبيعة، وهو بهذا الخلق لا يصور الحياة الإنسانية تصويرًا حرفيًا مباشرًا، وإنما يعبر عن قسماتها الجوهرية، وخبراتها الأساسية وبهذا يفسرها ويسهم في تغييرها.

آراء النقاد

وبالرغم من أن الفن كما وصفه قدماء الفلاسفة لا يقلد الطبيعة، إلا أن الكثيرين وجهوا انتقادات لاذعة لمسلسل الملك أحمس على اعتبار أن هذا العمل الفني يتناول جانبًا من تاريخ مصر الفرعونية ولم يراعِ في تفاصيله الواقع وما كان عليه.

وفي هذا الصدد يؤكد الناقد أمير أباظة على ضرورة الحفاظ على تقديم التاريخ في الأعمال الدرامية بنسبة لا تقل عن 90%، على أن تكون الأشياء المتخيلة بنسبة 10% من العمل، وألا يكون لها أي تأثير على السياق التاريخي، فلا يجوز تغيير الأحداث التاريخية أو أسماء الأماكن إذا تم تناول عمل تاريخي.

وأشار إلى أن الأعمال الدرامية التاريخية بطبيعتها عادة ما يكون التركيز عليها كبيرًا، وبهذا يفسر سر الاهتمام بمسلسل أحمس خاصة في ظل ندرة الأعمال المصرية التي تتناول الحقبة الفرعونية.

الخطورة


وأشار "أباظة" إلى خطورة وجود أخطاء في الأعمال الدرامية التاريخية بالتحديد أو حينما لا تلتزم بحقيقة التاريخ تكمن في أنها تؤثر على الوعي الجمعي بالتاريخ لأن العامة من الناس عادة ما يستقون معظم معلوماتهم من الدراما والسينما.

وضرب مثلًا على ذلك فيلم الناصر صلاح الدين وأنه كان يحمل عددًا من الأخطاء مثل تقديمه والي عكا باعتباره خائنًا وهو عكس الواقع، بالإضافة إلى تقديمه شخصية عيسى العوام باعتباره مسيحيًّا بالرغم من أنه مسلم، وبالرغم من ذلك فإن كثيرًا من الجمهور كان قد كوَّن انطباعًا عن صلاح الدين وقصته من هذا الفيلم.

مخيلة المؤلف


أما الناقد محمود قاسم فيرى أن الفن وبالتحديد الدراما تكون من مخيلة المؤلف، وإذا كانت الدراما تاريخية فالمؤلف يمكنه تطويع المادة وفقًا لأفكاره، وأشار إلى أن المؤلف له الحق في تغيير ما يريد والمشاهد لديه كامل الحق أن يتقبل العمل أو لا، وأكد أن أي مؤلف يقرر أن يقدم عملًا دراميًا حول حقبة تاريخية فلا بد أن يكون على قدر مسئولية الحدث الذي ينوي تقديمه.
Advertisements
الجريدة الرسمية