رئيس التحرير
عصام كامل

وما زال توكيل الرئيس عرفات في جيبي

اعتاد الرئيس الفلسطيني، المرحوم ياسر عرفات، أن يكون الأستاذ خالد محيي الدين رئيس حزب التجمع (رحمه الله) أول من يتصل به بمجرد وصوله للقاهرة، وكان الأستاذ خالد يحرص علي أن تحصل "الأهالي" علي أول حوار يجريه "عرفات" مع الصحف المصرية. كما يحرص علي أن ينوب عنه في لقاء عرفات نائب رئيس الحزب الدكتور رفعت السعيد (رحمه الله)، وهو من أقرب أصدقاء عرفات الذي يثق في رؤاه.


كلفني الاستاذ خالد بأن أرافق "السعيد" وأنا أجري الحوار لجريدة الأهالي التي كنت مديراً لتحريرها، وأبلغني أنه لمس من حديث عرفات التليفوني معه أنه ممرور من الحكام العرب، ونصحني بأدبه الشديد أن أراعي ألا أسبب مشاكل للرجل أكثر من المشاكل التي واجهها وقال ما يهمنا في "الأهالي" أن نساعد ألا تتسع خلافاته مع الآخرين.

إتجهنا للقاء الرئيس الفلسطيني رفعت السعيد وأنا، وبدأ يصب غضبه علي الرؤساء والحكام العرب بالأسماء ويتهمهم بأنهم يسعون لكسب ود إسرائيل علي حساب القضية الفلسطينية التي يدعون ليل نهار  أنها قضية العرب المحورية، وقدم "رفعت" للرئيس الفلسطيني تحليلاً لما يجري علي الساحة العربية والعالمية من تغيرات.

وبدأت في توجيه الأسئلة للرئيس "عرفات" ولم تخل إجابة واحدة من نبرة الغضب، وكلما حاولت أن أخرج بالحوار من هذا الإطار يعيدني إليه من جديد، كان يتحدث بانفعال شديد حتي إنني بدأت أخشي علي صحته وحاولت أن أخرجه من هذا الإطار، قلت له سيادة الرئيس دعني أعترف لك أن الاستاذ خالد حذرني من أن أسبب لك مشاكل أنت في غنى عنها، وأن أتجنب نشر ما يعقد علاقاتك مع زعماء العرب، وأنا استئذنك أن أنشر هذا الحوار بالغ الأهمية في الصحافة العربية التي سترحب به بكل تأكيد..



ولأول مرة يبتسم الرئيس خلال ساعتين إستغرقهما اللقاء وأمسك بورقة كتب عليها (أفوض رياض بنشر الحوار بعيداً عن "الأهالي" حتي لا يغضب أستاذ خالد الذي لا نحتمل غضبه) وانفردت الأهالي بحديث نقلته كل الوكالات الأجنبية والصحافة العربية والعالمية..

إلتقيت الرئيس عرفات رحمه الله بعد ذلك مرات سواء في بيروت أو القاهرة وكنت دائما أداعبه بالقول (ما التوكيل في جيبي و نضحك معاً )
الجريدة الرسمية