رئيس التحرير
عصام كامل

ولم ينتحر محمد عويس!

كالخديوى توفيق والهلباوي وبطرس غالي الكبير وفاروق الفقي وإنشراح موسى وهبة سليم وغيرهم من خونة الأوطان سجل الضابط محمد عويس لنفسه سطورا من نار ومن خزي ومن عار سيظلون يطاردون اسمه وسيرته لمئات السنين القادمة مثل من تعامل مع الإنجليز وخان وطنه ومثله مثل من تعاون مع العدو الصهيوني أيضا وخان وطنه! 


بل تبدو الحالة عند عويس أسوأ وأسود وأضل.. إذ كان صديقا للشهيد محمد مبروك.. أكل معه وشرب.. وبينهما عيش وملح وأيام وذكريات ودراسة وسهر وسمر وتدريبات شاقة وأيام بحلوها ومرها.. لا هو ابن شعبنا كالخديوى توفيق وقد أتي بالاحتلال البريطاني لمصرنا ولا ضحايا دنشواي الغلابة لهم صلة مباشرة.. عيش وملح مع غالي والهلباوي ولا ضحايا بناء حائط الصواريخ الاسطوري يعرفون فاروق الفقي وهبة سليم!

 ثمن الخيانة
ورغم العار والذل ونظرات الاحتقار التي يراها ويعيشها محمد عويس في محبسه إلا إنه لم يفكر مرة في إنهاء حياته والانتحار.. وربنا بلغه مسلسل "الاختيار" وتسجيله لخيانته وها هو يلعن كل يوم من المصريين بل وحتي الأشقاء العرب وقد تفاعلوا بالملايين مع العمل.. وربما يصل اللعن إلى مسامع أسرته رغم إنها لا ذنب لها إلا إنجابها لشخص بكل هذه الحقارة! 

الانتحار أشرف وأكرم.. لكنه لم يشعر بالندم.. بالخطيئة.. كمن يمتلكون بعضا من الشرف والشجاعة والضمير.. ولا نرى أن عويس لديه شيء حتى من هذا "البعض" الصغير! ذلك كله لا يجتمع مع كثير من الندالة والخسة!
الجريدة الرسمية