رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. تفاصيل ذبح طفل بسكين الإهمال الطبي في بورسعيد.. لفظ أنفاسه بعد قطع وريد أثناء عملية لوز.. أسرة الضحية: الأطباء قالوا مفيش أخصائي أوعية دموية.. والمحافظ يشيد بأداء المستشفى في نفس اليوم

فيتو

يواصل شبح الإهمال بمستشفيات بورسعيد فتكه بالمرضى، وكان آخر ضحاياه، مساء أمس الأربعاء، ‏لتفجع قلوب البورسعيدية بمصرع طفل لم يتجاوز خمس سنوات من عمره بسبب تعرضه لقطع وريد أثناء عملية اللوز بشكل ‏خاطئ بمستشفى بورفؤاد العام حسب اتهام أهل الطفل للمستشفى.

وهكذا فاجأ القدر أسرة الطفل ‏"آدم محمد السيد"، أن يكون 8 فبراير هو يوم وفاته على إثر ‏خطأ طبي بمستشفي بورفؤاد العام، في نفس يوم عيد ميلاده الخامس، ليحتفل به مع ‏ملائكة السماء، ويترك عائلته مكلومة القلب.‏

صراخ وعويل
وفي مستشفى بورفؤاد العام، بمجرد أن لفظ الطفل آخر أنفاسه، ليسجل مشهدا مأسويا فالعشرات من أفراد ‏عائلته يرتدون الملابس السوداء، والصراخ والعويل في كل مكان، وعلى جانب آخر تحتضن أم الطفل نجلها ‏والدماء تسيل من فمه، وتصرخ الأم "قلبي اتحرق وابني راح مني"‏..

قطع في الوريد
وقال أيمن الشبراوي قريب الطفل" آدم دخل إلى مستشفى بورفؤاد العام يوم الأحد لاستئصال ‏اللوزتين، وأجريت له العملية الدكتورة " رشا.ر" ولكنها لم تكمل العملية وخرجت من غرفة العمليات، ودخل طبيب آخر اسمه" أحمد" لاستكمال العملية، ولم يخطرنا أحد بحقيقة قطع الوريد، فعدنا بآدم إلى المنزل، ولم نعرف حقيقة حالته إلا قبل وفاته بساعات علمنا من التمريض ومن كان بغرفة العمليات أن السبب في حالته قطع وريد تعرض له أثناء العملية".

غياب طبيب الأوعية
وتابع قريب الطفل" ظل الطفل مريضا ولا يأكل، حتى يوم الثلاثاء، وقال لنا الدكتور أحمد إنه علينا أن نعود بالطفل مرة أخرى للمستشفي، بعد أن ساءت حالته وبدأ اليوم بنزيف كبير وساءت حالته، فأخبرونا أن هناك وريدا مقطوعا، ‏وما أدهشنا أن مدير المستشفي قال لنا إنه لا يوجد في المستشفي ولا في بورسعيد بالكامل طبيب أخصائى للأوعية ‏الدموية لإنقاذ الطفل، وبالتالي استمر النزيف".

وتابع "أيمن" "استمر التواصل بيننا وبين مستشفى الجامعة بالإسماعيلية ساعات لمحاولة نقل دم للطفل، ‏ولكن أخبرنا مسئولو المستشفي بأنه لا يوجد سرير متاح لاستقبال آدم، حتى الساعة السادسة مساء اليوم، وبعد موافقة ‏مستشفى الإسماعيلية على استقبال طفلنا، كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة"‏..

وأضاف قريب الطفل والدموع تسبق كلماته "يا سيادة المحافظ علمنا أنك جئت إلى مستشفى بورفؤاد العام أمس، ‏وأشدت به، ولكن مسئولي المستشفي لم يأتوا بك إلى قسم العناية المركزة حتى لا تري حالة نجلنا والإهمال، مضيفا "رسالتي إلى وزير الصحة.. حرام عليكم، مدير مستشفى بورفؤاد بيقول مفيش أخصائي أوعية دموية في ‏بورسعيد، إزاى الكلام ده، يعني أطفالنا تموت وتتصفي.."‏.

لجنة الصحة 
وأوضح أقارب الطفل أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الواقعة، وطالبوا بتشريح الجثة.‏

ومن جانبه، أعلن الدكتور عادل تعيلب وكيل وزارة الصحة في بورسعيد، أنه بمجرد علمه بالواقعة ونزيف الطفل في تمام ‏الساعة الثالثة والنصف ظهر أمس، شكل لجنة برئاسة الدكتور معتز صبح مدير الرعاية الطبية بالمديرية، ‏والدكتور ماهر شوقي مدير إدارة المستشفيات، وأيمن جابر مسئول طوارئ الصحة بالمديرية، للوقوف على ‏حقيقة الواقعة.‏

وتابع "بعد تشكيل اللجنة صدر قرار بالتنسيق مع مستشفيات الجامعة بمحافظات مصر لنقل الطفل المريض إلى ‏أي منها حال احتياج الحالة لذلك، وإعداد تقرير طبي شامل عن الحالة، منوها بأن مديرية الصحة لن ‏تتهاون حال تقصير أي طبيب في عمله"‏.

‏التقرير الطبي
بدورها، أكدت مصادر، أن التقرير الطبي الصادر من مستشفى بورفؤاد العام عقب وفاة الطفل "آدم" أكد أنه ‏عانى من نزيف قبل الوفاة مباشرة.‏

وكان اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، زار مستشفى بورفؤاد العام، ظهر أمس الأربعاء، مشيدًا بمستوى الخدمة به، وفي نفس يوم تصريح المحافظ لفظ الطفل آدم أنفاسه ‏الأخيرة، بعد أن اتهم أهالي الطفل المستشفي بالتسبب في الواقعة.‏
الجريدة الرسمية