صفحات الغش تنتصر على وزارة التربية والتعليم.. خبير تربوي يطالب بعقد اجتماع طارئ لبحث المشكلة.. كمال مغيث: يجب وضع مناهج تعتمد على التفكير وتبتعد عن الحفظ.. واتحاد طلاب مصر يعلن دعمه للطلاب

قررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أمس الأحد إلغاء امتحان «الديناميكا» لطلاب القسم العلمي بالثانوية العامة، وتعديل مواعيد امتحان باقي المواد بسبب التسريبات.

وقالت الوزارة في بيان رسمي إنه تحدد يوم الإثنين 4 يوليو القادم، لامتحانات الجيولوجيا والعلوم البيئية لشعبة العلمي علوم، والتاريخ للأدبي، والرياضة البحتة "الجبر – الهندسة الفراغية"، لشعبة العلمي رياضة.

وأكدت الوزارة أن امتحان مادة التربية الدينية سيتم في موعده المقرر يوم الأربعاء الموافق 29 يونيو الساعة التاسعة صباحًا.

كارثة
وأكد الدكتور علاء بلبع، عميد كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة، أن تسريبات امتحانات الثانوية العامة قد تتسبب في كارثة داخل كليات الطب والعملية التعليمية في الجامعات لدخول طلاب إلى تلك الكليات بالغش ودون وجه حق.

وأضاف "بلبع"، في تصريح خاص لـــ"فيتو"، أن المستفيد من تلك التسريبات هم الطلاب الذين يعتمدون على الغش قائلًا: "إن هناك بعض الطلاب يعتمدون على الغش في الامتحانات، والمفاجأة حصولهم على درجات عليا قد تصل إلى 98%، فيلتحقون بكليات الطب، ومن هنا تكون الكارثة لأنهم لا يصلحون لأن يكونوا أطباء يعالجون المرضى، ويكون ذلك عكس الطالب المتفوق الذي ضاع مجهوده بوجود تلك التسريبات وأطاح بها التنسيق والتحق بكليات نظرية، لذلك هذه الكارثة يجب أن تعالج على الفور للنهوض بالمجتمع".

اختبار الطلاب
وتابع عميد كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة، أنه يجب على المجلس الأعلى للجامعات سرعة التدخل قبل حدوث كارثة داخل الجامعات المصرية وإنشاء جيل لا يصلح لإفادة المجتمع، مشيرًا إلى أنه سيعرض على مجلس الكلية وضع اختبارات للطلاب للتأكد من قدراتهم، وإذا تم الموافقة عليها بمجلس الكلية، سيتم مناقشتها بمجلس الجامعة ثم تعرض على المجلس الأعلى للجامعات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وأشار إلى أنه لا يجوز رفض طالب مجموعه يتطابق مع مجموع الكلية، وإذا رفع الطالب دعوة على الكلية يحكم لصالح الطالب، لذلك الحل الأمثل والأضمن إجراء اختبارات لطلاب الثانوية العامة من أجل الحفاظ على سلامة التعليم لمصر.


أكد الدكتور هاني الحسيني، مدرس بكلية العلوم جامعة القاهرة، وأحد أعضاء حركة «9 مارس من أجل استقلال الجامعات المصرية»، أن مايحدث من تسريبات امتحانات الثانوية العامة لم يعد أمرا خطيرا على الإطلاق إنما الأخطر ما يحدث داخل المدارس من التلاعب بعقول الطلاب.

وأضاف الحسيني في تصريح خاص لـــ"فيتو"، أن طلاب الثانوية العامة يدخلون الامتحانات بحقن الدروس الخصوصية التي دمرت العقول، وتحول من الإبداع والتفكير إلى الحفظ فقط دون فهم وتطوير، لذلك يجب محاربة الفساد الذي يوجد بالمدارس وبعدها القضاء على صفحات الغش.

ووصف الحسيني، تسريب امتحانات الثانوية العامة بالعمل المؤذي من الناحية الأخلاقية، لأنه يفقد أغلب الطلاب ما تبقى لديهم من ثقة في عدالة نظام التعليم والتنسيق، وقال: «بدون غش فإن الطالب الذي يحصل على 95 إلى 99% هو في الغالب طالب لجأ إلى دروس خصوصية، والمدرسون استطاعوا أن يحفظوه أجزاء معينة من المنهج واختاروا الأجزاء بناء على خبرتهم لكن ما اتعلمش يقرأ ولا يتأمل ولا يستنتج بشكل علمي».