رئيس التحرير
عصام كامل

خاتمى لـ"الجارديان": زيارة روحانى فرصة فريدة للخروج من جمود العلاقات بين إيران والغرب.. واشنطن خذلت طهران رغم مساعدتها فى حرب أفغانستان.. والفشل يعزز المتطرفين فى الشرق الأوسط والغرب

الرئيس الإيراني الأسبق،
الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي

نشر الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، مقالا له في صحيفة الجارديان البريطانية داعيا الغرب بألا يديروا ظهرهم للدبلوماسية الإيرانية، وأن يغتنموا الفرصة الفريدة لوجود الرئيس حسن روحاني في الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء.


وأشارت الصحيفة إلى أن روحاني يستعد لإلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويسعي للعمل الدبلوماسي مع قادة الغرب للخروج من جمود العلاقات إلى حيز بناء من خلال العمل الدبلوماسي وهو الحل الوحيد والأفضل للعالم.

وقال خاتمي: "أتأمل في تجربتي الخاصة رئيسا لهذا البلد العظيم ومحاولاتي لتشجيع الحوار بين الأمم بدلا من العداوة، وأدعو الغرب إلى إظهار الشجاعة والعمل مع الرئيس حسن روحاني أو المخاطرة بخسارة فرصة غير مسبوقة لإنهاء الأزمة الحالية".

ولفت خاتمي إلى تعهد روحاني بتحسين صورة طهران التي تعرضت لتشويه، ولكنه لم يتمكن من إلقاء اللوم على سلفه محمود أحمدي نجاد، الذي ألقى الخطابات الحماسية المعادية للغرب في كل مرة تحدث في الأمم المتحدة.

ومن المقرر أن يلقى روحاني خطابه بعد ساعات قليلة وسيرافقه النائب اليهودي الوحيد في إيران، وسيلقي روحاني خطابه أمام باراك أوباما وسط تكهنات بأول لقاء وجها لوجه لقادة البلدين منذ عام 1970.

وحذر خاتمي من أن الفشل من شأنه أن يعزز المتطرفين على كلا الجانبين، وأن منطقة الشرق الأوسط أصبحت اليوم مركزا للقوى السياسية والاجتماعية والأيديولوجيات الجديدة، فالأحداث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تستحوذ على اهتمام عالمي أكثر من أي وقت آخر في التاريخ، وهذا الاهتمام بدأ مع الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979، وأن جميع المشاكل التي تواجها المنطقة تؤثر دوليا فالقضية النووية الإيرانية ليست سوي واحدة منهم ولكنها ليست القضية الكبري.

وألمح خاتمي إلى أن كاثرين آشتون، منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي عند لقائها بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بشأن المحادثات للبرنامج النووي الإيراني بأنها محادثات بناءة، كما سيلتقي ظريف نظيره الأمريكي يوم الخميس في أول محادثات وزارية بين طهران وواشنطن منذ الثورة الإسلامية.

وأكد أن النجاح في حل هذه المشاكل يجب أن يعتمد على الحوار والدبلوماسية، مشددا على أن خطاب روحاني يعتبر فرصة لحسم الاختلافات بين إيران والغرب دبلوماسيًا، ولإيجاد حلول للمشكلة النووية التي نشأت منذ سنوات عديدة خلال فترة رئاسته، والتي ضاعت خلالها فرصة مماثلة سابقًا، ولأسباب هي الآن معروفة للجميع.

وأوضح خاتمي أن هذه المرة الأولي في التاريخ الإيراني يوجد فرصة لخلق إجماع وطني وتتجاوز الطائفية الحزبية، والتي قد تعالج المآزق السياسي في البلاد مع التركيز على الحوار والتفاهم المتبادل على الصعيد العالمي، خاصة أن روحاني الآن يتمتع بدعم من جميع قطاعات المجتمع الإيراني في سعيه لتحقيق المشاركة البناءة مع الغرب، بما في ذلك من المرشد الأعلى على خامنئي، الذي أظهر بعض التراجع في آرائه حول الدبلوماسية مؤخرا.

وهناك خطوة أخرى لتعزيز مصداقية روحاني في الأمم المتحدة، أعلن خامنئي يوم الإثنين عفوا عن 80 سجينا سياسيا بينهم العديد من الذين اعتقلوا في أعقاب الانتخابات المتنازع عليها عام 2009.

يأتي تدخل خاتمي متزامنا مع كتب 500 من المثقفين الإيرانيين البارزين والناشطين أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عليه أن يظهر بالمثل كما فعل روحاني.

وأشار خاتمي إلى أن إيران اليوم مختلفة عما كانت عليه منذ سنوات، موضحًا أن الخبرات الإيجابية والسلبية التي اكتسبناها على مدى الـ 16 سنة الماضية أضافت الكثير وانعكست على الإصلاحات التي قام بها روحاني على الصعيدين المحلي والدولي، كما أنها أغنت القدرات الديمقراطية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأضاف خاتمي أن تحت إدارته بين عامي 1997 و2005، توجهت إيران نحو الغرب حتى تساعد القوات الأمريكية في أفغانستان، ولكن مع ذلك تم وصفها بأنها جزء من "محور الشر"، جنبا إلى جنب العراق وكوريا الشمالية، من قبل جورج بوش.

وحذر خاتمي من أن الأخطاء الدبلوماسية التي يمكن أن تحدث الآن وستكون لها عواقب تتجاوز حدود إيران في وقت لاحق، فالجو الآن يسمح لخلق جو من الثقة وحوار هادف يؤدي إلى زيادة تعزيز القوى ولكن فشله سيعزز القوى المتطرفة في جميع أنحاء العالم والعواقب لن تكون إقليمية بل عالمية.

واختتم خاتمي معربا عن أمله من أجل عالم أفضل ليس لإيران فقط بل للعالم أجمع وللأجيال القادمة، أن يتلقي روحاني ردودا دافئة مرحبة وذات مغزي أثناء زيارته إلى الأمم المتحدة، لأن روحاني حمل أجندة التغيير وهذه فرصة لا مثيل لها ولن تتكرر ليس لإيران فقط، بل للغرب ولجميع القوى المحلية والإقليمية، لأن الشرق الأوسط يتطلع لمستقبل أفضل وعالم أفضل مع سياسة خارجية تقوم على الحوار والدبلوماسية في المنطقة.
الجريدة الرسمية