رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

5 خطوات لعدم تكرار حادثة قرية «الكرم».. تطبيق القانون على الجناة وتفعيل دور مؤسسات الدولة البداية.. تغيير مناهج التعليم والموروث الثقافي الأهم.. و«الميرغني» تطالب بتطبيق القضاء الع

فيتو

 لم تكن حادثة سيدة قرية الكرم بالمنيا وتجريدها من ملابسها سوى حلقة في مسلسل فتنة طائفية يطل على مصر بين حين وآخر ليلقي بظلاله على المشهد السياسي المصري.


 البداية
 بدأت الحادثة الأخيرة بعد أن تعرض أحد الشباب المسيحيين لتهديدات نتيجة شائعة عن علاقتها بفتاة مسلمة؛ مما دفعه لترك القرية، فيما حرر والداه محضرًا في مركز شرطة أبو قرقاص يفيد بتعرضهما لتهديدات.

 وشهد اليوم التالي للبلاغ خروج مجموعة تقدر بـ300 شخص يحملون أسلحة متنوعة، وأحرقوا سبعة منازل مملوكة لأقباط بعد سلب محتوياتها، كما قام بعض المعتدين بتجريد سيدة مسيحية مسنة من ثيابها مشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع، حتى وصلت قوات الأمن إلى القرية في العاشرة من مساء نفس اليوم، وألقت القبض على ستة أشخاص.

 وأثارت الحادثة ردود فعل محلية وعالمية، أما الرئيس السيسي فأمر جميع الأجهزة المعنية بالدولة باتخاذ ما يلزم من إجراءات لحفظ النظام العام وحماية الأرواح والممتلكات، في إطار سيادة القانون، مطالبًا بمحاسبة المتسببين في هذه الأحداث وإحالتهم للسلطات القضائية المختصة.

 بينما دعا البابا توضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الجميع إلى ضبط النفس والتزام العقل والحكمة للمحافظة على السلام الاجتماعي والعيش المشترك، مؤكدًا ضرورة أن يغلق الطريق على كل من يحاول المتاجرة بالحادث لإشعال الفتنة.

 وأكد الأزهر الشريف أن أبناء مصر نسيج واحد يجب ألا تؤثر فيه أفعال آحاد الناس ممَّن لا يحكِّمون عقولهم عند نشوب خلافات قد تحدث بين أفراد الأسرة الواحدة محذرًا من استغلال واقعة المنيا لإحداث فتنة طائفية.

 تلك الإجراءات الحدثية يلزمها إجراءات أخرى طويلة المدى تضمن عدم تكرارها، وهو ما ترصده «فيتو» خلال السطور المقبلة

 منهجية
 في البداية يقول زكي بدار، الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، إن أهم الإجراءات التي تضمن عدم التكرار هو محاسبة ومعاقبة كل من تسبب في إحداث تلك الفتنة، وأن تكون الأحكام شديدة.

 وتابع أن القضاء على أسباب المشكلة هو ما يجب حدوثه، لافتًا إلى أن التعصب وفهم الأفكار بطريقة خاطئة يستلزم جهودًا من الدولة ووفق منهجية تخلصنا من تلك الأفكار التي تتسم بالقبلية، أما الجلسات العرفية فيؤكد أن المشكلة لن تُحل بجلسة أو اثنتين.

 غياب الدولة
ويرى الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن غياب دور الدولة ومؤسساتها هو ما أدى إلى مثل تلك الكارثة.

 وأضاف "فهمي" أن الحل لعدم تكرار الحادثة هو تغيير ثقافة المجتمع، خاصة الأسر والعائلات في الصعيد التي مازال يسيطر عليها تفكير القبيلة والثأر، بجانب قيام كل مؤسسة بدورها الذي حدده الدستور.

 وتابع أن الجلسات العربية وطريقة "الطبطبة" لن تجدي، مشيرًا إلى أن في حالة تعامل الدولة مع الحادثة بجلسات الصلح فإن الحوادث ستتكرر، وطالب الرئيس السيسي بمقابلة السيدة التي تم تجريدها من ملابسها؛ لأن ذلك ابسط حقوقها.

 مناهج التعليم
 وترى الحقوقية عصمت الميرغني أن الحل في تغيير المناهج التعليمية والموروث الثقافي حتى يكون هناك أجيال تؤمن أكثر بثقافة الاختلاف.

 وأضافت "الميرغني" أن على الدولة أيضًا تطبيق القضاء العسكري في كل ما يتعلق بقضايا الفتن الطائفية، ففي ذلك ردع لكل من تسول له نفسه هذا، وفق قولها، مشيرة إلى أن تجديد الخطاب الديني يجب أن يُنظر له مرة أخرى.
Advertisements
الجريدة الرسمية