رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«حليم» ورحلة البحث عن الحب.. «سعدية» أول قصة في حياته.. عشق سيدة متزوجة وأهداها «بتلوموني ليه».. وأعجب بـ«سعاد حسني» وظل يبحث عنها في جميع تجاربه العاطفية


"ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان، وستسأل عنها موج البحر وتسأل فيروز الشطآن"، كلمات رائعة من قصيدة "قارئة الفنجان" سمعناها بصوت العندليب الراحل عبد الحليم حافظ، أهداها له شاعر الحب نزار قبانى، ولعل نزار حين أهدى هذه الكلمات لحليم كان يقرأ قصة حياته، والمدقق في تفاصيل القصيدة يستطيع أن يطلع عن قرب على مأساة عبد الحليم مع الحب.


فالحب في حياة حليم يختلف عن أي شخص آخر، عاشه بكل مراحله، من البداية إلى النهاية، ذاق شهده ودموعه، لكن دموعه بالطبع كانت غالبة، فكم عاش قصة حب ظل خلالها يبحث عن المرأة بمواصفاته الخاصة، وانتهت بالفشل، وكم ذرف دموعًا، وكم نزف دماءً وحده، وكم وجد نفسه في نهاية قصص الحب يطارد خيط دخان، لكنه ظل دائمًا يفتش عن الحب، في أغانيه، وأفلامه، وفى حياته الخاصة، أحب وتألم، وفى ذكرى رحيله في 30 مارس، نفتش عن الحب في حياة العندليب.

«سعدية» الحب الأول
أول قصة حب حقيقية في حياة عبدالحليم حافظ، من فتاة اسمها "سعدية" كانت تعمل في مصنع، وكانت لا تجيد القراءة أو الكتابة، وهي قصة الحب التي وصفها عبدالحليم حافظ بأنها أول قصة حب في حياته، والحب الأول والأخير في حياة سعدية، وفق ما كتبه بنفسه أيضًا في مجلة "أهل الفن"، في العدد "264"، بتاريخ 19 سبتمبر 1955، الصادرة عن شركة النيل للنشر، والتي كان رئيس تحريرها، إبراهيم الوردانى.

ولكن هذه القصة لم يكتب لها النجاح، وتنتهى النهاية السعيدة الطبيعية، نظرًا لأن سعدية أدركت أن حبها بلا أمل ولا يمكن أن يكلل بالنجاح نظرًا للفروق الكبيرة بينها وبين حليم، خاصةً أنه متعلم وهى فتاة عادية تعمل في مصنع مما جعلها تسافر بلا عودة إلى بلدها "طنطا"، ليكن القطار الذي شهد مولد قصة حبهما هو أيضًا الشاهد الحاضر وقت الفراق.

ومما كتبه حليم عنها "تكومت الدموع في عيني منحدرة نحو قلبي، وبعين الخيال رأيتها تبكي، والتقت دموعنا وكانت دموع أول حب في عمري، ولست أدري، هل كان حبي الأخير؟ ولكن الذي أدريه أنه كان في حياة سعدية، حبها الأول… وحبها الأخير".

السيدة المتزوجة
ولم تكن سعدية بالطبع سوى مجرد حلقة من حلقات مسلسل الحب في حياة العندليب، ذلك المسلسل الذي ظل طوال حلقاته يطارد خيط الدخان دون كلل، وتحدث الكثير من المؤلفين عن قصة السيدة الجميلة التي أحبها حليم، ومنهم الدكتور هشام عيسى، طبيب حليم، الذي تحدث في كتابه "حليم وأنا"، وأوضح أن السيدة كانت متزوجة، مما جعل زواجهما مستحيلًا رغم أنها أيضًا كانت تبادله نفس المشاعر، وعندما ماتت بمرض في المخ وهي شابة حزن حليم وعاش الدراما لدرجة التصديق وقال إنه غنى لها "بتلوموني ليه".

ومما كتبه عنها بعد وفاتها "جاء الموت، لماذا تموت حبيبتى سؤل لا إجابة له، نجحت في اختيار طريقى للغنى لم أنجح في اختيار شريكة عمرى لأن الموت تدخل، تطاردنى دائمًا كلماتها "أنا حاموت صغيرة"، كثيرًا ما سألت السماء هذا السؤال: هل من العدل أن تموت حبيبتى دون أن نحقق حلمنا".

فتاة العجمى
وروى هشام عيسى قصة أخرى لحليم، ولدت على شاطئ العجمي، عندما أحب حليم فتاة في عمر الزهور، لم تكن شغوفة به في البداية، ولكنها أحبته لأسلوبه الرقيق الساحر وشخصيته الآسرة، وخطر لـ"حليم" أن يعيد تجربة الزواج هذه المرة معها، وقد خطبها فعلًا، ولكن كالعادة تبخر المشروع كالدخان.

سعاد حسنى
وبالحديث عن رحلة حليم مع الحب، لا بد أن نتوقف عند محطة الفنانة سعاد حسنى، الفنانة التي أحبها حليم، وتكاثرت الأحاديث حول زواجهما في السر، وتكاثرت الروايات دون حسم لأمر الزواج من عدمه، لكن بالطبع أكدت أكثر من رواية أنه أحبها وأحبته.

قال طبيب حليم الدكتور هشام عيسى: "حين أحب سعاد لم تكن حالته قد ساءت إلى ذلك الحد، ولقد كانت سعاد هي الحب الحقيقي في حياته وهي المرة الوحيدة التي استقامت رغبته مع قراره بالزواج بعد ذلك، تنقل حليم كثيرًا، وأكاد أقول إنه كان يبحث في كل مرة عن سعاد حسني أخرى، وأجزم أيضًا بأن كل واحدة منهن كانت تحمل في داخلها شيئًا من سعاد".

وفى حياة العندليب قصص أخرى رواها المقربون منه، وجاءت في العديد من المذكرات، لكننا سلطنا الضوء على أهم القصص وأكثرها تأثيرًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية