رئيس التحرير
عصام كامل

أسرار من حياة نجاة الصغيرة.. لماذا تقدم محمد عبد الوهاب ببلاغ ضد والد المطربة؟

المطربة نجاة الصغيرة
المطربة نجاة الصغيرة

تصدرت الفنانة والمطربة نجاة الصغيرة محرك البحث على "جوجل" وشغلت إهتمامات السوشيال ميديا، بعدما أطلت بعد غياب لسنوات؛ لتتحدث عن حالتها الصحية الاَن، وإمكانية عودتها للغناء من جديد، وسبب ابتعادها عن الساحة الغنائية طوال هذه الفترة، وقالت في مكالمة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج الحكاية: "أحب أطمن جمهوري لأنه عزيز وغالي، وبصراحة أنا بعرف أغني مش بعرف أتكلم".



نجاة الصغيرة إحدى إيقونات الموسيقى العربية في العصر الذهبي لعظام المطربين خلال حقبتي الخمسينات والستينات من القرن العشرين.

الإسم بالكامل نجاة محمد كمال حسني البابا، والتي عُرفت فنيًا فيما بعد باسم نجاة الصغيرة، ولدت في 11 أغسطس 1938 بالقاهرة،  لها 10 أخوة وأخوات، هي بين ثمانية أشقاء وشقيقات من أمها وأبيها محمد حسني، هم، أربعة أولاد: عز الدين، نبيل، فاروق، وسامي، وأربع بنات: خديجة، سميرة، عفاف، إضافة إلى ثلاث أخوات من والدها وزوجته الثانية جوهرة محمد حسن (والدة اختها سعاد حسني)، وأخواتها هن: كوثر، سعاد، صباح.

النشأة الفنية التي ترعرت فيها المطربة نجاة الصغيرة كان لها كبير الأثر في مولد نجمة من العيار الثقيل، فوالدها هو محمد كمال حسني البابا، الخطاط العربي الدمشقي الشهير، الذي هاجر إلى مصر في شبابه حيث تزوج بوالدة نجاة وهي سيدة مصرية، وأختها غير الشقيقة الفنانة سعاد حسني، وعمها الفنان السوري أنور البابا، وشقيقها عز الدين حسني، ملحن موسيقي، وكان له الدور الأكبر في تعليمها الموسيقى والغناء، وشقيقها الآخر سامي حسني أحد أشهر العازفين على آلة التشيلو.

لم يكن لتكبر نجاة وسط ذلك البيت الفني دون أن تنهل من فنه، فقد بدأت الغناء في التجمعات العائلية في سن الخامسة عمرها، وقدمت أول فيلم لها بعنوان "هدية" عام 1947 وهي في سن الثامنة، وكلف والدها شقيقها الأكبر "عز الدين" ليدربها على حفظ أغاني السيدة "أم كلثوم" لتقوم بأدائها فيما بعد في حفلات الفرقة. ووصلت نجاة إلى درجة من الإتقان، مكنتها من تقليد "أم كلثوم"، بدرجة كبيرة من الإتقان حتى أنه في عام 1946 كتب الصحفي الشهير فكري أباظة في مجلة المصور تقريرا بعنوان "مطربة يجب أن تستولي عليها الحكومة"، مطالبًا الدولة بدعم موهبة نجاة الصغيرة، وتعاونت نجاة الصغيرة بعد ذلك مع الموسيقار محمد عبد الوهاب في لحن "كل دا كان ليه"، لتتوالي بعدها أعمالها الفنية، وغنت أيضا للملحنين: سيد مكاوي، حلمي بكر، بليغ حمدي، كمال الطويل، وكذلك الموسيقار محمد الموجي، هاني شنودة.

كان الموسيقار محمد عبد الوهاب اول من تبنى الفنانة والمطربة نجاة فنيًا، وكان من أحرص المحيطين بها على تهيأتها وتألقها فنيًا، ففي عام 1949، تقدم الملحن محمد عبد الوهاب بشكوى رسمية في مركز الشرطة ضد والد نجاة، ادعى فيها أن تدريب نجاة وهي في سن صغيرة على أغاني أم كلثوم هو عرقلة للعملية الطبيعية لتنمية صوتها، وأنها ينبغي أن تترك وحدها لتتطور بشكل طبيعي دون تلك التدريبات.

قال عنها الملحن كمال الطويل: "إن نجاة الصغيرة كانت الأفضل أداء على مستوى العالم العربي وبالنسبة إلى الجمهور فهم يضعونها في المركز الأول عربيا حتى قبل أم كلثوم، التي لا يزال العديد من الناس يعتبر أنها أعظم مطربة عربية في التاريخ.

ويرى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، أن أعماله وألحانه كانت أكثر أمانا مع نجاة، ووصفها بأنها "صاحبة السكون الصاخب".

فيما قال نزار قباني أنه عندما ينشر ديوانا شعريا فإنه يأمل في الحصول على نحو 15 ألف قارئ على أحسن تقدير، لكن عندما تغني نجاة إحدى قصائده فإنها تجتذب الملايين في العالم العربي، ويقول أيضا "وأعتقد أنها هي الأفضل من بين المطربين الذين غنوا وعبروا عن قصائدي".

الجريدة الرسمية