رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إسرائيل تخضع لـ«تركيا».. اتفاق وشيك على تعويض ضحايا وجرحى السفينة «مرمرة».. إعادة تأهيل السياسة الخارجية للدولة العبرية.. والتقارب التركي الإيراني يربك حسابات «تل أبيب»

علم تركيا و إسرائيل
علم تركيا و إسرائيل - أرشيفية

تسير العلاقات التركية الإسرائيلية في صعود وهبوط من وقت لآخر، وكان آخر الصعود في العلاقات بين الجانبين هو إعلان مسئولين إسرائيليين قولهم "إن إسرائيل وتركيا توشكان على توقيع اتفاق المصالحة والتعويضات لشهداء وجرحى سفينة "مرمرة" التركية خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد أن زارت بعثة تركية لإسرائيل مؤخرًا لمناقشة المسألة، حسبما جاء في صحيفة "هآرتس" العبرية.


ويأتى هذا التصالح الإسرائيلي التركي، الذي تخضع فيه إسرائيل لمطالب أنقرة في الوقت الذي تتحسن فيه العلاقات بين تركيا وطهران من الناحية الدبلوماسية والتجارية، الأمر الذي قد يثير مخاوف إسرائيل، وهو ما جعل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال آفيف كوخافي يكشف مؤخرًا أن تركيا تحتضن 3 معسكرات لتدريب القاعدة، بهدف ضرب المحور الجديد الذي تعتزم تشكيله كل من طهران وأنقرة وفقًا لموقع "ديبكا" الاستخباراتى الإسرائيلى.

ووفقًا للمحلل الإسرائيلى "تسيفى بارئيل" فإن تركيا تسعى لإصلاح الأضرار التي لحقت بسياستها الخارجية من خلال استعادة العلاقات مع إيران.

ولفت المحلل الإسرائيلى في مقال بصحيفة "هآرتس" العبرية إلى أن اتفاق التجارة الذي وقع مؤخرًا بين الجانب الإيرانى والتركى لا يمثل مجرد اتفاق اقتصادي هام فحسب، بل بداية لإعادة تأهيل السياسة الخارجية المحطمة لتركيا.

وتعجب "بارئيل" من تصرفات رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان الذي وبخ في صيف 2012 النظام الإيرانى واعتبره أنه مسئول عن مقتل آلاف السوريين بسبب دعمه لنظام "بشار الأسد"، ثم يأتى بعد مرور عام ونصف وبعد أن تضاعف عدد القتلى السوريين ويعلن أن إيران هي بيته الثانى.

وأشار "بارئيل" إلى أنه تم الاتفاق بين الجانب الإيرانى والتركى خلال زيارة "أردوغان" الأخيرة لطهران على تطوير العلاقات التجارية بين الجانبين، كما أنه من المتوقع أن يزور الرئيس الإيرانى "حسن روحانى" أنقرة قريبًا.

وأضاف "بارئيل" أنه يبدو أن الساحة الإيرانية التركية تحولت إلى ملعب بعد أن كانت ميدان معركة دبلوماسية خلال الثلاث سنوات الماضية، موضحًا أن حرص تركيا نحو إبرام اتفاق تجارى مع طهران الدولة الوحيدة المتبقية لتركيا في منطقة الشرق الأوسط يرتكز على القراءة التركية الجديدة للخريطة السياسية.

وحسب "بارئيل" فإن تركيا ترى أنه من المشكوك فيه أن تتمكن واشنطن من إسقاط نظام بشار الأسد، وفى كل الأحوال لا يوجد له بديل يحل محله، لذلك تركيا قلقة من تعاظم الحركات الراديكالية التي ينتمى جزء منها لتنظيم القاعدة والتي ليس لديها أي تأثير عليها، خلافًا لجماعة الإخوان في سوريا.

وفى تصريحات لـ "هآرتس" قال باحث في مركز الدراسات الإستراتيجية في إسطنبول لم تفصح الصحيفة عن اسمه: " نحن بحاجة للتأكد من أنه مع كل التطورات التي تحدث في سوريا، فإن حدودها مع تركيا ستكون آمنة، لذا فنحن بصدد أن نجد لأنفسنا شريكا قادرا على التأثير في سوريا.

وأضاف الباحث التركى: "ارتكبنا خطأ إستراتيجيا حين قطعنا العلاقات مع سوريا وهاجمنا إيران، والآن طهران أصبحت محبوبة من الغرب، وبقيت تركيا في عزلة بسبب هذه السياسة، وفي الواقع، يبدو أن إيران لا تحتاج حقا لنا. فالأيام التي كانت تلعب فيها تركيا دور الوساطة ولت، وإيران ليست بحاجة لوسيط حاليًا، ودور تركيا يعد هامشيا حول كل ما يخص سوريا.

وتابع الباحث: "على تركيا أن تلتف حول الأسد إذ اتضح أن الأسد هو الوحيد الذي يستطيع البقاء في سوريا لا سيما في ضوء فشل مفاوضات مؤتمر جنيف2"

ونقلت الصحيفة عن صحفى بجريدة توداي زمان التركية لم تذكر اسمه أيضًا، قوله إن القيادة التركية تحاول إصلاح الأضرار التي خلفتها السياسة التركية خلال الثلاث سنوات الأخيرة، ليس فقط مع سوريا، ولكن أيضا مع مصر والمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، ولكن بدلا من التوقف ودراسة الأولويات فهم يتسرعون مرة أخرى.

وأضاف: بالضبط مثلما فعل أردوغان وطار ليكون أول من يهنئ الإخوان بالفوز في مصر، ومن ثم كسر العلاقات مع النظام العسكري، هو الآن يهرع للمضي قدما لبناء قاعدة جديدة مع إيران.

والبعض يرى أنه من غير المتوقع أن تكون تركيا وإيران بصدد تحالف إقليمي، لأن استعراض تاريخ العلاقات بين البلدين يقول بعكس ذلك، إلا أن التقارب الإيراني- التركي ينسجم أيضا مع التوجهات الجديدة للسياسة الأمريكية في المنطقة التي تدعو إلى بناء تحالفات جديدة في الشرق الأوسط خاصة مع إيران وتركيا ومن غير المستبعد أن يكون التناغم الحالي بين طهران وأنقرة بداية تأسيس هذا التحالف خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار التقارب الأمريكي – الإيراني بعد قطيعة معلنة استمرت لأكثر من ثلاثة عقود.

ويقول الدكتور "منصور عبد الوهاب" المترجم العبري لـ "مبارك" إن التقارب الإيراني التركي لا يضر بمصلحة تل أبيب، لأن هناك أيضًا تقارب أمريكي إيراني بما لا يضر الصالح الإسرائيلي، كما أن واشنطن لم تقدم على خطوة يكون فيها ضرر لإسرائيل، وطالما أن هناك تقاربا إيرانيا أمريكيا فلا يمكن أن تضر طهران بمصالح تل أبيب.

وأضاف دكتور "عبد الوهاب" أن إسرائيل تبحث دائمًا عن خطر خارجى تستخدمه كفزاعة مثل المخاوف من "إيران وبرنامجها النووي" لكى تصدر تصريحات الهدف منها جعل المواطن الإسرائيلي والجبهة الداخلية في حالة استنفار دائم، ولكى يكون هناك دائما مبرر لاتخاذ الحكومة الإسرائيلية أي إجراءات داخلية تتعلق بالوضع الداخلي أو الخارجي.
Advertisements
الجريدة الرسمية