رئيس التحرير
عصام كامل

مواقع الجنس تستحوذ على اهتمامات المصريين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

جاءت الشريعة الإسلامية لتسمو بالإنسان إلى المستوى الذي يبلغ فيه كرامته المنشودة، وشرعت له كل السبل لتحقيق سعادته من خلال وسائل شرعية، ووضعت له البدائل في حال عدم مقدرته على التغلب على الشهوات.

ومؤخرًا عرف المجتمع المصرى العديد من الأساليب والمواقع التي تنشر الرذيلة والتي ما زالت مستمرة بتأثيرها على الشباب والأطفال على حد سواء فالتعرض للإباحة بالنسبة للأطفال يؤدى إلى نتائج كارثية مثل الإدمان.

وتعد مشكلة إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية سواء العربية منها أو الأجنبية من الظواهر السيئة والتي انتشرت على نطاق واسع في المجتمعات العربية خاصة أن إحصاءات شركة «أليكسا» المتخصصة في ترتيب المواقع الأكثر زيارة في العالم، تشير إلى أن عدد مستخدمى الإنترنت في مصر يصل إلى 35 مليون مستخدم، ويحتل أحد المواقع الترتيب الـ13 من بين أهم 100 موقع يتصفحها المصريون.
وهناك ثلاثة مواقع أخرى تتبوأ مراتب ما بين الـ6، والـ32، والـ68، من بين المائة موقع الأهم التي اعتاد المصريون على زيارتها، وجميعها يعرض مقاطع فيديو عربية ومصرية، وبعضها يبدو تلقائيا، ولم يصور باحترافية، ويكشف عن علاقات جنسية مكتملة، أو مداعبات بين شبان وفتيات من العامة.

ويشهد الشارع المصرى حالة من الجدل بعد تفشى ظاهرة التحرش بالنساء، ويرى البعض أن مشاهدة المواقع الإباحية هي السبب الرئيسى في هذه الظاهرة، لكن آخرين يعتقدون أنها ترجع لأسباب مختلفة.
ومن جانبها أوضحت جانيت عبد العليم مؤسسة حركة «شفت تحرش»، أن مشاهدة المواقع الإباحية ليست الدافع وراء انتشار ظاهرة التحرش، مؤكدة أن كثيرا من المتحرشين في عمر صغير، ولا يعرفون شيئا عن هذه المواقع، وبعضهم لا يعرف شيئا عن الإنترنت، ولا يستطيع استخدام الكمبيوتر، بل لا يعرف القراءة والكتابة.

وشهدت مصر عدة محاولات لحجب تلك المواقع، لكنها باءت بالفشل، ففى مايو عام 2009، صدر حكم قضائى يلزم الحكومة بحجب المواقع الإباحية لتأثيرها السلبى على قيم المجتمع ومعتقداته، وفى مارس 2012 صدر حكم مماثل، لكن كليهما لم يطبق لوجود عقبات فنية ومالية، كما مارست بعض التيارات السياسية والإعلاميين والحقوقيين ضغوطا على الحكومة لوقف تنفيذ القرار خشية اتخاذه كباب خلفى لفرض رقابة على الإنترنت تؤثر على الحقوق السياسية وحرية التعبير، فيما تظهر على الساحة من حين لآخر دعوات إلكترونية ومجتمعية تطالب بحجب تلك المواقع، فيما يؤكد البعض الآخر أن الحجب والحظر ليسا هما العلاج، وأن هناك طرقا كثيرة يمكن أن ينفذ منها الشباب لمشاهدة تلك المواد.

يرجع انتشار الأفلام الإباحية إلى نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، حيث راجت تجارة المجلات، وشرائط الفيديو الإباحية، وكانت تباع في شوارع القاهرة بصورة غير معلنة، وبلغ سعر بعض المجلات قرابة 150 جنيها، ويعد مبلغا مرتفعا نسبيا حينها، فقد كان يتجاوز أجر شهر كامل لبعض الموظفين والعمال، وفى عام 2000 ظهر فيلم سينمائى كوميدى بعنوان «فيلم ثقافي» يروى بأسلوب ساخر محاولات شباب ومجموعة من أصدقائه حصلوا على شريط لفيلم إباحى ويحتاجون إلى جهاز تشغيل فيديو، ومكان آمن حتى يستطيعوا مشاهدته تحت مسمى «فيلم ثقافي».

وتعد مشاهدة الإفلام الاباحية بين المتزوجين ناقوس خطر ومؤشرا على انهيار العلاقات الجنسية الطبيعية وترجع أسبابها إلى نتيجة فشل العلاقة الزوجية، فقد نجد هروب الزوج أو الزوجة لمشاهدة الأفلام الإباحية نتيجة لعدم الشعور بالإشباع الجنسى من الطرف الآخر، الأمر الذي يؤدى إلى إيجاد وسيلة بديلة للتنفيس عن الغريزة الجنسية، أو الشعور بالرتابة والملل من روتين العلاقة الجنسية وبالتالى تكون هناك رغبة في تجديد المشاعر الزوجية، أو الهروب بالخيال إلى علاقة جنسية أكثر إثارة ومتعة، وعادة تنتشر هذه المشكلة بعد بضع سنوات من الزواج وبالتحديد ما تسمى «أزمة منتصف العمر». حيث تتخلل هذه المرحلة الكثير من المشاكل والصراعات بالإضافة إلى التغيرات النفسية والجسمية التي تحدث خلال هذه المرحلة الحرجة، أو نتيجة لإهمال الطرف الآخر في الحقوق الجنسية، فقد نجد زوجا يشعر بإهمال الزوجة وعزوفها عن ممارسة العلاقة الجنسية معه مما يكون سببا ومبررا لإقباله على مشاهدة الأفلام الاباحية، أو نتيجة شعور الزوجة بالإهمال أثناء مرحلة «سن اليأس» فنجدها تشعر بالإحباط نتيجة عزوف الزوج عنها في هذه المرحلة الحساسة بحياتها والتي ترغب فيها أن تكون أكثر اثارة وإغراء، فشعور الزوجة أنها تقدمت في العمر ولم تعد مغرية بالنسبة لزوجها يثير فيها نوعا من الحنين للعودة إلى سابق عهدها مع زوجها حيث الإثارة والمتعة، أو كوسيلة للتعرف على أحدث طرق الجماع رغبة منه في الوصول لأقصى درجات الإشباع الجنسى.

أما النتائج المترتبة على إدمان الأفلام الإباحية، فيأتى على رأسها فشل العلاقة الجنسية بين الزوجين الذي قد يؤدى إلى استحالة العشرة أو التكيف مع هذه الممارسات وممارستها في الخفاء بعيدا عن الأنظار والاكتفاء فقط بالشعور بالمعاناة من الحياة الجنسية الطبيعية، فقد أثبتت دراسة أمريكية أن هوس بعض الرجال المتزايد بمتابعة مقاطع الجنس والصور الإباحية عبر الإنترنت بدأ يؤثر بشكل سلبى عليهم، إذ يفقد عدد كبير من المدمنين على الإنترنت شهوتهم لممارسة الجنس مع شريكاتهم ويتولد لديهم شعور خاطئ بأن النساء الحقيقيات “لا يمكن لهن إشباع رغباتهم».

كما أثبتت نفس الدراسة أن كثرة مشاهدته الأفلام الجنس والتخيل للوصول إلى ذروة النشوة مع نساء في عالم الخيال تجعل من الصعب الشعور بمتعة العلاقات الحقيقية، وفسرت الدراسة أنه عندما يشاهد الذكر أفلام البورنو بكثرة، فإن دماغه يعتاد على إفراز المادة دون وجود شريك حقيقي، وبالتالى تنحرف نقطة التوجيه في الدماغ من الشريك الحقيقى إلى الوهمي، ويبدأ التعود على اللذة المتأتية من هذه الأفلام وبالتالى قد يعتاد الزوج على مشاهدة الأفلام الإباحية كوسيلة تحفيزية لممارسة الجنس.وليس كـ«تصبيرة» كما قالت الممثلة انتصار في برنامج «نفسنة»!
الجريدة الرسمية