رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نهرنا

مما لا شك فيه أن موضوع الخطر المحيط بنهر النيل سيظل هو موضوع الساعة لدى جموع المصريين لفترة طويلة قادمة غير معلومة، وذلك حتى تمام تأكدهم من زوال هذا الخطر بصورة لا تحتمل أي لبس.. خاصة بعدما شاهدوا وعايشوا بأنفسهم الموقف الإقليمى والدولى تجاه هذا الشأن، والذي كانت رسالته شديدة الوضوح، أن لغة المصالح هي المتحكم الأول في موقف جميع الدول.


وهو ما يتطلب منا جميعًا أن نعى الدور الذي يجب أن نلتزم به تجاه بلادنا الغالية وهى تدير واحدة من أصعب وأخطر وأشرس معاركها على مدار التاريخ.

فمن المهم للغاية أن ندرك أن الخطاب الرسمى للدولة في هذا الشأن الوعر مبنى على حسابات في غاية الدقة، وبناءً على معلومات أغلبها لا يمكن طرحه -بكل تأكيد- على الرأى العام، تحقيقًا لأحد أهم مبادئ الأمن القومى التي يعمل بها كل العالم، وهو مبدأ "ليس كل ما يعرف يقال"..

الحفاظ على النهر
لذلك أرجو من كبار الكتاب والمحللين والمثقفين أن يعوا وهم يتناولون هذا الموضوع الشائك أن هناك جانبا كبيرا من الحقائق هم غير مطلعين عليه للاعتبار الهام المشار إليه، وهو ما يتطلب منهم كل الوعى وكل الحكمة في ضبط لغة خطابهم لكى تتوافق مع الخطاب الرسمى للدولة، فلا تتقدم أو تتأخر عنه ولو قيد أنملة.

كما يجب علينا كمواطنين أن يبذل كل منا قصارى جهده في عمله بمنتهى الضمير والإتقان، وألا ننساق وراء أي شائعات أو محاولات للتخويف أو الترهيب مما قد يحمله المستقبل، وأن نثق كل الثقة في أنه طالما أخذنا بأسباب التطور والنجاح، فإن التوفيق سيكون حليفنا بإذن الله تعالى.

لابد ألا يغيب عن ناظرنا ولو للحظة واحدة أن الحفاظ على نهرنا هو مسئوليتنا جميعًا كل في موقعه، وليس مسئولية أطراف دون أخرى، وتذكروا دائمًا أن العامل الحاسم في القضايا المصيرية الكبرى هو أن تكون الشعوب على قلب رجل واحد.

حفظ الله بلادنا الغالية من كل مكروه وسوء.
Advertisements
الجريدة الرسمية