رئيس التحرير
عصام كامل

"الفشل الكلوى" شبح يطارد الملايين.. "إيجى سبيس": 5 مراحل لقصور الكلى.. فقر الدم وهشاشة العظام وأمراض القلب أهم المضاعفات.. 5 أدوية فعالة لعلاج المرض.. 3 أسباب فقط وراء إصابة 75% من المرضى


قالت الرابطة المصرية للعلاج الدوائي والتعليم الإكلينيكى "إيجى سبيس" إن مرض الكلى المزمن هو الفقدان التدريجي في وظائف الكلى خلال فترة أشهر أو سنوات "أكثر من 3 أشهر"، لافتة إلى أن أعراض تدهور وظائف الكلى ليست محددة، ويمكن أن تشمل توعكا عاما وانخفاضا في الشهية في كثير من الأحيان.


وأشارت "إيجى سبيس" في تقرير لها إلى أنه يتم تشخيص مرض الكلى المزمن نتيجة بعض المخاطر، مثل المصابين بارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري كما يمكن التعرف على هذا المرض عندما يؤدي إلى واحد من المضاعفات المعترف بها، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وفقر الدم، والدهون، والتغذية، وهشاشة العظام.

3 أسباب
وأوضحت أن الأسباب الثلاثة الأكثر شيوعا للإصابة بالمرض هى داء السكري وارتفاع ضغط الدم، والالتهاب الكلوى، وهذه تسبب نحو 75٪ من جميع حالات الكبار، ونسبة الـ25% الأخرى ترجع لأسباب غير معروفة.

ويتم تصنيف أمراض الكلى وفقا للجزء التشريحي الكلوي ويتضمن أمراض الأوعية الدموية مثل ضيق الشريان الكلوي والتهاب الأوعية الدموية، والمرض الكبيبي وتصنف إلى نوعين، أولى بسبب اعتلال أنسجة الكلية أو ثانوي بسبب اعتلال الكلية السكري.

ديدان دبوسية
ويشمل مرض تكيس الكلى، والتهاب الكلية المزمن والذي تسببه بعض الأدوية والمواد السامة ويشمل مرض الانسداد بسبب حصى الكلى وأمراض البروستاتا بالإضافة إلى حالات نادرة، يمكن للديدان الدبوسية أن تصيب الكلى.

وعن طرق التشخيص أشارت "إيجى سبيس" إلى أنه يتم تحديد مرض الكلى المزمن عن طريق فحص الكرياتينين في الدم لأن المستويات العالية من الكرياتينين تشير إلى معدل الترشيح الكبيبي المنخفض، ونتيجة لذلك تنخفض قدرة الكلى على التخلص من الفضلات.

وقد تكون مستويات الكرياتينين طبيعية في المراحل الأولى من المرض ولكن يكتشف هذا الخلل في تحليل البول حيث تسمح الكلى بفقدان خلايا البروتين مثل الألبيومين أو خلايا الدم الحمراء في البول، مشيرة إلى أن التدخل المبكر يقلل من المضاعفات الأكثر شيوعا.

كما يتم أخذ عينة من الكلى حيث تستخدم لمعرفة ما إذا كان هناك سبب لوجود خلل في الكلى وإن كانت ستعود لحالتها الطبيعية أم لا.

الفشل الكلوى
وأشارت إلى ضرورة التفرقة بين المرض الكلوي المزمن والفشل الكلوي الحاد لأنه يمكن أن يعالج وتعود الكلى للوظيفة الطبيعية، باستخدام الموجات فوق الصوتية على البطن، يتم قياس حجم الكلى، وعادة ما تكون أصغر≤ 9 سم من الكلى الطبيعية، وأيضا الارتفاع التدريجي في الكرياتينين في الدم يساعد في التمييز بينهما على مدى عدة أشهر أو سنوات في القصور المزمن في مقابل زيادة مفاجئة في مصل الكرياتينين عدة أيام إلى أسابيع من القصور الحاد، فمن الضروري علاج المريض لفترة وجيزة حتى يتم الشفاء من القصور الكلوي.

وأوضحت "إيجى سبيس" أنه يتم تقسيم مراحل تطور القصور الكلوي إلى 5 مراحل على حسب معدل الترشيح الكبيبي للكرياتينين حيث تشمل المرحلة الأولى انخفاضا بسيطا في وظيفة الكلى، وعادة ما تسبب أعراضا قليلة.

والمرحلة الثانية تتمثل في انخفاض معتدل في وظائف الكلى مع ضرر بسيط ويعرف هذا الضرر بتشوهات أو ظهور بعض علامات التلف. 

بينما تشمل المرحلة الثالثة انخفاضا معتدلا في وظائف الكلى مع ضرر بسيط ويعرف هذا الضرر بتشوهات أو علامات للتلف. 
وتشمل المرحلة الرابعة انخفاضا حادا في وظائف الكلي مع ضرر كبير ويتم التحضير لاستبدال العلاج الكلوي والمرحلة الخامسة والأخيرة هي نهاية مرحلة المرض الكلوي أو الفشل الكلوي المزمن والعلاج ببدائل كلوية دائمة مثل الغسيل الكلوي.

مضاعفات الفشل المزمن
وكشفت " إيجي سبيس " عن مضاعفات الفشل المزمن للكلي منها مرض فقر الدم والذي يعرف بانخفاض في واحد أو أكثر من قياسات خلايا الدم الحمراء الرئيسية؛ مثل تركيز الهيموجلوبين، أو الهيماتوكريت، أو عدد خلايا الدم الحمراء.

ومن ضمن المضاعفات هشاشة العظام واضطرابات المعادن المصاحبة حيث تؤدى لتشوهات في العظام وأيضا المعادن أو تكلس خارج الهيكل العظمي الثانوي وهو طيف من التغيرات النسيجية، يحدث خللا في بنية العظام في المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة، والكلى نتيجة خلل في إفراز الفوسفات فيتامين D وبالتالي التأثير على مستويات الكالسيوم في الدم، فيؤدي ذلك إلى زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية.

وتشمل المضاعفات مخاطر القلب والأوعية الدموية حيث أكد زيادة خطر القلب والأوعية الدموية في نهاية مرحلة الفشل الكلوي المزمن، وقدرت معدلات وفيات القلب والأوعية الدموية من 100-10 أضعاف بين مرضى الغسيل الكلوى، كما أن هناك أدلة على أن القصور الكلوي البسيط أو المعتدل تصاحبه زيادة مخاطر القلب والأوعية الدموية أيضا.

خلل في الدهون
وتشمل المضاعفات خللا في الدهون وهو عامل خطر رئيسي لتفاقم المرض والوفيات القلبية الوعائية وشائع بين المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى المزمنة حيث تختلف صورة الدهون على نطاق واسع في هؤلاء المرضى، والتي تعكس مستوى وظائف الكلى بشكل عام، وانتشار زيادة الدهون مع تراجع وظائف الكلى، مع درجة زيادة شحوم الدم وارتفاع الكولسترول LDL كونه يتناسب مع شدة القصور الكلوي.

وأوضحت "إيجى سبيس" أنه لا يوجد علاج بشكل قاطع للحد من تفاقم أمراض الكلي المزمنة، أما إذا كان السبب التهاب الأوعية الدموية، فيمكن علاجها مباشرة للحد من الضرر ولكن في المراحل المتقدمة، قد تكون هناك حاجة لعلاج فقر الدم وأمراض العظام.

وأوضحت أنه غالبا ما تكون عوامل خطر أخرى لأمراض القلب، مثل ارتفاع نسبة الدهون في الدم وهو السبب الأكثر شيوعا للوفاة في الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والشرايين فضلا عن الفشل الكلوي.

وفي الحالات الشديدة يتطلب العلاج بالبدائل الكلوية، والتي قد تنحصر في الغسيل الكلوى، أو زرع الكلى. 

وعن أهم الأدوية التي يأخذها مرضى الكلى أشارت "إيجى سبيس" إلى أن استخدام " مثبطات أنزيم أنجيوتنسين" (ACEIs) أو مضادات مستقبلات أنجيوتنسين، وتعمل على إبطاء تطور الفشل الكلوي على الرغم من أهميتها في حماية الكلى، بينما يفقد الناس تدريجيا وظائف الكلى مع استخدام هذه الأدوية، لذا يجب متابعة وظائف الكلى بانتظام.

و استخدام بدائل الإريثروبويتين، من الهرمونات التي تنشط بواسطة الكلى، وغالبا ما يكون ضروريا في الناس في المراحل المتقدمة من المرض ويوصي بحقن الحديد قبل العلاج مع إرثروبويتين.

و استخدام الكالسيوم من العناصر المهمة لتعويض النقص فيه وأيضا منع هشاشة العظام بالإضافة إلى بدائل هرمون الكالسيتريول حيت ينشط أيضا بواسطة الكلى، بالإضافة إلى السيطرة على مستويات الفوسفات في الدم، والتي عادة ما تكون مرتفعة في المتقدمين بمرض الكلى المزمن.

وأوضحت أن مرضى الكلى مع مستويات الدهون المرتفعة ينبغي خفض الدهون فى النظام الغذائي لهم، والذي قد يساعد في الحد من مستويات الكوليسترول، وأخذ بعض الأدوية التي تساعد في ذلك مثل "ألستاتن" و استخدام الزنك له إمكانية محدودة لمساعدة الرجال الذين يعانون من اختلال وظيفي.

وأكدت أنه في المراحل الأخيرة، عادة ما يتطلب العلاج ببدائل الكلوي، في شكل إما غسيل كلوى أو زرع كلى.
الجريدة الرسمية