رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نجح "الاختيار2".. ولكن الضباط الإرهابين مشكلة!

"الاختيار2" كما كان متوقعا واقترب من المشاهد، فحدث التفاعل الكبير الطبيعى لأحداث لم يجف دماء شهداء ابناءنا الذين جسدهم المسلسل حتى الآن، ابناؤنا الذين دفعوا حياتهم عن طيب خاطر من أجل المحافظة على وحدة الوطن، من اجل ان يتطهر الوطن من حفنة احترفت الإرهاب من عشرات السنين وجعلت من الدين ستار تختفي خلفه لتحقيق أهدافا سياسية، هؤلاء حفنة لا تؤمن بالمواطنة او بالوطن والانتماء الى تراب مصر، بل تعتبر الوطن مجرد حفنة من التراب، وجاء الاختيار كوجبة اعتقد انها كانت اثقل مما يجب، فقد أرهقت العقل وأدمت القلب، وجعلت الدموع تسيل كالأنهار من عيون الملايين.


أشاد الجميع تقريبا بالمسلسل، وفجر الغضب فى النفوس تجاه عصابة الاخوان المجرمين، بل فجر الغضب تجاه كل من يحاول استغلال الدين لتحقيق سياسية، وأدان كافة التيارات التى ترفع شعارات دينية وهى أجهل الناس بالدين، وأجهل الناس برسالات الله السماوية الى خلقه، كل هذا ادركه المواطن العادي..

 سؤال مهم
ولكن هناك تساؤلات يجب أن نقف امامها ودراستها بشكل علمى دقيق، ويكون الدارسين بعيدا عن كافة الضغوط أو الآراء المسبقة، من المواقف التى قدمها المسلسل وكشف عنها هو تحول عدد من اكفاء ضباط الشرطة إلى الارهاب، ومنهم من شارك فى عمليات ضد الجماعات الارهابية وفض اعتصام رابعة العدوية المسلح، السؤال الذي يجب أن يبحث الخبراء عن الإجابة عليه: كيف يتحول ضابط الشرطة الكفء الذي من المفترض تم تأهيله فنيا وأيضا ثقافيا ومعنويا إلى إرهابي، بل إرهابي شديد الخطورة؟

ولابد من الاعتراف أن هؤلاء أفادوا عصابات الإرهاب الإخوانية كثيرا في الكثير من العمليات ضد الجيش والشرطة وأيضا المدنيين!

في تقديري هذا سؤال في غاية الأهمية لابد أن يتم دراسته من خلال المركز القومى للبحوث الجنائية، وعلماء الاجتماع السياسي، وعلماء النفس، وأيضا من خبراء الأمن الذين لهم دورا مهما فى إعداد الضباط سواء أثناء الدرسة أو بعد التخرج، الإجابة الصحيحة على هذا السؤال خير ضمان لعدم تكرار ما حدث، الأمر الذى حدث كلفنا من الشهداء الكثير، وعن طريق هؤلاء الضباط كانت هناك عمليات نوعية ارهابية على مستوى من المستحيل يصل إليه الإرهابين بمجرد التدريب  على السلاح أو التدريب على زرع عبوات تفجيرية .

أعمال فنية كثيرة
وبناء على ما سبق أطالب بعمل هذه الدراسة بشكل جاد، لان تحول ضابط تربى فى حضن المؤسسة الشرطية إلى ارهابى أمر ليس سهلا أن يقبله العقل، لابد من تحديد الثغرة التى نفذ منها الفكر الارهابى لهؤلاء الضباط، بعيدا عن تسطيح الأمر.

الأمر الثانى، كل من شاهد أفلام الحرب العالمية سواء الاولى أو الثانية وخاصة الثانية، سيكتشف أن المسلسل "الاختيار 2" قدم أحداث يمكن أن تصنع بدل المسلسل أكثر من عشرين مسلسل ولن يشعر المتلقى بالملل نظرا لحجم وأهمية الاحداث التى قدمها المسلسل، ومن هنا نطرح سؤالا: أيهما أفضل تقديم كل هذه الأحداث المثيرة والتى تلاعبت وحركت المشاعر والدموع فى عمل واحد أم أنه يتم تقديمها فى عدد من المسلسلات القصيرة أو الأفلام؟

هذا ايضا يحتاج إلى دراسة بعيدا عن الجهة المنفذة ولكن من خلال لجان تجمع المركز القومى للبحوث الجنائية، علماء الاجتماع السياسى، علماء النفس، النقاد، وبعض الشخصيات العامة الواعية بالدور الحقيقى لتقديم مثل هذه الاعمال للمواطن، خاصة أن البعض لم يكن يدرك حجم الإرهاب الذى زرعته هذه الجماعات الارهابية بقيادة العصابة الاخوانية.

أبطال أحياء
فى العام الماضى كتبت أن "الاختيار 2" يمكن أن يكون عن تجربة د.مجدى يعقوب، أو البطل محمد مهران الذى ضحى طواعية بعينيه من أجل مصر..الخ، واليوم اقترح على أصحاب القرار، ليس بالضرورة أن الابطال الذين ضحوا بحياتهم فقط، هناك بطل منع عمليات ارهابية، وبالتالى لماذا لا يقدم عملا عن أبطال لايزالوا على قيد الحياة ولهم سجل مشرف..

والحقيقة حجم الدماء الذى سالت فى المسلسل من ابنائنا كثير ومؤلم للغاية، حجم الألم كبير لدى المتلقى، لهذا أعتقد أن تقديم البطل الذى لايزال حيا وقدم أداور مؤثرة شيئا مهما وضروريا، خاصة أن الأعمال الدرامية لا تقدم الواقع 100% وإلا فانه فى احد العمليات تم إحالة أحد القادة الكبار إلى التقاعد، ولم يتم ذكر عملية إنقاذ البطل محمد الحايس من إيدى الارهابين، أعود إلى القول تقديم أبطال لهم بطولات ولم يستشهدوا أمر مهم، وكما ذكرت من قبل إن أكبر انجازات 30 يونية هى اقتلاع عصابة الارهاب الاخوانية .

هذه الملاحظات تحتاج دراسات متأنية ومهمة لتجويد ما يقدم للمواطن، الذى يجب أن يجد دائما اعمالا وطنية طوال العام وليس فى شهر رمضان فقط .
وتحيا مصر.. تحيا مصر بدماء شهدائها الأبرار.. تحيا مصر.
Advertisements
الجريدة الرسمية