رئيس التحرير
عصام كامل

مواقف إنسانية في حياة «شادية».. وزعت مرتبها على عمال «ريا وسكينة».. شاركت في «قطار الرحمة» لتدعيم الجيش.. احتضنت نجل طليقها بعد وفاة والدته..تبرعت بمنزلها لتأسيس مركز للس

فيتو

«في عز مجدي أفكر في الاعتزال، لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا، لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل، بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم، ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس».. بتلك الكلمات راعت الفنانة "شادية" جمهورها لاعتزالها الفن، بعدما تمكن الشيخ محمد متولي الشعراوي من إقناعها بذلك.


وُلدت «فاطمة أحمد شاكر»، المعروفة فنيًا باسم «شادية»، في منطقة الحلمية الجديدة بحى عابدين بمحافظة القاهرة، في 8 فبراير عام 1934، وتوفيت عقب أصيبت بجلطة في المخ، نقلت على أثرها إلى مستشفى الجلاء العسكري، منذ شهر ولم تستقر حالتها الصحية، عن عمر يناهز 86 سنة.

مسرحية شادية
كان للفنانة القديرة شادية العديد من المواقف الإنسانية، تتجلى أبرزها عندما طلبت الفنانة الكبيرة عشرة آلاف جنيه مقابل التصوير التليفزيوني لمسرحية "ريا وسكينة" التي كانت تتقاضى عنها 450 جنيهًا يوميًا منذ عرضها، والمعروف أن سمير خفاجي منتج المسرحية حقق أرباحًا من ورائها وصلت إلى نصف مليون جنيه.

وعندما حصلت شادية على المبلغ وضعته في أظرف وقامت بتوزيعه على العمال الذين عملوا معها في المسرحية.

اقرأ..صاحب محل عصير قصب يروي حكايته مع الفنانة الراحلة «شادية»


دعم الجيش المصري
شاركت الفنانة الجليلة شادية في تدعيم الجيش المصري عقب اندلاع ثورة 1952، وشاركت في فكرة «قطار الرحمة»، كمبادرة من الفنانين لدعم الجيش المصري، عن طريق جمع المال من كل أرجاء مصر، صعيدها وساحلها وواديها لإعادة تسليحه واستعادة قوته وهيبته بعد خساراته الفادحة التي تعرض لها في حرب 48 والتي كانت أحد الأسباب الرئيسية في قيام الثورة، وفي تلك الرحلة تعرفت على الفنان "عماد حمدي" وتزوجته.

احتضانها لنادر
للفنانة القديرة قصة مع طليقة زوجها الفنان "عماد حمدي" وابنه، ففي أول لقاء بـ"نادر" ابن الفنان "عماد حمدي" طلبت منه رقم والدته «فتحية»، لتتصل بها وتعتذر لها عن ارتباطها بطليقها، ومنذ ذلك الحين أصبحتا صديقتين.

يسمى «نادر» الفنانة شادية بـ«ماما شادية»، لأنها لم تقطع علاقتها به بعد وفاة والدته «فتحية»، ويروي «نادر»: «عندما توفت زوجتي حضرت إلى منزلي، واحتضنت أولادي، وأخذتهم واشترت لهم ملابس وأشياء كثيرة، وكانت موجودة معي كل لحظة حزن، ولن أنسى حُسن صنيعها ما حييت».

في لقاء تليفزيوني مع برنامج «ماسبيرو»، قال: «ماما شادية هي أمي الروحية، وأقرب إنسان لي في هذا الوجود، وتزوجت أبي في عام 1953، وكان عمري وقتها 4 أعوام، فالتقيتها في هذا العمر للمرة الأولى، لكنني لم اقترب منها كثيرًا لحساسية العلاقة مع أمي»، مضيفًا: «شادية اتصلت بأمي واعتذرت لها عن زواجها من والدي، وتعجبت أمي من موقف شادية، وسامحتها وصارتا صديقتين منذ هذا الوقت، وبعد وفاة والدتي أصبحت شادية هي أمي، وأصرت على مناداتها بماما شادية».

تابع..سر رفض شادية الظهور بـ«الميني جيب» و«الشورت» في أفلامها


التبرع بمنزلها
كانت "شادية" من أبرز الفنانات التي عانت من مرض سرطان الثدي، بدأت قصتها بآلام شديدة في الثدى، ذهبت على إثرها للطبيب وأجرت التحاليل المطلوبة، خلال تقديمها لمسرحية "ريا وسكينة" تلقت الخبر الذي كان بمثابة صدمة لها، ومع ذلك مثلها كالكثيرين من ممثلى الكوميديا الذين يغطون أوجاعهم بوجه مضحك يمنح السعادة للآخرين، استكملت عملها باحترافية، وقررت أن تسافر للخارج من أجل تلقى العلاج، فقصدت فرنسا في ذلك الوقت.

وخضعت شادية لعملية استئصال لأحد ثدييها، وقدمت آخر عمل لها وقررت بعده الاعتزال وأداء فريضة الحج عام 1984، ولأنها عاشت معاناة المرض ومرت بقسوته، قررت التبرع ببيتها الخاص ليكون مركزا لأبحاث السرطان حتى يفيد المرضى.

اقرأ أيضا..شادية بدأت حياتها الفنية كومبارس مع هند رستم

الأطفال الأيتام
صاحبة أغنية "سيد الحبايب يا ضنايا أنت" لم تنجب أبناء، رغم أنها أفصحت عن أمنيتها الوحيدة التي كانت تحلم بها لجمهورها قائلة «الأمنية التي لا يعرفها عني الناس، أنني أتمنى أن يكون عندي (دستة) من الأطفال، عندما أبلغ سن الخمسين»، ولكنها عاشت عاطفة الأمومة ربما أكثر من الأمهات، لأطفال أيتام حرمتهم الأقدار من الأمهات والآباء، فقد كرست حياتها بعد الاعتزال، لتربية الأطفال اليتامى، ورعايتهم على أكمل وجه، ماديًا ومعنويًا.
الجريدة الرسمية