رئيس التحرير
عصام كامل

مصادر: واشنطن تترقب زيارة السيسي.. الرئيس يحظى باحترام وتقدير في الولايات المتحدة الأمريكية.. مصر دعامة رئيسية للأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.. والإرهاب عدو مشترك

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

أكدت مصادر دبلوماسية، اليوم السبت، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحظى باحترام وتقدير كبيرين جدًا في الولايات المتحدة الأمريكية نظرًا لدور مصر المحوري في الشرق الأوسط باعتبارها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار الشرق الأوسط.


وأشارت المصادر إلى أن زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة سيكون لها أثر كبير على العلاقات الثنائية المصرية الأمريكية مؤكدة أهمية العلاقات الإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وحرص مصر على المضي قدما نحو تعزيزها خلال الفترة القادمة وزيادة التنسيق مع الإدارة الأمريكية الجديدة لإعادة الزخم إلى العلاقات الثنائية وتطويرها في مختلف المجالات.

التحديات الإقليمية

وأضافت المصادر أن التحديات الإقليمية والدولية الراهنة تتطلب تعاونا وتنسيقا كثيفا بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية والتي "تتطلب تعزيز أطر التشاور بين البلدين لما لذلك من انعكاسات إيجابية على الأمن القومي للدولتين.

وأكدت المصادر أن الزيارة ستكون تاريخية وتحمل رسائل عديدة من رئيس أكبر دولة عربية والذي يحظى بمكانة خاصة لدى الإدارة الأمريكية الجديدة وكل الدوائر في أمريكا حيث إن الجميع في الولايات المتحدة يرغبون في لقاء مع الرئيس السيسي لتعزيز الشراكة الإستراتيجية والتعرف على الرؤية المصرية إزاء ما تشهده المنطقة من تطورات وسبل التعامل مع الأزمات القائمة.

تبادل الرؤى

ودعا الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب خلال اتصالات هاتفية الرئيس السيسي؛ لزيارة الولايات المتحدة في القريب العاجل لتبادل الرؤى بين البلدين حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وكذلك تجاه قضية السلام في الشرق الأوسط.

ومن المتوقع أن يشهد عام 2017، وعقب تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم، عودة الشراكة الإستراتيجية في العلاقات المصرية – الأمريكية حيث لم يمر على تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضعة أيام إلا وجاءت أولى مكالماته الهاتفية مع الرئيس السيسي وهي أول اتصال للرئيس الأمريكي الجديد مع رئيس عربي ما يجعل الأمر رسالة أكثر من كونها مكالمة عادية خصوصا أن الإرهاب كان الملف الأساسي في تلك المكالمة.

تفاصيل المكالمة

واستعرض الرئيسان خلال المكالمة العلاقات الثنائية بين البلدين ووجه ترامب دعوة للرئيس السيسي لزيارة واشنطن؛ لاستكمال التنسيق والتشاور بين الجانبين بما يحقق تطلعات الشعبين.

كما تطرق الرئيسان خلال الاتصال إلى عدد من الموضوعات، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والتطرف، وأشاد الرئيس الأمريكي بالجهود المقدرة التي تبذلها مصر على هذا الصعيد، كما أكد على حرص الإدارة الأمريكية الجديدة على تقديم الدعم والمساندة اللازمة لمصر.

كما سبقت مصر يوم تنصيب دونالد عن طريق تهنئة رئاسة الجمهورية الشعب الأمريكي الصديق بمناسبة تولي الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية "دونالد ترامب" مهام منصبه متمنية دوام الاستقرار والتقدم والرخاء للشعب الأمريكي.

وتقدم الرئيس السيسي بخالص التهنئة للرئيس الأمريكي، معربًا عن أطيب تمنياته له بالتوفيق والسداد في أداء مهامه والاضطلاع بمسئولياته لتحقيق آمال وتطلعات الشعب الأمريكي الصديق، ومتطلعًا إلى توطيد أواصر الصداقة وتعزيز العلاقة الإستراتيجية الخاصة التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية على كافة المستويات.

العلاقات (المصرية - الأمريكية)

وشهدت الفترة الماضية عودة الدفء للعلاقات المصرية الأمريكية التي بدأت مع استئناف الحوار الإستراتيجي المصري الأمريكي على مستوى وزراء الخارجية بين مصر والولايات المتحدة لأول مرة منذ عام 2009، بالإضافة إلى زيارات وفود الكونجرس الأمريكى الأخير لمصر خلال العام الجاري، كما رحبت واشنطن بجهود مصر لتبني حزمة إصلاحات اقتصادية مهمة بدعم من صندوق النقد الدولي.

ومن المؤشرات الجيدة على ذلك تلقى الرئيس السيسي مكالمتين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تم التطرق خلالهما إلى مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية بعد تولي الإدارة الأمريكية الجديدة مسئولياتها بشكل رسمي، حيث أعرب الجانبان عن تطلعهما لأن تشهد المرحلة المقبلة تناميًا ملحوظًا يشمل كافة جوانب العلاقات الثنائية وتعاونا في كافة المجالات التي تعود على شعبي البلدين بالمصلحة والمنفعة المشتركة.

الأوضاع الإقليمية

كما تم خلال الاتصالات التباحث حول الأوضاع الإقليمية وتطوراتها المتلاحقة التي تنبئ بتصاعد التحديات التي تواجه الاستقرار والسلم والأمن الدوليين، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط الأمر الذي يعزز من أهمية التعاون المشترك بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية في سبيل التصدي لهذه المخاطر.

وفي هذا الإطار، تناولت الاتصالات مشروع القرار الذي طرح أمام مجلس الأمن حول الاستيطان الإسرائيلي، حيث اتفق الرئيسان على أهمية إتاحة الفرصة للإدارة الأمريكية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع كافة أبعاد القضية الفلسطينية بهدف تحقيق تسوية شاملة ونهائية لهذه القضية.

زيارة الولايات المتحدة

في ختام الاتصالات، أبدى الرئيس الأمريكي المنتخب تطلعه لقيام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة الولايات المتحدة في القريب العاجل؛ لتبادل الرؤى بين البلدين حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك تجاه قضية السلام في الشرق الأوسط.

وترتكز السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية على عدد من الدول المحورية بمختلف أنحاء العالم، والتي تعد مصر واحدة منها فتحاول الولايات المتحدة الاستفادة من موقعها وتاريخ شعبها العريق الممتد لأكثر من سبعة آلاف سنة.

وعقد الرئيس السيسي عدة لقاءات داخل مصر وخارجها خلال الفترة الماضية لتقوية العلاقات مع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي وأعرب الرئيس خلال اللقاءات عن تطلع مصر لتعزيز العلاقات الإستراتيجية التي تجمعها بالولايات المتحدة منذ عقود وتطوير التعاون الثنائي على كل الأصعدة بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.

التنسيق والتشاور

وأكد الرئيس أهمية مواصلة التنسيق والتشاور القائم بشأن القضايا والتطورات الإقليمية بما يُمكّن البلدين من مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن.

وتناولت اللقاءات آخر التطورات بالنسبة للأزمات التي تمر بها بعض دول منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما في سوريا وليبيا والجهود الدولية المبذولة للتوصل إلى حلول سياسية تؤدي إلى استعادة السلام والاستقرار بما يسهم في الحفاظ على وحدة وسيادة هذه الدول وسلامتها الإقليمية وصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها.

وفي السياق ذاته عقد الرئيس السيسي خلال العام المنصرم لقاءات مع وفود أمريكية واستقبل وفدًا من أعضاء الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور ليندسي جراهام رئيس اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية وعضو لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ.

والتقى السيسي رئيس مجلس النواب الأمريكي بول رايان على رأس وفد من أعضاء المجلس، كما التقى الفريق أول جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية وعقد جلسة مباحثات بمقر رئاسة الجمهورية مع الفريق أول جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية.

الكونجرس الأمريكي

كما التقى الرئيس السيسي وفدًا من الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور مايكل ماكول رئيس لجنة الأمن القومي بمجلس النواب الأمريكي بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة والنائب الأمريكي جيف فورتنبيري عضو اللجنة الفرعية لاعتمادات العمليات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي ووفد من رجال الأعمال الأمريكيين ووفود من أعضاء الساسة والكونجرس والشخصيات المؤثرة في الرأي بأمريكا.

وأكدت الوفود الأمريكية أهمية العلاقات الإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة لافتة إلى أن مصر ركيزة الأمن والاستقــرار في منطقة الشرق الأوسط فضلًا عن كونها شريكًا محوريًا للولايات المتحدة في المنطقة.

مكافحة الإرهاب

وأشادت الوفود بدور مصر وقيادتها السياسية في مكافحة الإرهاب والجهود المصرية المبذولة في هذا الإطار، والتي تكللت بالنجاح، كما أثنى أعضاء الوفود على حكمة القيادة السياسية المصرية في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر والعمل على ترسيخ دولة القانون.

وأعربت الوفود عن توافقها مع الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب وتقديرها لها، مؤكدة أن مصر تعد إحدى أكثر الدول جدية والتزامًا في إطار مكافحة هذه الآفة الخطيرة.

وشدد أعضاء الوفود خلال اللقاءات على أهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، بما يصب في صالح البلدين منوهين إلى جهودهم لتشجيع مجتمع الأعمال الأمريكي على زيادة العمل والاستثمار في مصر لدفع عملية التنمية الاقتصادية، فضلًا عن مساعيهم الدؤوبة لاستئناف المساعدات الأمريكية لمصر بشقيها العسكري والاقتصادي.

متانة وقوة العلاقات

وأكدت الوفود متانة وقوة العلاقات بين البلدين وأهمية تنشيطها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والبرلمانية ومنحها قوة دفع جديدة والبناء على ما يتوافر لدى البلدين من تعاون مشترك في تلك المجالات، مشيدة بما حققته مصر من إنجازات سياسية ومشروعات تنموية خلال العامين الماضيين بما أسهم في استعادة مصر لدورها الحيوي على الساحتين الإقليمية والدولية وعزز من الشعور بالكبرياء الوطني.

وأثنت الوفود على الجهود المصرية المبذولة لترسيخ قيم الوحدة الوطنية والمساواة بين كل أبناء الشعب المصري، فضلًا عن المساعي المصرية لتحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي.

ورحب الرئيس بالوفود، مؤكدًا العلاقات الإستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة، وحرص القاهرة على تنمية تلك العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات.

ترحيب مصر بالتواصل

وأكد الرئيس ترحيب مصر بالتواصل والحوار المستمر مع الولايات المتحدة وتبادل وجهات النظر إزاء العديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك أخذًا في الاعتبار دقة الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية وما تواجهه من خطر الإرهاب ومحاولات نشر الفكر المتطرف.

واستعرض الرئيس مجمل تطورات الأوضاع التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية، منوها إلى جهود الدولة للحيلولة دون انتشار الفوضى والانزلاق إلى منعطف خطير.

وأكد الرئيس أن مصر حريصة على إعلاء قيمة المواطنة وعدم التمييز بين أبنائها لأي سبب وعرض جهود الدولة لتوفير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين جنبًا إلى جنب مع الحريات والحقوق المدنية والسياسية التي يتعين تنميتها وازدهارها، منوهًا إلى المشروعات التي يتم تنفيذها والجهود التي يتم بذلها لتوفير المسكن اللائق والتعليم الجيد والرعاية الصحية المناسبة للمواطنين والعمل على الارتقاء بجودة مختلف الخدمات المقدمة إليهم.

الفكر المتطرف

وتطرقت اللقاءات إلى سبل مكافحة الإرهاب، حيث أكد الرئيس أهمية التصدي للإرهاب والفكر المتطرف من خلال منظور شامل لا يقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني، ولكن يشمل أيضًا الجوانب الفكرية والثقافية.

وأكد الرئيس أهمية تصويب الخطاب الديني وتنقية صورة الإسلام مما علق بها من شوائب منافية تمامًا لجوهر الإسلام الحقيقي ولصحيح الدين.

كما تطرقت اللقاءات إلى أهمية تضافر الجهود الدولية لوقف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، فضلًا عن محاربتها جميعًا دون انتقائية، لا سيما أنها جميعًا تعتنق ذات الفكر المتطرف وتستقيه من مصدر واحد.

وعلى الصعيد الإقليمي أكد الرئيس أهمية التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات في المنطقة بما يحافظ على وحدة أراضي دولها ويصون مقدرات شعوبها ويعزز من تماسك مؤسساتها وكياناتها الوطنية.

وفي سياق متصل أكد الرئيس أهمية استمرار وتعزيز التفاهم الأمريكي – الروسي بشأن الأزمة السورية، مؤكدا أهمية إبداء الأطراف الإقليمية المعنية المرونة اللازمة لتوفير البيئة المواتية لتسوية الأزمة.

اجتماعات الأمم المتحدة

والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الجديد مرة واحدة على هامش مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 71.

وتباحث الرئيس السيسي وترامب خلال اللقاء حول العلاقات الثنائية الإستراتيجية التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة، ولا سيما ما يتعلق بالتعاون على الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين.

وأعرب دونالد ترامب خلال اللقاء عن تقديره للرئيس وللشعب المصري على ما قاموا به دفاعًا عن بلادهم بما حقق مصلحة العالم بأكمله، كما أكد "ترامب" على أنه يكن لتاريخ مصر احتراما كبيرا مشيدًا بالدور الريادي والمهم الذي تقوم به في الشرق الأوسط.

صديق وحليف

كما عبر مرشح الحزب الجمهوري آنذاك عن دعمه الكامل لجهود مصر في مكافحة الإرهاب، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستكون تحت إدارته –حال فوزه في الانتخابات الرئاسية– صديقًا وحليفًا قويًا يمكن لمصر الاعتماد عليه خلال السنوات القادمة.

أشار دونالد ترامب إلى علاقات الشراكة القوية والممتدة التي جمعت بين البلدين على مدى العقود الماضية، مؤكدًا حيوية هذه الشراكة بالنسبة لأمن واستقرار الشرق الأوسط.

وأوضح "ترامب" أن لدى مصر والولايات المتحدة عدوا مشتركا، مؤكدا أهمية العمل معا من أجل التغلب على الإرهاب والتطرف.

الجريدة الرسمية