رئيس التحرير
عصام كامل

«السيسي» يزور «نيقوسيا».. قمة «مصرية يونانية قبرصية» لتفعيل «إعلان القاهرة».. تعزيز وتوثيق التعاون في جميع المجالات.. العمل على تحقيق الفائدة لشعوب الدول الثلاث


يرأس السفير حاتم سيف النصر، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوربية، اليوم الثلاثاء، وفد مصر المشارك في الدورة الرابعة للمشاورات الثلاثية على مستوى كبار المسئولين بين "مصر واليونان وقبرص"، تمهيدًا لانعقاد القمة الثلاثية بين قادة الدول الثلاث غدًا.


وتأتى القمة الثلاثية في إطار حرص زعماء الدول الثلاث على الحفاظ على دورتها وفقًا لما تم الاتفاق عليه في القمة الأولى التي استضافتها القاهرة في 8 نوفمبر 2014 وتأكيدًا للعلاقات المتميزة بين القاهرة ونيقوسيا وأثينا بهدف تعزيز التعاون والشراكة في مختلف المجالات بينهم وترسيخًا لآلية الحوار السياسي الثلاثي لتعزيز التنسيق والتشاور حول الملفات الملحة المطروحة على المستويين الإقليمي والدولي.

ويلتقي السفير حاتم سيف النصر، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوربية، على هامش اجتماعات آلية الحوار الثلاثي على المستوى الثنائي مع كبار المسئولين فى قبرص.

كما يجرى مشاورات ثنائية مع مدير عام الشئون السياسية بوزارة الخارجية اليونانية ورئيس وفد بلاده في أعمال الاجتماع الثلاثي على مستوى كبار المسئولين في إطار المشاورات المستمرة بين القاهرة وأثينا على كل المستويات وعلى رأسها القمة المصرية اليونانية الأخيرة بالقاهرة الأسبوع الماضي.

وتهدف تلك المشاورات الثنائية إلى مناقشة سبل تطوير التعاون الثنائي بين مصر وكل من اليونان وقبرص وتبادل وجهات النظر إزاء القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

زيارة السيسي
ويتجه الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى قبرص غدًا الأربعاء، في زيارة رسمية، يعقد خلالها جلسة مباحثات مع نظيره القبرصي، كما سيعقد الرئيس قمة ثلاثية مع الرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني، تعقبها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفود الدول الثلاث، ومن المقرر أن يتم تنظيم مؤتمر صحفي للزعماء الثلاثة، تعقبه مأدبة غداء يقيمها الرئيس القبرصي تكريمًا للرئيس والوفد المرافق له.

وتأتى زيارة الرئيس إلى قبرص ويأتى لقاؤه مع الرئيس القبرصي، ورئيس الوزراء اليوناني، في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع بين الدول الثلاث، وذلك لمتابعة نتائج القمة الثلاثية التي عقدت في القاهرة في نوفمبر 2014، والتي أعطت قوة دفع جديدة للتعاون القائم بين الدول الثلاث، إذ تتيح القمة المقبلة الفرصة لتعزيز التعاون مع كل من قبرص واليونان في مختلف المجالات، وبما يتناسب مع التنسيق السياسي بين الدول الثلاث في المحافل الإقليمية والدولية.

العلاقات التاريخية
يشار إلى أن مصر من أوائل الدول التي سارعت بالاعتراف بجمهورية قبرص فور استقلالها وتبادلت العلاقات الدبلوماسية معها عام 1960 الأمر الذي يجعل العلاقات بين البلدين تتسم بالتميز نظرًا لأنها علاقات تاريخية أسهم في تعزيزها القرب الجغرافى والتمازج الحضارى والثقافى بين الشعبين المصرى والقبرصى فضلًا عن العلاقات الثنائية الطيبة بين حكومتى البلدين، فإن هناك تنسيقا مستمرا بين البلدين على المستوى السياسي في إطار الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي ومؤخرا في إطار مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط.

لقاء نيويورك
في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر 2014 استقبل الرئيس السيسي بنيويورك، نيكوس أنستاسيادس رئيس جمهورية قبرص على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأشاد الرئيس القبرصي بالموقف المصري إزاء المشكلة القبرصية في منظمة التعاون الإسلامي، مؤكدا على عمق العلاقات «المصرية- القبرصية» سواء على الصعيد الثنائي أو من خلال المواقف القبرصية المؤيدة لمصر في إطار الاتحاد الأوربي.

وأصدر الرئيسان بيانا مشتركا عقب اللقاء تضمن أمورا أخرى منها تأكيد قبرص على دعمها لخارطة المستقبل التي أقرها الشعب المصري وتوافق رؤى الجانبين على أهمية تعاون القوى المعتدلة للتعاطي مع التحديات الإقليمية، ودحر الإرهاب.

في الخامس والعشرين من ذات الشهر شارك وزير الخارجية سامح شكري على هامش المشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في اجتماع آلية المشاورات الثلاثية مع وزيري خارجية كل من اليونان وقبرص والتي تعقد اجتماعاتها بشكل دوري بهدف دعم العلاقات الثنائية وتعزيز التشاور المشترك بين الدول الثلاث حول القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وبما يحقق مصالحها المشتركة.

واتفق الوزراء الثلاثة على تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بما يحقق مصالح الشعوب الثلاثة وتعزيز التشاور والزيارات المتبادلة على أعلي مستوي حيث تم الاتفاق على إمكانية عقد قمة ثلاثية في القاهرة لرؤساء مصر واليونان وقبرص وعقد الاجتماع الثلاثي الوزاري القادم في قبرص في المستقبل القريب.

"إعلان القاهرة"
عقدت في الثامن من نوفمبر 2014 قمة ثلاثية بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة جمعت الرئيس السيسي وكلًا من نيكوس أنستاسيادس رئيس جمهورية قبرص وأنتونيس ساماراس رئيس وزراء جمهورية اليونان.

بدأت فعاليات القمة بجلسة مباحثات مغلقة عقدها السيسي مع الرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفود الدول الثلاث.

تم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر إزاء عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية اختتمت فعاليات القمة بإصدار "إعلان القاهرة" الذي أعربت فيه الدول الثلاث عن اعتزامها تعزيز وتوثيق التعاون فيما بينها في كافة المجالات، كما عبرت عن رؤيتها المشتركة لمختلف القضايا الإقليمية والدولية، واتفاقها على إقامة آلية للتشاور الثلاثي بهدف العمل على إطلاق كامل الطاقات من أجل تحقيق الفائدة لشعوب الدول الثلاث والمنطقة بأسرها.

مكافحة الإرهاب
في الثامن من نوفمبر 2014 أيضا خلال جلسة مغلقة مع الرئيس السيسي أكد نيكوس أنستاسيادس رئيس جمهورية قبرص دعم بلاده الكامل لمصر وجهودها سواء لتحقيق التقدم الاقتصادي ومكافحة الإرهاب في سيناء على الصعيد الداخلي أو لإرساء الاستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة بالإضافة إلى جهودها لنزع السلاح النووي.

وأعرب عن تطلع قبرص إلى تعزيز التعاون الوثيق القائم بين البلدين، ورغبتها في تكثيف التعاون والتنسيق في مجالات أخرى مثل الطاقة والسياحة والبحث والإنقاذ.

تعزيز التعاون
ومن جانبه أكد السيسي على العلاقات القوية التي تجمع بين البلدين وحرص مصر المتبادل على تعزيزها في مختلف المجالات، مؤكدًا ثبات السياسة والمواقف المصرية إزاء القضايا القبرصية، ومقدرًا الجهود التي تبذلها قبرص في إطار الاتحاد الأوربي لنقل صورة واضحة وحقيقية عن تطورات الأوضاع في مصر.

وأعرب عن تطلع مصر لتعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة ولاسيما الغاز الطبيعي وإمكانية استغلال البنية التحتية والصناعية المصرية المؤهلة لاستقبال الغاز.

دعوة السيسي لزيارة قبرص
بحث الجانبان عددا من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأوضاع في ليبيا والأزمة السورية، وفي ختام اللقاء وجه أنستاسيادس الدعوة للسيسي لزيارة قبرص على رأس وفد مصري كبير لتنفيذ وتفعيل ما تم الاتفاق عليه بين البلدين في مختلف المجالات.
الجريدة الرسمية