رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المستشار عناني عبدالعزيز: "العقوبات التأديبية" تشجع على تفشي الفساد بأجهزة الحكومة.. لا بد من تشديد الجزاءات في جرائم الرشوة والاختلاس والاستيلاء على المال العام.. وأطالب برفع الحد الأدنى للأجور

فيتو

أصبح مفهوم "الفساد الإداري والوظيفي" هو الشغل الشاغل لكل مصري، خصوصًا بعد ثورتي 25 يناير، و30 يونيو، ولم يعد الحديث عن الفساد مقصورًا على طبقة من المثقفين وغيرهم من المهتمين بالشأن العام، بل أصبح الموضوع محل نقاش العامة والخاصة على السواء.


وتحاول "فيتو" في هذا الحوار مع المستشار عناني عبدالعزيز، رئيس هيئة النيابة الإدارية، تحليل أسباب الفساد لكثير من المواطنين والمهتمين، مما قد يساعد في بلورة رؤية شاملة لمكافحة الفساد في كافة القطاعات وعلى كافة المستويات.



بداية.. بعد الدستور الجديد أصبح تعديل قانون النيابة الإدارية ضرورة ملحة.. فما هي أهم النقاط التي تساعد النيابة على أداء دورها على الوجه الأمثل ؟
بسط اختصاص النيابة الإدارية إعمالًا لنص الدستور على كافة الجهات والمرافق العامة الإدارية والاقتصادية بغض النظر عن الشكل القانوني لها، طالما أنها تخضع لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات ودون أن يتوقف ذلك على إذن أو طلب وإلزام الجهاز المركزي للمحاسبات، وهيئة الرقابة الإدارية، وكافة الجهات الرقابية الأخرى بإبلاغ النيابة الإدارية بالمخالفات المالية والإدارية التي تتكشف أثناء مباشرة هذه الجهات لاختصاصاتها الرقابية، وذلك نفاذًا لما تقضى به المادة 217 من الدستور الجديد، مع ضرورة أخذ رأي النيابة الإدارية في مشروعات القوانين المنظمة لشئونها أو التعديل أو الإلغاء، وكذا مشروعات قوانين العاملين المدنيين بالدولة والقطاع العام وقطاع الأعمال العام وقانون العمل، أو غير ذلك من القوانين التي تتصل بها بحكم وظيفتها القضائية.

ما هي أوجه القصور في أداء المرافق العامة للدولة ؟
القصور الناجم عن المخالفات التي ترتكب من موظفي المرافق العامة، والمتعلقة بالانضباط الوظيفي، وهي مخالفات تتعلق بالانتظام في العمل، لأن الموظف العام هو العنصر الأساسى الذي يؤدى المرفق العام دوره عن طريقه، وبالتالي فإن عدم التزام الموظف بالقواعد والتعليمات المنظمة للحضور والانصراف والتغيب عن العمل وعدم الانضباط في أداء الواجب الوظيفي يؤثر على أداء المرفق العام ويعطل مصالح المواطنين، بالإضافة إلى مخالفات تتعلق بأداء الواجبات الوظيفية، وتتمثل في مخالفات امتناع الموظف عن أداء العمل المنوط به، ومخالفات تتعلق بمخالفة القوانين واللوائح المعمول بها سواء عن عمد أو إهمال، وهى مخالفات تؤثر في أداء المرافق العامة وخاصة إذا كانت مرافق تؤدى خدمات حيوية للمواطنين.

وما الأسباب وراء ارتكاب هذا النوع من المخالفات ؟
تقاعس الرؤساء عن مهام المتابعة، والرقابة لأداء مرءوسيهم لأعمالهم، وعدم إلمام الموظف بالتعليمات واللوائح والقوانين التي تنظم العمل،مع زيادة الأعمال الموكولة للموظف وبما لا يطيقه، نتيجة لسوء توزيع الموظفين على الإدارات المختلفة، وتعمد ارتكاب تلك المخالفات للحصول على منفعة أو رشوة أو تربح أو تسهيل استيلاء الغير على المال العام.

وما النتائج المترتبة على تلك المخالفات؟
تؤدى تلك المخالفات إلى قصور في أداء المرفق العام، ونذكر من أوجه هذا القصور عدم اضطلاع المرفق بدوره المنوط به على الوجه الأكمل، وتعطيل مصالح المواطنين المتعاملين مع المرفق العام الذي يؤدى خدماته لهم، مع تفشى ظاهرة المحسوبية والواسطة والرشوة كضرورة لإنهاء المواطنين لمصالحهم.

وما هي مقترحات النيابة الإدارية لعلاج أوجه القصور ؟
تفعيل الرقابة الداخلية، ودعم نظم الرقابة الداخلية ورفع كفاءتها وفعاليتها، والتشديد على أصحاب الوظائف الإشرافية لأداء دورهم المنوط بهم في الإشراف والمتابعة على مرءوسيهم، بالإضافة إلى إلزامهم بتقديم تقرير شهري للسلطة المختصة عن أعمال مرءوسيه والأعمال التي قاموا بها وتقييم لأداء كل منهم، ومحاسبة صاحب المسئولية الإشرافية عن إهماله في متابعه أعمال مرءوسيه، مع أهمية ربط صرف الجهود غير العادية والحوافز للموظف بمدى أدائه للأعمال المنوطة به على الوجه الأكمل، وتعميم نظام الحضور والانصراف الإلكترونى، وإعادة توزيع الموظفين على الوظائف المختلفة تبعًا لمؤهلاتهم العلمية وخبرتهم الفنية وتبعًا لحاجات العمل الفعلية لكل إدارة من إدارات المرفق العام، وذلك لتجنب تكدس الموظفين بلا عمل، وتكدس الأعمال لدى موظفين في بعض الإدارات مع عقد دورات تدريبية متخصصة لكل تخصص وظيفي لتبصير الموظف بكيفية التنفيذ الصحيح للقواعد المعمول بها في مجال عمله وإحاطته بالقوانين واللوائح والتعليمات وما طرأ عليها من تعديلات، بالإضافة إلى التحديد الدقيق لمهام كل وظيفة ببطاقة الوصف الوظيفي لكل وظيف، وتقييم الموظف في ضوء حسن معاملته للجمهور وإنجازه لمصالحهم.

كيف ترى العقوبات التأديبية التي تقضي بها المحاكم التأديبية ؟
من أهم أسباب التسيب الإدارى وتفشى الفساد المالي والإدارى، أن العقوبات التي توقع على المخالفين سواء من الجهات الإدارية أو المحكمة التأديبية غير رادعة، رغم جسامة الجرم المرتكب، ولذلك يتعين على المشرع إعادة تنظيم العقوبات التأديبية، وتقرير عقوبات رادعة – تلتزم بها جميع السلطات التأديبية – لبعض الجرائم كالرشوة والاختلاس والاستيلاء وتسهيل الاستيلاء على المال العام وجرائم هتك العرض وإفساد الأخلاق، مع إعادة النظر في نظام محو الجزاءات التأديبية بما يكفل أن يكون ملف الموظف لدى الجهة معبرًا عن حالته الوظيفية أصدق تعبير وتشديد العقوبات في حالة العود أو الاعتياد على ارتكاب الجرائم التأديبية، وإعادة النظر في العقوبات التأديبية التي توقع على المحالين للمعاش أو الذين انتهت خدمتهم، فالعقوبة المنصوص عليها في قانون العاملين المدنيين بالدولة الحالي هينة للغاية، ولذلك يقترح أن تكون الغرامة المحكوم بها على المخالف مساوية لقيمة الضرر المالي المترتب على المخالفة.

وما أسباب جرائم الرشوة ؟
بالنسبة لجرائم الرشوة فإن من الأسباب الرئيسية لارتكاب تلك الجرائم ضعف التربية الأخلاقية والدينية، وفساد المفاهيم التي أدت إلى استحلال المال العام، وعدم وجود إشراف ومتابعة حقيقية على أعمال الموظف وتأخر الفصل في المسئولية الجنائية والتأديبية عن تلك الجرائم، بما لا يحقق الردع العام والخاص وضعف رواتب الموظفين بصفة عامة، مع تركيز تلقى الخدمات وإنجازها في يد عدد محدود من الموظفين.

وما هي مقترحاتك للقضاء على تلك الجرائم ؟
النظر في رفع الحد الأدنى لأجور الموظفين بما يكفل لهم العيش الكريم، مع تفعيل نظم الرقابة الداخلية والمسئولية الإشرافية، وفصل تلقى الطلبات عن أداء الخدمة والعمل على أن يكون التعامل المباشر مع الجمهور في أضيق الحدود، مع تشديد العقوبات عن تلك الجرائم بحيث يتقرر لها عقوبة الفصل من الخدمة أو الحرمان من المعاش، وتلتزم بذلك كافة السلطات التأديبية، واختيار أماكن آمنة لحفظ العهد، وتعيين الحراسة اللازمة عليها إن أمكن واستخدام وسائل الإنذار الإلكترونية ضمن منظومة أمان المخازن.

وماذا عن أسباب انتشار جرائم الاختلاس ؟
أسباب ارتكاب هذه الجرائم هي ذاتها أسباب ارتكاب جرائم الرشوة، ويضاف إليها القصور في بعض التشريعات أو اللوائح أو نظم الرقابة الداخلية والتي يستغلها الموظف لارتكاب هذه الجرائم، ولمواجهة هذه الجرائم وآثارها السلبية يتعين إصلاح منظومة الرقابة الداخلية، وتفعيلها وسد الثغرات التشريعية واللائحية التي ينفذ منها الموظف لارتكاب تلك الجرائم على أن تكون عقوبة الفصل أو الحرمان من المعاش أو خفض الدرجة هي العقوبة المقررة للجرائم العمدية للعدوان على المال العام.

وما هي مقترحات النيابة الإدارية لعلاج أوجه القصور ؟
تفعيل الرقابة الداخلية، ودعم نظم الرقابة الداخلية ورفع كفاءتها وفعاليتها، والتشديد على أصحاب الوظائف الإشرافية لأداء دورهم المنوط بهم في الإشراف، والمتابعة على مرءوسيهم بالإضافة إلى إلزامهم بتقديم تقرير شهري للسلطة المختصة عن أعمال مرءوسيه والأعمال التي قاموا بها، وتقييم أداء كل منهم ومحاسبة صاحب المسئولية الإشرافية عن إهماله في متابعة أعمال مرءوسيه، مع أهمية ربط صرف الجهود غير العادية والحوافز للموظف بمدى أدائه للأعمال المنوطة به على الوجه الأكمل، وتعميم نظام الحضور والانصراف الإلكترونى وإعادة توزيع الموظفين على الوظائف المختلفة تبعًا لمؤهلاتهم العلمية وخبرتهم الفنية وتبعًا لحاجات العمل الفعلية لكل إدارة من إدارات المرفق العام، وذلك لتجنب تكدس الموظفين بلا عمل وتكدس الأعمال لدى موظفين في بعض الإدارات مع عقد دورات تدريبية متخصصة لكل تخصص وظيفي، لتبصير الموظف بكيفية التنفيذ الصحيح للقواعد المعمول بها في مجال عمله، وإحاطته بالقوانين واللوائح والتعليمات وما طرأ عليها من تعديلات، بالإضافة إلى التحديد الدقيق لمهام كل وظيفة ببطاقة الوصف الوظيفي لكل وظيفة وتقييم الموظف في ضوء حسن معاملته للجمهور وإنجاز مصالحهم.
Advertisements
الجريدة الرسمية