رئيس التحرير
عصام كامل

خطة «شاومينج» لتسريب نتيجة الثانوية.. 3 مراحل تمر بها ورقة الإجابة.. 11 «كنترول» أحدها مستهدف.. فياض: «النفوس الضعيفة» الثغرة الأبرز.. مغيث يكشف أعوان الطلاب.. ونورالدين:

فيتو

بعد مسلسل تسريبات امتحانات الثانوية العامة من قبل صفحات الغش الإلكتروني وعلى رأسها "شاومينج" والتي استطاعت تهديد المنظومة التعليمية بأكملها.. انتقلت "شاومينج" إلى التهديد بتسريب نتائج الامتحانات التي تم الانتهاء منها، ما أثار ضجة بين الأوساط التعليمية.


ويعد قطاع التعليم، ضمن قطاعات الأمن القومي والمسئول عنها عدة وزارات وأجهزة في الدولة، وإلى الآن لم تستطع تلك الوزارات إيقاف تسريبات امتحانات الثانوية العامة والتي أقر عدد من الخبراء بعدم إيقافها إلا بانتهاء الامتحانات أو إلغائها.. فماذا لو استمرت التسريبات حتى بعد انتهاء الامتحانات، بدخول "شاومينج" وصفحات الغش في مرحلة أخرى من التسريب، وهي تسريب نتائج الامتحانات!

مراحل تمر بها درجات الطلاب
بدايةً، تمر رحلة ورقة الإجابة بعدة مراحل، أولها مرحلة التصحيح، وتبدأ تلك المرحلة من جمع أوراق الامتحانات من جميع لجان الثانوية العامة بالمحروسة وإرسالها إلى ما يعرف بـ"الكنترول".

التصحيح
ثم تعد مراكز التصحيح في عدد من المحافظات، وبداخل كل مركز ما يعرف بـ"طاولة التصحيح" وهي عبارة عن طاولة يجلس عليها عدد من المصححين، ولكل مصحح سؤال محدد يصححه ثم يناول ورقة الامتحان لزميله ليقوم بتصحيح السؤال الخاص به، وفي النهاية يتم جمع الدرجات الخاصة بالورقة وتسجيلها.

رصد الدرجات
وتتمثل المرحلة الثانية من الرحلة، في رصد درجات الطلاب وتجميعها والتأكد من تطابق أرقام الجلوس الخاصة بالطلاب بالرقم السري، وتجمع درجات الطلاب من كل لجنة وتوضع بأظرف ثم ترسل إلى الإدارة التعليمية الخاضعة لها.

أوائل الجمهورية
وتأتي بعد ذلك المرحلة الثالثة، وهي مرحلة أوائل الجمهورية، ويتم ترتيب درجات الطلاب من خلال نظام غاية في الدقة، ويعتمد وزير التربية والتعليم نتيجة الأوائل بشكل مباشر.

"11 كنترول"
وإيضاحًا لمراكز الضعف في مراحل رحلة نتيجة طلاب الثانوية العامة، قال الدكتور رفعت فياض، الخبير التعليمي، إن هناك 11 "كنترول" على مستوى الجمهورية فلو نجح أحد في اختراق أحد الكنترولات لن يستطيع اختراق الـ11.

النفوس الضعيفة
وأشار فياض إلى أن أكثر المراحل عرضة للاختراق، هي مرحلة الكنترول بعكس ما يظن البعض، وتابع فياض: النفوس الضعيفة قد تكون الطريق الوحيد للتسريب، عن طريق تهريب أحد موظفي الكنترول لهاتف ذكي، ومن خلاله يقوم بتصوير "شيت الدرجات" ونشره أو إرساله إليكترونيًا، مقابل مبلغ مادي أو خدمة.


الدخول بالهاتف المحمول
وأكد فياض على ضرورة منع المصححين والموظفين جميعًا من الدخول بالهاتف المحمول حتى وإن كان مغلقًا، مشيرًا إلى أنه وبالرغم من أن موظفي الكنترول يتم تفتيشهم قبل الدخول، إلًا أنه في عدد من الكنترولات يتم استثناء بعض كبار المصححين والموظفين.

الاحتجاج على منظومة التعليم
فيما يرى الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، أن نقطة الضعف الأبرز في رحلة درجات الامتحانات، تتمثل في الاحتجاج الهائل الذي تشهده الدولة من قبل مواطنيها وموظفيها على منظومة التعليم بالكامل والثانوية العامة بالأخص، فضعف إيمان المواطن بالدولة، مع العلم أن المواطن هو مصحح الامتحانات في الكنترول والموظف في الوزارة وسائق السيارة التي تقوم بنقل درجات الطلاب من الكنترول إلى المديرية التعليمية، قد يكون تكون "القشة التي قسمت ظهر البعير" فمن خلال هاؤلاء المواطنين العاملين بالتعليم، المؤمنين بفشل المنظومة التعليمية بالكامل – قد يتم تسريب الدرجات من أي مرحلة من مراحلها.

صراع الشباب مع العقلية الأمنية
وأشار مغيث، إلى الصراع الواضح بين العقلية الأمنية التي ترى أن الأمن يتحقق بتحكيم القبضة على الدرجات أو الامتحانات، وبين عقلية الشباب التي لا تعرف الاستسلام، وكلما زاد التعنت معهم زاد إصرارهم.

"رئيس غرفة الكنترول"
ومن جانبه قال طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إن المراحل النهائية في التصحيح هي الأكثر ضعفًا، فلو حدث تسريب للنتائج سيكون إما من خلال "مجمع الدرجات" وهو مصحح يقوم بتجميع درجات الأوراق كاملة بعد تصحيحها، أو من خلال "رئيس غرفة الكنترول"، فهما القادران على الإطلاع على النتيجة الكنترول بعد تجميعها.

ضمير الموظفين
وأشار نور الدين إلى عدم صدور تشريع يمنع دخول الهواتف المحمولة بصحبة المصححين إلى اللجان، ليبقى العائق الوحيد أمام تسريب الدرجات، هو "ضمير الموظفين".
الجريدة الرسمية