رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

خيبة أمل في إسرائيل بعد اتفاق طهران والقوى الكبرى.. تليفزيون الاحتلال: الغرب يمنح شهادة حسن سلوك لطهران.. دعوات للتجاوب مع الإدارة الأمريكية.. والمشاركة في صياغة الاتفاق النهائي للملف النووي


أصيبت الأوساط الرسمية في إسرائيل بخيبة أمل كبيرة، بسبب الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس بين إيران والدول الستة العظمى في لوزان السويسرية، وفي المقابل هناك من يؤيد الخطوة ويعتبرها أفضل من الخيار العسكري.


وأول تعليق رسمي "إسرائيلي"، جاء على لسان ما يسمى بـ "وزير الشئون الاستخبارية والإستراتيجية" يوفال شتاينتس، الذي أوكلت إليه الحكومة "الإسرائيلية" ملف مواجهة إيران وإحباط المفاوضات الغربية معها.

خيبة أمل
وقال شتاينتس: "خيبة أمل من أن إسرائيل لم تستطع إقناع الدول الكبرى بعدم التفاوض مع إيران، في حين أنها تقوم بأعمال إرهابية وعدوانية في أنحاء الشرق الأوسط وفي العالم كله".

وأضاف أن "الابتسامات في لوزان منفصلة عن الواقع الكئيب، فإيران ترفض التنازل في الموضوع النووي ومستمرة في تهديد إسرائيل، وهذه نقطة ستقف عندها تل أبيب في الشهور القادمة".

ومن المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع كبار الوزراء في الحكومة الإسرائيلية اليوم الجمعة؛ لبحث اتفاق الإطار الذي توصلت إليه إيران والقوى العالمية الكبرى، الذي أبلغ الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن إسرائيل "تعارضه بشدة".

دعم الإرهاب في مصر
وعلق نتنياهو على الاتفاق، عبر صفحته على "تويتر" قائلًا: "إن أي اتفاق مع إيران يجب أن يضمن تراجع قدرة طهران النووية بشكل ملحوظ ووضع حد لعدوانيتها ونشاطاتها الإرهابية"، وأرفق نتنياهو تعليقه، بخريطة بين فيها ما أسماه "ضلوع ما قال إنه تدخل إيراني في الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط، ومن بينها العراق ولبنان ومصر واليمن".

وفي المقابل اعتبر "رون بن يشاي"، المحلل الإسرائيلي، اتفاق النووي مع إيران بالخطوة الجيدة، قائلًا: لكن ينبغي توخي الحذر لأن عدة قضايا لا تزال مفتوحة.

المشاركة في صياغة الاتفاق
ودعا في تقرير نشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الحكومة الإسرائيلية إلى التجاوب مع الإدارة الأمريكية والمشاركة في صياغة الاتفاق النهائي في الشهور الثلاثة القريبة، وذلك لأن البديل العسكري ما كان ليحقق نتائج أفضل.

وقال: إن التفاهمات التي عرضت أمس الخميس، من جانب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ووزير الخارجية جون كيري، ووزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، مفصلة بشكل مفاجئ، وإنه كان من غير المتوقع أن يتم التوصل إلى تفاهمات أساسية كهذه.

الاختبار الحقيقي
ورأى أن الاختبار الحقيقي في الاتفاق النهائي المفصل الذي من المقرر أن تنتهي صياغته في 30 يونيو القادم، وأكد على أن السؤال الأهم هو بشأن مدى جدية سريان مفعول بنود الاتفاق مع مرور السنوات، أما السؤال الثاني فهو هل ستجد إيران طرقا إبداعية للخداع والاحتيال، مثلما فعلت في الماضي؟

ولفت إلى أنه في حال نفذت الرقابة ما نص عليه الاتفاق، فسيكون ذلك صعبا على إيران.

ثمار إسرائيلية من الاتفاق
وبحسب التقرير الإسرائيلي، فإن هناك ثمارا تجنيها تل أبيب من الاتفاق، فإنه في حال تحول اتفاق الإطار الذي عرض يوم أمس إلى اتفاق كامل، بما في ذلك الملاحق التقنية، فإن إسرائيل تستطيع أن تتعايش معه.

وأوضح أن الرقابة التي تمكنت الدول العظمى من فرضها على إيران مذهلة وخارقة، وأنها ستستمر لعقدين أو ثلاثة عقود، بما يكفي إسرائيل للإقرار بأن الاتفاق أفضل مما توقعت، وعن إمكانية أن تلجأ إيران إلى الخداع، يقول إن أي اتفاق لن يمنع ذلك، وأن البديل العسكري لن يحقق نتيجة أفضل.

وتابع: ما قاله الرئيس أوباما، فإن الاتفاق يغلق أمام إيران إمكانية إنتاج ما يكفي من اليوارنيوم المخصب الذي يستخدم في السلاح النووي لمدة 10 سنوات على الأقل، وأنه في حال قررت إيران خرق الاتفاق فإنها ستكون بحاجة لمدة تزيد على العام لإنتاج كمية اليورانيوم المخصب المطلوبة لإنتاج سلاح نووي.

وأضاف التقرير، أنه لا يمكن الوصول إلى نتيجة أفضل من هذه حتى لو شنت إسرائيل والولايات المتحدة والدول الأخرى هجوما عسكريا على المفاعلات النووية في إيران.

مكاسب إيرانية
كما رصد التقرير الماكسب التي تجنيها إيران من الاتفاق، فهي إزالة العقوبات الاقتصادية، علما بأن وتيرة إزالتها لم ترد في الاتفاق، ومن المتوقع أن يكون ذلك موضع الجدل الأساسي خلال المفاوضات.

ثغرات الاتفاق
وعن الثغرات في الاتفاق، يوضح التقرير الإسرائيلي أنه ليس من الواضح ماذا سيحصل بعد 10 سنوات، وليس من المؤكد أن يرغب الأمريكيون والأوربيون في إعادة فرض عقوبات اقتصادية على إيران، في حال خرقت الأخيرة الاتفاق واتجهت باتجاه القنبلة النووية.

وأشار إلى أن القضية الثانية، ضمن ثغرات الاتفاق، فهي دوائر الطرد المركزية المتطورة، والقادرة على تخصيب يورانيوم بسرعة أكبر بـ 20 ضعفا عن نماذج دوائر الطرد القديمة، مضيفًا أن الاتفاق يسمح لإيران بإجراء أبحاث وتطوير، وأيضا إنتاج دوائر طرد مركزية متطورة طوال فترة السنوات العشر، وهذه القضية تعتبر خرقا خطيرا يشكل ثغرة يجب إغلاقها في الاتفاق النهائي.

إشكالية مفاعل بوردو

ويرى التقرير أن قضية المفاعل النووي في بوردو تعتبر إشكالية، حيث إنه بموجب الاتفاق، لن يتم إجراء تخصيب لليورانيوم في المفاعل الذي يقع على عمق 80 مترا من الصخور، وإنه سيتم تحويله لإجراء أبحاث وتطوير في الفيزياء النووية.

واستنادا لما قاله وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، فإن دوائر الطرد المركزية فيه لن يتم تفكيكها، وبالتالي فإنها ستكون متوفرة في حال قررت إيران تجديد تخصيب اليورانيوم بوتيرة عالية، والحديث هنا عن 2000 دائرة طرد مركزية متطورة.

وبحسب التقرير، فإن مفاعل بوردو من الصعب تدميره، وأن إيران تستطيع أن تمنع مفتشي الأمم المتحدة من إجراء تفتيش في المفاعل، ثم التوجه بسرعة إلى إنتاج قنبلة نووية من خلال تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع من السابق، ومثل هذه الفرصة يمكن استغلالها في وضع يكون المجتمع الدولي منشغلا بمكان آخر، مثلما حصل مع كوريا الشمالية.

الصواريخ الباليستية
ونوه إلى أن اتفاق الإطار لا يعالج مطلقًا قضية تطوير الصواريخ الباليستية والصواريخ الموجهة البعيدة المدى لإيران، والقادرة على حمل رءوس نووية.

شهادة حسن سلوك
القناة "العاشرة" الإسرائيلية، علقت بالقول: "إن الأنباء الواردة من لوزان مقلقة جدًا لإسرائيل، وقد ثبت بالفعل أن الغرب خضع لمطالب طهران بصورة شبه كاملة، وهذه أخبار سيئة لإسرائيل"، مشيرة إلى أن الاتفاق الحالي عبارة عن شهادة حسن سلوك غربية لإيران، وإعطاء شرعية للملف النووي الإيراني.

ومن جانبها، قالت القناة الثانية الصهيونية: إن الاتفاق ليس سيئًا وحسب، بل هو "سيئ بامتياز"، موضحة أنه بعد الاتفاق النووي في لوزان لم تعد إسرائيل قادرة على فعل شيء، وتحديدًا العمل العسكري.
Advertisements
الجريدة الرسمية