رئيس التحرير
عصام كامل

مصر تناديكم


الديمقراطية ليست مجرد شعارات وخطب لكنها ممارسة وثقافة، لقد مرت علينا فترة هي الأسوأ في تاريخ مصر، لكنها كما أزهرت ما في الشخصية المصرية، هي كذلك أظهرت أجمل وأثمن مافيه.

مصر الآن تنادي أبناءها وتحثهم على أن يظهروا معدنهم الحقيقي، وكما فعل المصريون في الخارج وقالوها كلمة واحدة، وفيها كل المعاني، نعم للسيسي، ولا للإرهاب الأسود، نعم لاستقرار مصر وأمنها، نعم للتنمية والنهوض من عثرة الإخوان.

لقد ضاع من عمر شبابنا ثلاث سنوات، وأهدرت طاقات وأريقت دماء، لأننا وكما نعرف جميعا سكتنا على قضية تزوير الانتخابات، وبإعلان نتيجة تجافي الحقيقة، وقتها كان الفريق شفيق هو الأحق بالرئاسة، وضاع الحق بسبب التباطؤ المتعمد.

لكن الرجل ضرب مثلا عظيما للتضحية وإنكار الذات حينما لم يشعلها حربا وخرج مجروحا مهزوما بفعل الخيانة، وعمل وهو خارج مصر على دعمها وتوطيد علاقاتها، والآن أعلن الرجل بكل نبل دعمه الكامل للمشير السيسي.

وليس وحده من ساند الرجل، عائلة ناصر، الرمز والشموخ وقصة الحب الخالد بين الشعب وحلمه، هذه العائلة أعلنت بالكامل دعمها للسيسي مؤكدة أنها باختيارها تضع الأمور في نصابها الصحيح.

وقبلهم شاعر الثورة الذي ألهب مشاعر الشباب بكلماته وألحان شريكه الأبدي الشيخ إمام، نعم لقد أعلنها الفاجومي قبل موته أنه يختار السيسي لأن فيه صلاح الوطن.

والأمثلة كثيرة، ولكن أضرب مثالاُ لمن يتشدقون بحرية الغرب ونزاهتهم وتجربتهم الديمقراطية التي يسبقنا بمئات السنين الضوئية.
حدث بالفعل في فرنسا أن أخفق مرشح اليسار "جوسبان " في الوصول إلى جولة الإعادة مع مرشح اليمين " شيراك "، وكانت الإعادة بين اليمين يمثله شيراك واليمين العنصري المتطرف ويمثله جان ماري لوبان.. كان الاختيار ليس بين يمين ويمين متطرف ولكن بين الجمهورية " بكل ما تعنيه من قيم ومبادئ وبين أعدائها وكان أن صوت اليسار وكل القوى السياسية مع اختلافها لصالح الجمهورية.

هكذا تدار الأوطان، هكذا نغلب مصلحة الوطن على مصالحنا الشخصية، ولقد ضرب لنا البعض أمثلة عظيمة – كما ذكرنا آنفا- واليوم هو يومنا الذي نقف فيه مع أمنا الغالية مصر.
مصر في انتظاركم لاتخذلوها....
Medhat00_klada@hotmail.com
الجريدة الرسمية