تسريب الامتحانات يربك التنسيق ويرفع كليات العلمي 5%..«التعليم العالى» تواجه فشل «التربية والتعليم» في السيطرة على امتحانات الثانوية العامة بـ«رفع التنسيق».. والجامعات الخ

"الأدبى في نعيم" 
"فشل بدايته نجاح".. الوصف الأقرب لحال طلاب الثانوية العامة، وتحديدا طلاب "قسم العلمى"، ففى الوقت الذي التحقوا بالقسم أملا في الالتحاق بواحدة من كليات القمة، طمعا في مستقبل مميز، تعترض طريقهم صخرة "التنسيق" التي تتكسر عليها كافة أحلامهم ويصبحون مجرد رقم في كلية عادية لا تتناسب وحدود طموحاتهم.

ونظرًا لارتفاع شريحة الطلاب الحاصلين على مجموع مرتفع، فإنه كل عام تعتمد وزارة التعليم العالى والمجلس الأعلى للجامعات درجات عليا للتنسيق بالجامعات، حيث رفعت الوزارة في عام 2015، تنسيق كليات "طب الأسنان والهندسة والعلاج الطبيعى" بالجامعات الخاصة 5% عن عام 2014، حيث إن كليات الصيدلة وطب الأسنان والعلاج الطبيعى قبلت الطلاب بتنسيق عام 2014 بحد أدنى 85%، وكان الحد الأدنى لكلية الهندسة 80%، في حين قبلت الكلية في عام 2015 بحد أدنى 85%.

تخفيض الحد الأدنى للقبول بالكليات النظرية، بينما خفضت الوزارة الحد الأدنى للقبول للكليات النظرية "الاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام والإدارة واللغات والترجمة"، ليصل إلى 65% بدلًا من 70%، وعلوم الحاسب 70% بعد أن كانت 75% للعام الماضى، حيث ثبتت الوزارة الحد الأدنى للالتحاق بباقى الكليات ليبقى 55%.
وعقد مجلس الجامعات الخاصة والأهلية اجتماعًا ترأسه الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، بحضور الدكتور أحمد جمال الدين، وزير التربية والتعليم السابق، لتحديد قواعد وضوابط “تنسيق الثانوية العامة” ونظام القبول بالجامعات الخاصة والأهلية للعام 2016/2017.

وبالفعل تم خلال الاجتماع تحديد الحد الأدنى للطلبة المصريين للقبول بكليات الجامعات الخاصة على النحو التالى: كلية الطب البشرى 95%، كلية طب الأسنان وكلية الصيدلة وكلية العلاج الطبيعى 90%، كلية الهندسة 80%، كلية الفنون التطبيقية، وكلية العلوم الطبية التطبيقية 70%، كلية علوم الحاسب وكلية التكنولوجيا الحيوية 70%، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكلية الإدارة وكلية اللغات والترجمة وكلية الإعلام 65%، باقى الكليات 55%.

الأرقام التي تم اعتمادها اتضح أنها بها معدل زيادة 5% عن السنوات السابقة، وأرجع البعض ارتفاع نتائج تنسيق الجامعات والكليات العلمية، إلى ظاهرة تسريب الامتحانات التي ترتب عليها حصول عدد كبير من الطلاب على الإجابات مسبقا، الأمر الذي يؤدى في النهاية إلى حصولهم على معدل درجات مرتفع.

وتعقيبا على هذا الأمر قال محمد سيد -طالب بالثانوية العامة "علمى علوم": حلم حياتى أدخل طب وأكون دكتور، ولكن الامتحانات صعبة جدًا وتحتوى على بعض الأسئلة التعجيزية ولم يحلها إلا الطلبة الذين كان معهم الامتحان مسبقًا، وحتى الآن أديت امتحانات معظم المواد المقررة عليّ، ولكن أصعبهم كان الكيمياء والفيزياء التي جاءت في مستوى الطالب العبقرى وليس المتفوق.

أما سناء خميس، والدة طالبة بمدرسة "إنصاف سرى" بالزيتون، فقد اكتفت بالتعليق على الأمر بقولها:" هو فين العدل أما امتحانات العلمى تيجى صعبة أوى وتعجيزية، وامتحانات الأدبى سهلة جدًا دول لو عايزين يدمروا الطلاب نفسيًا مش هيعملوا كده، بالذمة مش حرام أدفع دم قلبى في الدروس الخصوصية من الصيف اللى فات وفى الآخر البنت ماتحصلش طب".

على الجانب الآخر قالت منى يحيي طالبة بالقسم الأدبى: الامتحانات سهلة، وأتوقع أن ألتحق بكلية الألسن، وقد دخلت قسم أدبى حتى لا أتعرض لصدمة امتحانات القسم العلمى، وأجد نفسى في النهاية أبحث عن أي كلية تقبلنى، وأتوقع أن يدخل طلاب القسم العلمى هذا العام دوامة صعبة أثناء التنسيق لارتفاع درجات التنسيق هذا العام، وهو أمر سيجبر غالبيتهم على الالتحاق بجامعات خاصة ليتمكنوا من الالتحاق بالكليات التي يحلمون بها.

"نقلا عن العدد الورقي.."