رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مدارس التحرير "خرابات" والوزارة في غيبوبة.. والدة طالب: الليسيه أصبحت سجنًا يقبض الأرواح.. أولياء أمور: الحوياتى تشعر التلاميذ بآثار الحرب.. سهير رضا: مدرسة عابدين "حل عقيم"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

المدارس المجاورة لميدان التحرير سقطت من حسابات وزارة التربية والتعاليم فلا خطط ولا أعمال لترميم ما أفسدته اشتباكات التظاهرات بها ولا حتى تفكير من الوزارة في كيفية التعامل معها على ضوء مستجدات خطيرة، منها وجود تظاهرات من الحين للآخر في ميدان طلعت حرب بما يجعل عودة الاشتباكات كما كانت عليه في الماضى القريب أمرا واردا، "فيتو" ومع بداية العام الدراسى الجديد تلقى الضوء على مشكل هذه المدارس ومخاوف أولياء أمور طلابها في السطور التالية. 

على مدى أكثر من عامين وطلاب المدارس الكائنة بميدان التحرير وشارع محمد محمود يتأثرون بشكل قوى من الاشتباكات التي دارت بين المتظاهرين والشرطة في الميدان والشوارع المحيطة به منذ ثورة 25 يناير الأولى. 

والآن وقبل 24 ساعة من بدء الدراسة لعام 2013/ 2014، ما زالت المدارس على وضعها ولم يتم تجديدها وباتت أشبه بخرابات مليئة بالأخشاب المحروقة وآثار الاشتباكات وبقايا قنابل الغاز المسيلة للدموع، فضلا عن تحول بعضها لوكر يسكنه البلطجية والمسجلين خطر.

ومن هذه المدارس مدرسة الليسيه الفرنسية الكائنة بتقاطع شارعى يوسف الجندى ومحمد محمود والتي استغلتها وزارة الداخلية خلال الأحداث في الهجوم على المتظاهرين من أعلى وقذفهم بالحجارة وقنابل الغاز المسيل الدموع، وذلك نظرا لقربها الشديد من الوزارة.

وأدى ذلك في النهاية إلى حرق عدد كبير من فصول المدرسة والمقاعد الخاصة بالطلاب، فضلا عن تحطيم النوافذ الزجاجية للمدرسة وحرق المقاعد الخشبية، كما احترقت واجهة المدرسة بشكل يثير الاشمئزاز، ولا يشجع الطلاب على دخولها.

وقالت منى حمدى، إحدى المدرسات بالمدرسة: إنه تم تجديد المدرسة من الداخل إلى حد كبير، وأن الدراسة ستبدأ بها يوم الأحد المقبل على مراحل مختلفة كالمعتاد، وأكدت أن المدرسة لم تعد إلى سابق عهدها برغم تجهيزها، وأضافت: أن أعمال الترميم مستمرة بها لحين إصلاح كل ما تم إفساده.

وفى سياق متصل أكدت مها عوض إحدى المدرسات أن المدرسة تم تجهيزها من الداخل وأنها على أتم الاستعداد لاستقبال الطلاب مع بداية العام الدراسى الجديد، مضيفة: أن واجهة المدرسة ستتم إعادة طلائها وترميمها فيما بعد، وأن ما يهم الطالب هو جوهر المدرسة وليس واجهتها.

هناء سمير"والدة طالب" رفضت منطق مها عوض، وقالت: إن شكل المدرسة من الخارج لا يشجع أي طالب على دخولها، ولا يساعد الطلاب على بدء عامهم الدراسى الجديد، وأضافت: أنه دائما ما يذكرهم بالأحداث العنيفة التي مرت بها البلاد. 

وأكدت أن نوافذ المدرسة تم غلقها بالأسياخ الحديدية مما أدى إلى تحولها إلى ما يشبه السجن، والتي وصفتها بالقابضة للأرواح ومرعبة ولا تناسب أطفالا لم يتجاوزوا الـ 15 عاما، مضيفة: أن الطلاب يتطلعون إلى الحرية، فكيف يحلمون بها وهم يدرسون في مدرسة أشبه بالسجن، تطل على مدرسة أخرى محترقة بالكامل وكأنها واقعة وسط منطقة حرب عنيفة.

وقصدت هناء مدرسة الحوياتى للبنات الحكومية المواجهة مباشرة لمدرسة الليسيه، والتي لم يتغير حالها منذ أن احترقت حتى الآن. 

وكانت مدرسة الحوياتى تعرضت هى الأخرى للحرق والسرقة أثناء أحداث العنف التي وقعت في شارع محمد محمود، إذ احترقت بالكامل بكل فصولها ومبانيها، وأكد مدرسوها أنها تحتاج إلى ما يقرب من 5 ملايين جنيه لأعمال التجديد والترميم والتطوير.

وأمام ذلك اضطرت وزارة التربية والتعليم لتحويل طلابها إلى مدرسة عابدين للبنات، بدلا من تخصيص ميزانية لتطوير المدرسة وإعادتها إلى ما كانت عليه، مما أثار غضب الطالبات وأولياء أمورهن بشكل كبير لأن الحل الذي رأته وزارة التربية والتعليم لا يعد حلا بالنسبه لهن. 

ويرجع الغضب إلى أن نقل الطالبات إلى مدرسة عابدين يؤدى بالضرورة إلى تكدس الطالبات في الفصول، مما يؤدى إلى ضياع حقوق الطالبات في الفهم والتفاعل مع المعلمين أثناء الحصة، وحتى إذا تم تحويلهن إلى فترة مسائية سيؤدى ذلك إلى ضياع معظم وقتهن، وعدم المقدرة على ترتيب الوقت والمذاكرة.

وتساءلت سهير رضا، والدة إحدى الطالبات أين وزارة التربية والتعليم من مدرسة الحوياتى وما حدث لها، ولماذا لم يتم تجديدها حتى الآن مثل مدرسة الليسيه؟. 

وقالت: على الرغم من تدمير المدرسة منذ فترة طويلة، لم تفكر الوزارة في مصائر الطالبات ومستقبلهن وابتداء العام الدراسى الجديد دون أن يكون لهن مدرسة تأويهم وهو أدنى حق لهم مثل باقى الطلاب. 

وتابعت: ما ذنب الطالبات فيما حدث لمدرستهن قائلة: " هل الوزارة دخلت في غيبوبة طوال الفترة الماضية وتفاجأت بموعد بداية العام الدراسى الجديد"، كما وصفت الحل الذي قدمته الوزارة والخاص بنقل طالبات المدرسة إلى مدرسة عابدين بأنه حل عقيم وغير مدروس. 

أما مدرسة القريبية للبنين فهى ثالث مدرسة في الشارع نفسه ولكن لم تصيبها أعمال العنف والتخريب بشكل كبير، حيث إنها مجاورة تماما للجدار الخرسانى ووزارة الداخلية، مما أدى إلى حمايتها بشكل نسبى مقارنة بالمدارس السابقة، خاصة أن المتظاهرين كانوا لا يستطيعون الوصول إلى أبواب المدرسة نظرا لاعتلاء جنود وزارة الداخلية لمبناها القريب جدا من المدرسة، وكذلك تعدى رصاص وزارة الداخلية أسوار المدرسة ووصوله لما بعدها.

كما أعلنت إدارة المدرسة عن بدء الدراسة في موعدها دون تأجيل، وأن أعمال الإصلاحات التي تحتاجها المدرسة بسيطة وسيتم الانتهاء منها ولا تحتاج إلى التأجيل، مؤكدة أن الفصول لم تتأثر وكذلك حوش المدرسة، وأن الإصلاحات وأعمال الترميم ستكون قاصرة فقط على دورات المياه. 

Advertisements
الجريدة الرسمية