رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صلح «أمراء الإرهاب».. بعد اتهام «الإخوان» للجماعة الإسلامية بـ«نشر العنف في القاهرة».. يوسف القرضاوي يقود معسكر المصالحة بـ«وساطة من مدير مكتبه السابق».. و«

يوسف القرضاوى
يوسف القرضاوى

* إبراهيم منير يفجر قنبلة في وجه “الإخوان” بعد تصريحاته أمام مجلس العموم البريطانى عن مسئولية الجماعة الإسلامية عن العنف

القارئ الجيد في العلوم السياسية يدرك أن الغرور لا يمنح السياسي أية مكاسب تذكر، وإن منحه تكون النتائج النهائية في الغالب ضده على طول الخط، الأمر ذاته ينطبق على السياسي الغبى الذي يمارس اللعبة بـ”الصدفة”، يدخل الملعب لا لشيء إلا أنه أثناء جلوسه داعبه شيطانه بأن الأمر أسهل مما يدعى من يركضون يمينا ويسارا في الملعب السياسي.


جماعة الإخوان المسلمين – المصنفة إرهابية، من الممكن القول إن مواصفات اللاعب المغرور تنطبق على قادتها الذين ظنوا في وقت ما أن مصر دانت لهم، حتى أفاقوا على ثورة أحرقت “يابس الجماعة وأخضرها”، أما الشروط المطلوبة في “اللاعب الغبي”، فإن متابعة تحركات قيادات الجماعة الإسلامية التي بايعت “الإخوان” على السمع والطاعة تؤكد – بما لا يدع مجالًا للشك- أنها متوافرة في عدد كبير منهم، خاصة هؤلاء الذين لاذوا بـ”جبل الإخوان” عندما جاء “طوفان الثورة”.. ورفضوا ركوب سفينة الوطن.

ولأن طبائع الأمور، تشير إلى أن الأغبياء لا يمكن أن تستمر صداقتهم طويلًا مع الأشخاص الذين يديرون صفقاتهم تحت مظلة “الغرور”، فإن الصدام الذي حدث بين “الإخوان” وقيادات الجماعة الإسلامية، كان متوقعًا حدوثه، غير أن جرعة “الغرور” الزائدة التي يتناولها قادة الإخوان بشكل معتاد، دفعت بـ”الصدام” لأن يحدث أسرع مما توقع له البعض.. وقد كان.

بدأت شرارة الاختلاف تتنشر في يونيو الماضي، وتحديدا عندما عقدت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم البريطانى، جلسة استماع لقيادات بجماعة الإخوان المسلمين من مصر وتونس والعراق، حول مفهوم الإسلام السياسي وعلاقته بالنظم الحاكمة، واستمرت الجلسة ما يزيد عن ثلاث ساعات، وتطرق الحديث خلالها إلى عدد من الملفات الشائكة التي تخص الجماعة، على رأسها اتجاه الجماعة لاستخدام العنف في معارضة القيادة السياسية المصرية التي تدير البلاد بعد عزل الرئيس الإخوانى، وهو ما نفاه إبرهيم منير، نائب مرشد الجماعة، ملقيا بالاتهامات الخاصة باستخدام العنف على كأهل الجماعة الإسلامية وما يسمى بتحالف دعم الشرعية.

ما أن تسربت تفاصيل تلك الجلسة بدأت معركة حامية الوطيس بين الجماعة الإسلامية من جهة وجماعة الإخوان الإرهابية من جهة أخرى، وكان على رأسهم القيادات التاريخية للجماعة التي ما زالت ثابتة على موقفها الداعم للإخوان “عاصم عبدالماجد، وطارق الزمر” مؤسسا الجماعة الإسلامية، ومنذ بداية الأزمة تدخل عدد من الوسطاء للوصول إلى حل وسط يرضى الطرفين.

على طريقة الجلسات العرفية التي عرفها العرب منذ زمن بعيد، تحرك الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس -ما يسمى- الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، في محاولة منه لرأب الصدع وتخفيف حدة الخلاف الواقع بين الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان الإرهابية، رافعًا شعار “المسامح كريم”، والصلح خير، مستدعيا من القرآن والسنة ما أسعفته ذاكرته، وفقا لمصادر مطلعة، إلا أن تلك المساعى لم تتوج حتى الآن بالنجاح.

مصدر مقرب من الجماعة، قال: إن عصام تليمة، مدير مكتب “القرضاوي” السابق، استغل تواجد الأخير في تركيا لحضور معرض الكتاب التركي، ليفاتحه في التوسط لحل الأزمة، ووقف التلاسن ما بين الطرفين، خاصة لوجودهم في ذات المعسكر الرافض والمعارض للنظام الحالي، الأمر الذي قابله “القرضاوي” بالترحاب وأبدى موافقته على التوسط.

المصدر ذاته كشف أيضا أن “تليمة” بعد حصوله على موافقة “القرضاوى” توجه إلى مقر إقامة عاصم عبد الماجد، وطارق الزمر، القياديين التاريخيين للجماعة الإسلامية المتواجدين حاليا في تركيا، محملا برسالة من “القرضاوى” يدعوهم فيها إلى الحضور إليه لعقد جلسة ودية، ولما كان “القرضاوي” يحظى باحترام عبد الماجد والزمر، حضر الاثنان معا، ودار بينهم نقاش استمر قرابة الساعتين، طالبا فيه، بضرورة إصدار الجماعة بيانا رسميا تعتذر فيه عن الخطأ الفادح الخاص بنائب المرشد إبراهيم منير، وإرسال الإخوان مذكرة إلى مجلس العموم البريطاني، يبرئ ساحة الجماعة الإسلامية من كافة أعمال العنف المنسوبة إليهم، ومن ثم غادرا على أمل أن يتم عقد اجتماع آخر مع القرضاوى بحضور قيادات جماعة الإخوان.

بعد انتهاء اللقاء – والحديث لا يزال للمصدر ذاته، أجرى “القرضاوي” اتصالات هاتفية بعدد من قيادات الجماعة سواء المتواجدين داخل تركيا أو قطر، أكد خلالها ضرورة التحرك نحو إجراء مصالحة وتوحيد الصف ما بين الجماعة الإسلامية والإخوان، حيث عرض عليهم طلبات “عبدالماجد والزمر” للمضى قدما نحو توحيد الجبهة خاصة لتواجدهم في المعسكر المعارض للدولة المصرية، ووافق ممثلو مجموعة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام للجماعة، على إصدار بيان رسمى باسم الجماعة خلافا لبيان إبراهيم منير الذي اعتذر فيه للجماعة، إلا أن الاعتراض كان على إرسال مذكرة إيضاحية لمجلس العموم البريطاني، وهو ما وقف حجر عثرة أمام إتمام المصالحة، إلا أن “القرضاوي” اتفق على أن يكمل في محاولته حين عودته إلى قطر ولو استوجب الأمر سفره إلى لندن لعقد لقاء مع إبراهيم منير لتسوية الخلاف الدائر.

"نقلًا عن العدد الورقي".
Advertisements
الجريدة الرسمية