رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «سبوبة الحكومة السنوية».. 60 مليون جنيه سنويًا لصيانة أرصفة القاهرة.. «حلمي»: ضمن خطة التطوير.. «فرج»: الأرصفة في مصر كارثة.. «البرلسي»: إهدار للمال ال

فيتو

«تلال من القمامة والرمال».. هكذا هو الحال منذ عشرة أيام على أرصفة منطقة وسط البلد، بعد أن أنفقت الحكومة المصرية عشرات الملايين لتغيير أرصفة شوارع العاصمة، الذي أصبح «مسلسلا» يتكرر كل عام بسبب سوء عمليات التخطيط من قبل الحكومة.


«فيتو» رصدت الحالة السيئة التي باتت عليها شوارع منطقة «وسط البلد»، كما رصدت شكاوى أصحاب المحال الذين تعطلت أعمالهم وتراجعت حركة البيع والشراء لديهم؛ بسبب تراكم الأتربة أمام محالهم، ومعاناة المواطنين في المرور بين «الرتوش».

خطة تطوير القاهرة

المهندس أشرف حلمي، مدير مديرية الطرق والكبارى التابعة لمحافظة القاهرة، أكد أن أعمال تغيير الأرصفة بشوارع وسط البلد التي تتم الآن تأتي في إطار مشروع تطوير القاهرة الخديوة، وإعادة رونقها الحضارى.

وأضاف مدير المديرية في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن أعمال التطوير تشمل إعادة تخطيط الميادين، ورفع كفاءة التماثيل المتواجدة بها، وتركيب أرصفة جديدة، ودهان البلدورات، وصيانة أعمدة الإنارة.

وأشار «حلمي» إلى أنه حتى الآن لم يتم تحديد تكلفة تغيير الأرصفة القديمة وتركيب "انتر لوك" جديد، موضحا أنه سيتم تحديدها بعد الانتهاء من الأعمال.

ولفت إلى أن اتحاد البنوك هو الذي يقوم بتمويل مشروع تطوير القاهرة الخديوة، بالإضافة إلى جهات أخرى كأصحاب العقارات والشركة القابضة للتأمين والموارد الذاتية للمحافظة.

وتشمل أعمال التطوير القاهرة الخديوة، إعادة تخطيط الميادين بشكل جمالي، إضافة إلى أعمال الإنارة والرصف والتشجير باستخدام الأشجار والنخيل بشكل منسق، وتبليط الأرصفة وممرات المشاة، ويشمل المنطقة الواقعة بين ميادين التحرير ورمسيس والأوبرا، والتي تحتوي على أكثر من 500 مبني تاريخي من المبانى الأثرية المتميزة.

ومن الشوارع التي تدخل حيز التطوير شارع عماد الدين، والتحرير ومحمد فريد وقصر النيل وطلعت حرب، لرفع كفاءتهم، وتوسعة الأرصفة وتجديد أعمال التبليط بشكل جمالي موحد، كما تشمل أعمال الانارة وإعادة واجهات العمارات والمحال إلى أصلها.

وتم الانتهاء بالفعل من إحدى مراحل المشروع بافتتاح شارع الألفى وميدان عرابى ـ على أن يتم الانتهاء من تطوير ميدان طلعت حرب وعابدين قريبا.

60 مليونا سنويًا

ومن جانبه، أكد المهندس عادل البرلسى، مدير مديرية القاهرة للطرق والكبارى الأسبق، أن أعمال صيانة الطرق في محافظة القاهرة فقط، تكلف الدولة في عام واحد أكثر من 60 مليون جنيه، وبالرغم من ذلك لا يوجد تحسن ملحوظ بها.

وأرجع «البرلسي»، ذلك لعدة أسباب، أهمها أن الأعمال تشمل دائما قشط مسافات طويلة وإعادة الرصف، لافتا إلى أنه من المفترض إصلاح القطاعات التالفة فقط أو الهابطة بدلا من إعادة تبليط الرصيف بالكامل.

وتهكم «البرلسي» قائلا: «وكأننا أغنى من إنجلترا وألمانيا وفرنسا»، موضحا أن في هذه الدول يتم إصلاح القطاعات التالفة فقط، حيث تستمر الطرق والأرصفة أكتر من 30 عاما دون ترميم.

وأوضح أن العمر الافتراضى للرصيف قد يصل إلى 25 عاما، مؤكدا أن تغييره من حين إلى آخر يعد إهدارا للمال العام، مشيرا إلى أنه في شوارع أكسفورد وميونخ وباريس لم يتغير الرصيف منذ 40 عاما.

وأضاف أنه حال اختفاء لون الأرصفة يتم استخدام "الماتسيك "وهو طبقة من الأسفلت، لمراعاة المنظر الجمالى في الآخر، كما يظهر في تجربة إصلاح الرصيف والطرق في ميونخ وأكسفورد وباريس.

وضرب البرلسى في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، مثلا بشارع قصر النيل، موضحا أنه حال إعادة رصفه واستخدام "المقشطة " قد يتكلف مليون جنيه، أما حال إصلاح الأجزاء التالفة فقط فقد تقتصر التكلفة على 70 ألف جنيه، مشيرا إلى أن تطبيق تجربة إصلاح الأجزاء التالفةـ وترميمها سوف يوفر 90% مما يتم صرفه على عمليات الرصف الكاملة.

«إهدار للمال العام»

وأكد «البرلسي»، أن تغيير الأرصفة من حين إلى آخر يعد إهدارا للمال العام، لأن الدول الأوربية المتقدمة لا تقوم بتغيير الرصيف بل ترمم الأجزاء التالفة منه فقط.

وأضاف أن ما يحدث في دول فرنسا، وإنجلترا، وألمانيا هو ترميم الأجزاء التالفة فقط وليس تغيير الرصيف كاملا، وذلك حفاظا على المال العام، متهكما: "إحنا هنا بقى كأننا أغنى منهم كل شوية نغير الرصيف".

ولفت البرلسى إلى أن الرصيف يصل عمره الافتراضى إلى 25 عاما، مشيرا إلى أن الأرصفة في شوارع إكسفورد وميونخ وباريس لم تتغير منذ 40 عاما.

وأشار إلى أن في حال عدم وجود نفس درجة لون البلاط أثناء عملية الترميم، فإنها يتم استخدام "الماستيك" وهى طبقة أسفلتية، مع مراعاة المنظر الجمالى.

4 خطوات للتطوير

فيما حدد الدكتور عبدالله العريان، أستاذ التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة، 4 خطوات لابد من اتباعها لتطوير الأرصفة في مصر.

وقال «العريان» إن هذه الخطوات هي: إزالة التعديات من قبل الباعة الجائلين التي انتشرت في الآونة الأخيرة خاصة في المناطق الشعبية ووسط البلد، ثم وجود صيانة مستمرة وأن يكون الرصيف مستويا لا توجد به مرتفعات أو منخفضات تعوق سير المواطنين، أي يكون في مستوى أفقى متساوٍ.

والخطوة الثالثة هي تجميل الأرصفة العريضة بزراعة الأشجار والورود، بالإضافة إلى استغلال الأرصفة ذات المساحة الكبيرة عن طريق تقديم خدمات للمواطنين وإرشادات للمواطنين وخاصة في المناطق السياحية ولكن يتم وضعها بطريقة سليمة وليست مخالفة للقانون ولا تخل بالمظهر الجمالي.

وأضاف أننا لابد أن نقوم بتطوير الأرصفة، وأهمية إدراك الدور الرئيسى للرصيف وهو أنه يكون مخصصا للمشاة فقط وتوفير الراحة وحماية المواطنين من الاصطدام بالسيارات.

إزالة الإشغالات

وفي نفس السياق، قال الدكتور سيف الدين فرج، خبير تخطيط عمرانى، إنه لابد من وجود متابعة مستمرة لصيانة الأرصفة، وتجميلها من قبل اللجان المشرفة وهيئة التطوير الحضارى، ولابد من وجود متابعة دورية لنظافة الأرصفة في مصر.

وتابع «فرج» في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أنه بسب الإهمال وعدم المتابعة والصيانة الدورية للأرصفة والحرص على تجميلها أصبحت الأرصفة كارثة، مشيرا إلى أنها غير مجهزة لسير المواطنين عليها، ولابد من إزالة إشغالات الباعة الجائلين من على الأرصفة لتجميلها.

وأوضح أنه هناك مواصفات يجب اتباعها عند إنشاء الأرصفة بالشوارع وهى أن يؤدى الرصيف دوره الوظيفى وهو أن يكون مخصصا للمشاة، ولابد أن يكون المنسوب بين البلاط والأسفلت في منسوب مستوى لا تزيد عن 50 سم، لكى تكون مناسبة لكبار السن والأطفال والنساء، وأن يكون الرصيف ليس به أي عوائق لحركة المشاة، وأن تكون المادة التي يتم الرصف بها مادة غير قابلة للانزلاق وأن تكون مادة خشنة، كما أنه لابد من وجود صيانة دورية والاهتمام بالمظهر الجمالى لمنع التلوث البصرى الذي نراة الآن.

أولويات التغيير

وأكد الدكتور محمد أيمن أحمد عاشور عميد كلية هندسة جامعة عين شمس، وأستاذ التخطيط العمرانى أن إزالة الأرصفة وإعادة تركيبها في الشوارع له أسبابه وليس إهدارا للمال العام.

قال إن من بين الأسباب إدخال المرافق وتطوير وتعريض الشارع، وتقليل عدد الحارات المرورية، لافتًا أن هناك أوليات في هذا الأمر.

وأشار «عاشور» في تصريحات خاصة لــ «فيتو»، إلى أنه ليس هناك إجراء لإزالة أرصفة وإعادة تركيبها بدون دراسة مسبقة، وأوضح عاشور إمكانية إجراء تطوير للنواحى الجمالية.

وأضاف أن الإنترلوك وهى بلاطات سهل إزالتها وتركيبها تسمح بزراعة أحواض زرع، أشجار، علامات مرورية إرشادية، أعمدة إنارة بشكل جمالى، وضع مقاعد، مشيرًا أن الإنترلوك يسهل أعمال الصيانة في المستقبل.
الجريدة الرسمية