رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نحن!

في قديم الزمان قام أحد العلماء بعرض لعبة تحفيزية على أطفال إحدى القبائل الأفريقية البدائية، حيث قام بوضع سلة مليئة بالعديد من أنواع الفاكهة الشهية بالقرب من جذع شجرة، وقال لهم:


أول طفل يصل الشجرة سيحصل على السلة بما فيها، وعندما أعطاهم إشارة البدء تفاجأ بأنهم يسيرون سويًا في جماعة جنبًا إلى جنب ممسكين بأيدي بعضهم البعض، حتى وصلوا إلى الشجرة في توقيت واحد، وحينها تقاسموا الفاكهة الشهية..

بناء القناعات
وعندما سألهم العالم مندهشًا لماذا فعلوا ذلك فيما كان بإمكان كل واحد منهم الحصول على السلة لنفسه فقط لو سبق زملاءه؟!
أجابوه بتعجب: كيف يستطيع أحدنا أن يكون سعيدًا فيما يترك الباقين تعساء؟! وهنا اكتشف العالم أن المبدأ الأساسى الذي تربى عليه هذه القبيلة أبناءها هو مبدأ: "أنا أكون لأننا نكون".

سبحان الله.. هذه القبيلة البدائية تعرف سر السعادة الحقيقية التي ضاعت من غيرها، بسبب الفردية والأنانية وتغليبهم مبدأ: أنا ومن بعدى الطوفان. فعلًا وحقًا.. السعادة سر لا تعرفه إلا النفوس المتواضعة المحبة للخير؛ التي شعارها "نحن وليس أنا"..! فكل شيء ينقص إذا قسمته على اثنين أو أكثر إلا (السعادة) فإنها تزيد إذا تقاسمتها مع الآخرين.

العبادة المنسية!
تخيل لو طبقنا جميعًا ما أرشدنا إليه رسولنا الكريم في حديثه عظيم الأثر: (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيِه مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)، ألن نكون حينها أكثر رحمة وإنسانية وتكاتف؟.

علموا أولادكم منذ الصغر روح الجماعة وأهمية الإيثار وتقاسم كل ما هو جميل مع الآخرين، لكى يكبروا بقلوب ملؤها التآخي والمحبة والألفة والتصالح مع النفس والعدل والمساواة، واغرسوا فيهم أن "نحن" أجمل وأروع وأقوى من "أنا" بكثير.
Advertisements
الجريدة الرسمية